انتخب المشاركون في المؤتمر الوطني الاستثنائي لحزب جبهة القوى الاشتراكية، المنعقد يوم الجمعة الماضية بالجزائر العاصمة، الهيئة الرئاسية الجديدة للحزب، حيث فازت القائمة التي يتصدرها علي العسكري ب224 صوتا، ضد القائمة التي تصدرها محمد نبو التي حازت 179 صوتا، وبذلك يتجاوز الأفافاس أزمته الداخلية ولو مؤقتا. تمكن مناضلو حزب جبهة القوى الاشتراكية، يوم الجمعة الماضية، من تجاوز الأزمة التنظيمية التي كادت تعصف بالحزب وتهدد أركانه، رغم الأجواء المشحونة التي ميزت الجلسة الصباحية، إلا أن مندوبي المؤتمر الاستثنائي تمكنوا من تقديم قائمتين تتكون كل واحدة منهما من خمسة أعضاء، كما تنص قوانين ولوائح الحزب على ذلك. وكانت القائمة الأولى تضم كلا من نبو محمد (سكرتير أول سابقا)، أوشيش يوسف (رئيس المجلس الولائي لتيزي وزو حاليا)، بالول جمال (النائب عن ولاية البويرة)، وبلجابري أوجابري كريمة، حيث حازت هذه القائمة على 179 صوتا، وقد فازت ب224 صوتا. القائمة الثانية، التي كانت تضم في صفوفها كلا من علي العسكري، شريفي محند أمقران، تياتي حياة، مزياني براهيم وشويخ سفيان. وقال السكرتير الأول، الحالي محمد حاج جيلاني، إن الأجواء التي جرت فيها انتخابات الهيئة الرئاسية دليل على أن الحزب "لا يمر بأزمة"، فيما اعتبر علي العسكري أن الحزب "بصفة جيدة ولا يعاني من أي مشاكل داخلية" حيث "تمكن اليوم الجمعة من تجاوز خلافاته للحفاظ على الحزب"، وذلك "بهدف مواصلة مشروعه"، مع العلم أن المؤتمر الاستثنائي الذي جرت أشغاله في جلسة مغلقة، جرى طبقا لقرار المجلس الوطني الاستثنائي للحزب الصادر في 9 مارس الماضي. وتنتظر القيادة الجديدة لأقدم حزب معارض العديد من التحديات، أبرزها إعادة هيكلة الحزب على المستوى الوطني، وإعادة هيبته على الساحة السياسية الوطنية، وإعادة بعث العمل النيابي والميداني، بالإضافة لتحضير المؤتمر العادي للحزب، والذي من المزمع أن يكون خلال الثلاثي الأول من السنة القادمة لتحديد موقف الحزب من الاستحقاق الرئاسي، سواء المشاركة وكيفية ذلك أو المقاطعة، أو مواصلة التركيز على مبادرة الحزب المتمثلة في إعادة بناء الإجماع الوطني. من جهة أخرى، من المنتظر أن تلجأ القيادة الجديدة للحزب في الوقت الحالي، لإعادة تعيين سكرتير أول جديد للحزب، وباقي أعضاء المجلس الوطني وبعض الأمانات، في انتظار رسم الخطة والبرنامج لقادم الأيام، بهدف إعادة قطاع "الأفافاس" إلى سكته المعتادة.