حسم مناضلو حزب جبهة القوى الاشتراكية خيارهم حول الهيئة الرئاسية الجديدة، بانتخاب القائمة التي يقودها عضو الهيئة الرئاسية المستقبل علي العسكري، بالأغلبية بعد منحها 224 صوتا مقابل 179 صوتا للقائمة الثانية، التي تقدم بها أعضاء مدعومون من عائلة مؤسس الحزب الراحل حسين آيت احمد، وفي مقدمتهم نجله يوغرطة آيت أحمد وقريبه جمال بلول. ومثلما كان متوقعا، وصل عضو الهيئة الخماسية للحزب علي العسكري إلى هدفه المتمثل في التواجد وعناصره بقوة في الهيئة الرئاسية للحزب، ومنه التحضير بأريحية للمؤتمر السادس، وذلك بتزكية غالبية المشاركين في المؤتمر الاستثنائي للحزب المنعقد أول أمس الجمعة بتعاضدية عمال البناء بزرالدة، قائمته التي ضمت إلى جانب السكريتير الأول الأسبق، كلا من محند امقران شريفي أحد رفاق «الداحسين» الذين اشتغلوا لدى مكتب الأممالمتحدة في البرنامج الإنمائي ومتحصل على دكتواره في الاقتصاد من الجامعة الأمريكية، بالإضافة إلى النائب السابق عن حزب جبهة القوى الاشتراكية عن العاصمة حياة تياتي، وسفيان شويخ والسيناتور إبراهيم مزياني. وجرى الانتخاب على القائمة في أجواء ديمقراطية، رجحت فيها كفة الأصوات لصالح القائمة التي تقدم بها علي العسكري، الذي تحدثت مصادر عن تحضيره الجيد لهذه النتيجة خلال الاتصالات المكثفة التي أجراها في الكواليس منذ استقالته الأخيرة من الهيئة الرئاسية للحزب، «ليقطف الثمار في المؤتمر الاستثنائي الذي خطط له بدقة متناهية»، وفقا لمصادرنا. وصنف علي العسكري في تصريح له عقب الإعلان عن النتائج، الملاسنات والاتهامات التي تبادلها المؤتمرون، في «خانة الممارسات الديمقراطية العادية والتعبير الحر عن الآراء»، مذكرا بأن المؤتمر هو «الإطار المناسب للاستماع للجميع بدون إقصاء أو تهميش، ليكون الفاصل النهائي هو الصندوق». ومن جانبه، ثمّن السكرتير الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية محمد حاج جيلاني، الأجواء التي عُقد فيها المؤتمر، «وروح المسؤولية الكبيرة التي التزم بها المؤتمرون من أجل الحفاظ على وحدة الحزب». وضمت القائمة الثانية التي دخلت التنافس على الهيئة الرئاسية للأفافاس، ثلة من العناصر الشابة المدعومة من عائلة مؤسس الحزب حسين آيت احمد، وهم عضو الأمانة الوطنية ورئيس المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو يوسف أوشيش ومهنى حدادو رئيس المجلس الشعبي الولائي لبجاية، والسكرتير الأول الأسبق للأفافاس محمد نبو، والعضو القيادي والنائب جمال بلول، وكريمة بن جابري المنحدرة من ولاية الشلف. ورغم تميز هذه القائمة الثانية بنوع من التوازن الجهوي وتواجد العناصر الشابة ودعمها الصريح من قبل عائلة زعيم الحزب الراحل آيت أحمد، إلا أن عناصرها لم يتمكنوا من استمالة المؤتمرين وكسب ثقتهم في ظل الحملة الدعائية الناجحة التي قادها أنصار القائمة الفائزة بالهيئة الرئاسية للحزب.