أكّدت تقارير إعلامية أمس، أنّ التونسيين توافدوا بشكل كثيف على مراكز الاقتراع لانتخاب ممثليهم في البرلمان في أول انتخابات بعد إقرار الدستور الجديد، وذلك وسط إجراءات أمنية مشدّدة في البلاد، حالت دون تنفيذ التهديدات التي أطلقتها جماعات مسلّحة في وقت سابق، وتمثّل الانتخابات البرلمانية في تونس استكمالا للتحوّل الديمقراطي، وإنهاء للفترة الانتقالية، بعد حوالي أربعة أعوام من الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي. فتحت مراكز الاقتراع صباح أمس في تونس، لتمكين الناخبين من الإدلاء بأصواتهم في انتخابات تشريعية هي الأولى منذ الإطاحة نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، في 14 جانفي ,2011 حيث دعي للتصويت نحو 3,5 مليون ناخب ستكون لهم الكلمة الفصل في اختيار تشكيلة البرلمان القادم المؤلف من 217 مقعداً. ويشارك في هذه الانتخابات جميع ألوان الطيف السياسي في تونس الذي يمتد من أقصى اليمين الإسلامي إلى أقصى اليسار مرورا بالأحزاب الإسلامية والعلمانية المعتدلة، كما تشهد الانتخابات مشاركة العديد من الأحزاب سليلة التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل الذي حكم في عهد بن علي وقبله بورقيبة، إذ تترأس قوائم هذه الأحزاب شخصيات ووزراء في حكومات سابقة من النظام السابق. ويشير المحللون إلى حزبين هما الأوفر حظا، النهضة التي تولت الحكم من بداية 2012 حتى بداية ,2014 ومعارضوها الرئيسيون في حزب نداء تونس الذي يضم على السواء معارضين سابقين للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ومسؤولين سابقين في نظامه. ويتنافس على مقاعد المجلس الوطني التأسيسي، البالغة 217 مقعدا، 1327 قائمة تمثل 120 حزبا سياسيا، وتتوزع على 33 دائرة انتخابية، 27 منها داخل تونس و6 خارجها، ويبلغ عدد الناخبين 5 ملايين و285 ألفا و136 ناخب، منهم 350 ألف ناخب مسجلين في الخارج، تشكل فئة الشباب 63 بالمائة من جملة الناخبين المسجلين كما تسجل المرأة حضورها بقوة في هذا الاقتراع بنسبة 5,50 بالمائة. ¯¯ ''النهضة'' و''نداء تونس'' الأوفر حظا للفوز بالانتخابات ❍ وعن التكهّنات حول من ستحسم لصالحه نتائج الاقتراع، يشير المحللون إلى حزبي النهضة ونداء تونس هما الأوفر حظاً، وكون النظام الانتخابي المعتمد يسهل وصول الأحزاب الصغيرة، أكدت القوى السياسية الكبرى أن أي حزب لن يتمكن من الحكم بمفرده. وقال محسن مرزوق القيادي في نداء تونس »أعتقد أن البرلمان سيكون مجزأ«، متوقعاً أن يتقاسم الإسلاميون وحزبه نحو 150 مقعداً، كما ينوي الحزب الذي يقوده رئيس الوزراء الأسبق الباجي قايد السبسي، في حال فوزه تشكيل ائتلاف حكومي ولم يغلق باب التعاون مع النهضة رغم أنه أكد في حملته أنه البديل الوحيد منهم آخذا عليهم ما أسماه »مناهضتهم للديمقراطية«. لكن النهضة التي اضطرت إلى الانسحاب من الحكم في بداية 2014 بعدما طبعت العام 2013 أزمة سياسية واغتيال اثنين من معارضي الإسلاميين وهجمات لجهاديين، أكّدت أنها تريد تأليف حكومة توافق مبدية استعدادها للتحالف مع نداء تونس، من منطلق أنّ حكم التوافق هو الحكم الأنسب في تونس. وفيما يتعلّق بنسبة المشاركة، فقد أعلن رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، ظهر أمس، »أن النسبة الأولية لإقبال الناخبين التونسيين على صناديق الاقتراع بلغت 30 بالمائة في كامل تراب الجمهورية«. وأشار صرصار إلى وجود بعض التجاوزات، وقال »إن كل المكاتب فتحت أبوابها رغم التأخير الذي حصل في بعضها بجهة القصرين« نظرا لأسباب أمنية بحسب ما أوردته وسائل إعلامية، ومن جهة أخرى، صرحت عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فوزية الدريسي أنّ نسبة إقبال الناخبين التونسيين في دوائر الخارج على التصويت بلغت حوالي 20 بالمائة من إجمالي المسجلين حتى ظهر أمس 80ألف عنصر أمن لضمان السير الحسن للتشريعيات ❍ أمنيا، شارك 80 ألف عنصر أمن وجندي من مختلف الوحدات في تأمين الانتخابات البرلمانية في تونس أمس، وذلك بحسب ما أعلنه وزير الدفاع التونسي غازي الجريبي. وكان الجريبي أكّد مساء أمس الأول السبت، أن قوات الجيش نفّذت قصفا دقيقا لمواقع مسلحين في مرتفعات شمال غرب تونس على الحدود مع الجزائر. وشدد في تصريح على أن عمليات القصف تهدف إلى تشتيت صفوف المسلحين المتحصنين في تلك الجبال. وأكد الوزير انتشار قوات الجيش على الحدود لتأمين الانتخابات والأراضي التونسية، إضافة إلى استمرار تأمين المناطق العازلة، مشيرا إلى أن هذه الجهود قطعت »التواصل بين الإرهابيين خلف الحدود والمرتفعات«.