أعلنت حركة النهضة الإسلامية (الفوز) في أول انتخابات بلدية تجرى في تونس منذ انتفاضة عام 2011، التي أشعلت ما يُعرف ب(الربيع العربي). وأشارت استطلاعات لرأي الناخبين بعد الإدلاء بالأصوات إلى أن حزب نداء تونس جاء في المركز الثاني بفارق 5 في المئة عن حزب النهضة. ولم تعلن النتائج النهائية الرسمية حتى الآن. وكان من المتوقع أن يتصدر الحزبان نتائج الانتخابات البلدية المؤجلة منذ فترة طويلة، والتي تشمل 350 مجلس بلدي. وقال لطفي زيتون، القيادي في حزب النهضة: (هذه النتائج مكافأة لحزب النهضة... الذي بحث عن التوافق)، وفقا لما نقلته وكالة (رويترز). وتجمع مؤيدون لحزب النهضة خارج مقره في تونس العاصمة، ورددوا أغان ثورية تعود لعام 2011، احتفالا بالفوز. وقال عماد الخميري، المتحدث باسم الحزب، في بيان بمقر الحزب إن النهضة سوف (يستمر في الحفاظ على التوافق مع شركائه). وأضاف: (المهم أن الحزبين الرئيسيين فازا، وذلك مهم للتوازن السياسي في البلاد). وأقر برهان بسيس، القيادي في حزب نداء تونس، بأن حزبه ربما تخلف عن النهضة، بنسبة تتراوح بين 3 إلى 5 في المئة من أصوات الناخبين، وفقا لرويترز. ووصف رئيس الوزراء، يوسف الشاهد، الانتخابات بأنها خطوة مهمة ستكمل الانتقال نحو الديمقراطية. وبلغت نسبة المشاركة أقل من 34 في المئة. ونُقل عن عادل البيرنصي، عضو الهيئة المستقلة للانتخابات في تونس، قوله إن انتهاكات وقعت في بعض مراكز الاقتراع، لكنها لم تكن كبيرة، ولم تؤثر في سير الانتخابات ولا نتائجها. وأرجع محللون ضعف المشاركة إلى خيبة أمل الناخبين، بسبب عدم حدوث أي تقدم اقتصادي، حيث تعاني تونس من تضخم بلغت نسبته نحو 8 في المئة، بينما يبلغ معدل البطالة نحو 15 في المائة. وكانت الموازنة التقشفية الجديدة للحكومة قد لاقت موجة من الاحتجاجات مطلع العام الجاري. الشاهد يدعو السياسيين إلى فهم رسالة الشعب من جهته، دعا رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، السياسيين في بلاده إلى العمل وتطوير خطابهم واستعادة ثقة المواطنين وفهم رسالة التونسيين المتمثلة في المشاركة الضعيفة في الانتخابات البلدية. وأكد الشاهد في كلمة توجه بها للتونسيين بعد الانتهاء من عمليات التصويت في الانتخابات البلدية على أن (يكون الهدف في المرحلة القادمة إيلاء الأهمية لمشاغل التونسيين والقيام بالإصلاحات الضرورية). وقال الشاهد: (لا يمكننا أن نتجاهل أن نسبة المشاركة أقل بكثير من المرات السابقة، وهذا مؤشر سلبي ورسالة قوية لا بد من التوقف عندها واستخلاص العبر، فاليوم عدد كبير من الناخبين عزفوا عن التصويت، ما يؤكد ظاهرة العزوف عن الشأن السياسي). وطالب رئيس الحكومة التونسية هيئة الانتخابات باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة إزاء الخروقات المسجلة بما في ذلك الإجراءات القضائية ومعاقبة كل من حاول المساس بحسن سير العملية الانتخابية. وأشار إلى أنه ولأول مرة في تونس، جرت الانتخابات في 350 دائرة، مشددا على أنه (مهما كانت النتائج فلا رجوع عن الديمقراطية خاصة أن البلاد قطعت الطريق على مشاريع الاستبداد والعودة إلى الوراء). وأعلن رئيس الهيئة المستقلة التونسية للانتخابات، محمد التليلي المنصري، أن نسبة التصويت في الانتخابات البلدية، التي جرت يوم الأحد، في تونس بلغت 33 %. وقال المنصري في مؤتمر صحفي إن (نسبة التصويت بلغت عند إغلاق مكاتب الاقتراع في كامل البلديات 33 في المائة)، مشيرا إلى أن 1.7 مليون ناخب صوتوا في هذه الانتخابات من مجموع 5 ملايين ناخب مسجلين في اللائحة الوطنية.