انطلق العدّ التنازلي لرئاسيات 2014، حيث لم يعد يفصلنا سوى 88 يوما عن (يوم الحسم) و43 يوما عن ضبط قائمة الأسماء المرشّحة لرئاسة الجزائر، فلا حديث اليوم سوى عن السيناريوهات المحتملة التي ستكون عليها استحقاقات الرئاسة المزمع إجراؤها في 17 أفريل القادم، وإن كانت أسماء أعلنت ترشّحها رسميا وانطلقت أمس في عملية جمع التوقيعات هناك أسماء ينتظر أن تعلن ترشّحها خلال الأيّام القادمة، علما بأن زعيمة حزب العمال لويزة حنّون هي آخر المنضمّين إلى قائمة مرشّحي الرئاسيات حتى الآن. أربك التقرير الطبّي الأخير الذي أكّد تحسّن صحّة رئيس الجمهورية المتاجرين بالملف وأحدث زوبعة في الساحة السياسية. فإعلان أن صحّة الرئيس بخير، وأنه في تحسّن دائم كان بمثابة ضربة قاسية لبعض الأحزاب المعارضة التي كانت تستخدم هذه الورقة لصناعة جدل يخص أحقّية بوتفليقة في الترشّح مجدّدا بدلا من الحديث عن برامجها، وبعد أن شكّكت بعض الأطراف في إمكانية تنظيم الرئاسيات في موعدها قام رئيس الجمهورية باستدعاء الهيئة النّاخبة ليوم الخميس 17 أفريل 2014 وإمهال طالبي الترشّح مهلة 45 يوما لإعلان ترشّحهم على مستوى المجلس الدستوري الذي سيبثّ في صحّتها من عدمها في ظرف 10 أيّام بعد الانتهاء من عملية جمع التوقيعات. ويبقى ترشّح بوتفليقة لعهدة رابعة من عدمه الموضوع الأكثر تداولا في الوسطين الإعلامي والسياسي، علما بأن الدستور الحالي يتيح له حقّ الترشّح وهو أمر تدعوه إليه العديد من الفعاليات السياسية والجمعورية، وعلى رأسها (حزب الأغلبية) جبهة التحرير الوطني. جيلالي.. نكاز.. زغدود.. تواتي.. ربّاعين وآخرون عرف انطلاق معركة الانتخابات الرئاسية تأخّرا نوعا ما مقارنة بالاستحقاقات السابقة، غير أن عملية التكهّنات بالشخصيات التي ستعلن ترشّحها انطلقت قبل أوانها وقطع إعلان البعض عن ترشّحهم الشكّ باليقين، على غرار رشيد نكاز، جيلالي سفيان، علي زغدود، فوزي ربّاعين وموسى تواتي الذين قدّموا وعود كثيرة للنهوض بالجزائر وانتشالها من الضغوطات الخارجية والداخلية التي تتربّص بها. ارتاينا في هذا التقرير أن نقف عند شخصية كلّ واحد منهم بداية بمستشار الرئيس الرّاحل هواري بومدين المجاهد علي زغدود. فبعد غياب وغيبوبة عن الساحة السياسية أعلن رئيس حزب التجمّع الجزائري علي زغدود ترشّحه لرئاسيات 2014 في بيان رسمي شهر مارس 2013، ليكون بذلك أوّل (لاعب) سياسي أو بالأحرى (أرنب) يعلن دخوله سباق الرئاسيات القادمة، وقد اختار حتى شعار حملته القادمة (من أجل المشاركة في بناء عزّة الجزائر). فالدكتور علي زغدود من مواليد سنة 1938 بولاية تبسة، نشأ في حي شعبي بمدينة عنابة، شغل مهنة المحاماة وكان مستشارا برئاسة الجمهورية في عهد الرئيس الرّاحل هواري بومدين وعضوا في المجلس الوطني الانتقالي. أسّس الدكتور علي زغدود سنة 1990 حزبا باسم التجمّع العربي الإسلامي ثمّ تحوّل إلى التجمعّ الجزائري تماشيا مع دستور 1996، متبنّيا أبعاد الهوية الجزائرية: العروبة والإسلام في إطار مشروع سياسي لترقية الجزائر. نكاز.. المرشّح الذي صنع اسما في أشهر صنع رشيد نكاز الحدث في فرنسا وفي العالم العربي والإسلامي بعد وضع مليون أورو من أمواله لدفع غرامات الحجاب في فرنسا، قبل أن يشكّل حدثا استثنائيا لدى الجزائريين بعد إعلان ترشّحه للرئاسيات في جوان الفارط رغم أنه بالكاد يتحدّث العربية ولا يفقه شيئا من النشيد الوطني. فقد ولد نكاز في 9 جانفي 1972 في فيلنوف سان جورج بفرنسا لأبوين هاجرا من الجزائر واستقرّا في فرنسا، نشأ في حي شعبي في منطقة فال دو مارن ودرس التاريخ والفلسفة في جامعة السوربون، أسّس مع زميل فرنسي وزميلة مهاجرة ناديا للمرشّحين باسم (هيا فرنسا)، وهي جمعية تدعو إلى تسجيل كافّة المواطنين بشكل آلي على اللوائح الانتخابية، وفي سنة 2006 أعلن نيّته في الترشّح للانتخابات الرئاسية المقرّرة في 2007 بفرنسا، ولكي يقبل ترشيحه كان عليه جمع 500 توقيع مؤيّد وداعم للترشيح من رؤساء البلديات. تمكّن نكاز من جمع 521 وعد بالدعم من رؤساء البلديات في المناطق الريفية، وقبل الانتخابات بأشهر قلائل اشترى مقابل 1550 أورو دعما من أندري غاريك، وهو عمدة قرية صغيرة كان قد عرض دعمه للمرشّحين للبيع في مزاد على الأنترنت، ولم يكن الشراء سوى ضربة دعائية منه لأنه قام بتمزيق ورقة الدعم علنا أمام مشاهدي إحدى القنوات الفرنسية. جيلالي سفيان.. أستاذ البيطرة الذي يريد الرئاسة يعدّ جيلالي سفيان أحد رموز المعارضة السياسية في الجزائر حاليا، ولد في 16 سبتمبر 1958 بالبليدة من عائلة عاصمية مثقّفة وعريقة (آل الجيلالي)، وهي امتداد لنسل العلاّمة البارز الشيخ (عبد الرحمن الجيلالي)، نشأ في حي العناصر في أعالي العاصمة، زاول دراسته الابتدائية في مدرسة (ميرابو) ثمّ التحق بثانوية (الثعالبية) بحسين داي، حيث أنهى دراسته الثانوية بثانوية (الإدريسي) المتواجدة بساحة أوّل ماي حاليا. مارس جيلالي سفيان رياضة الفروسية خلال فترة شبابه، حيث توّج بطلا للجزائر سنة 1975 وبطلا مغاربيا في تونس عام 1978، ولأن مشواره كان حافلا بعشرات الانتصارات في جولات تنافسية عديدة كان لممارسته هذه الرياضة الأثر البالغ في اختيار تخصّصه الدراسي في الجامعة ليلتحق بالمدرسة الوطنية للبيطرة بالحرّاش وكان الأوّل على دفعته المتخرّجة سنة 1982، ليلتحق بعدها بمدرسة البيطرة بألفور بفرنسا، حيث زاول تربّصه في قسم تشريح الأمراض والأنسجة الذي يديره البروفيسور (بارودي)، وموازاة مع ذلك التحق بجامعة (جوسيو بباريس)، حيث واصل دراسته لنيل شهادة الدراسات التطبيقية، والتي حصل عليها سنة 1983، بعدها واصل دراسته لنيل شهادة دكتوراه دولة بالتعاون مع معهد (باستور) في باريس، والتي توّج بها سنة 1988. وفي سنة 1989 استجاب جيلالي سفيان لنداء حزب التجديد الجزائري بغرض اقتحام الحياة السياسية في فترة كانت الجزائر تواجه فيها عاصفة الأزمة، حينها قرّر مغادرة الجامعة والتفرّغ منذ جوان 1990 لخدمة شؤون الأمانة العامّة للحزب، ومنذ ذلك الحين شارك في العديد من الاستحقاقات الانتخابية سواء بصفته مرشّحا (مثلما كان عليه الأمر بالنّسبة للانتخابات التشريعية لعام 1991 وعام 1997) أو بصفته مديرا للحملة الانتخابية أثناء رئاسيات 1995 ومحلّيات 1997. وفي 13 أفريل 2011 تمّ الإعلان عن تأسيس الحزب الذي ظهر تحت وقع ضغوطات ثورات الربيع العربي التي أجبرت السلطة على فتح المجال السياسي، وعليه قام الحزب بعقد مؤتمره التأسيسي في 3 مارس 2012 الذي تمّ من خلاله انتخاب السيّد سفيان جيلالي رئيسا للحزب قبل أن يعلن منذ أسبوع ترشّحه لرئاسيات 2014. حنّون.. ربّاعين وتواتي.. مرشّحو العادة! يُنتظر أن تشهد رئاسيات 2014 عودة بعض الوجوه إلى الواجهة بعد إعلان المرشّحين الدائمين عن نيّتهم في رئاسة الجزائر رغم أنهم خسروا هذه المعركة عدّة مرّات، فكلّ من لويزة حنّون وموسى تواتي وعلي فوزي ربّاعين يصرّون على خوض غمار الانتخابات، حيث أعلنت أمس رئيسة حزب العمال لويزة حنّون عن مشاركة تشكيلتها السياسية في الانتخابات الرئاسية المقرّرة يوم 17 أفريل القادم. وأوضحت حنّون في كلمة بمناسبة الدورة العادية للّجنة المركزية للحزب أن هذه الأخيرة (قرّرت وبالإجماع) مشاركة حزب العمّال في الانتخابات الرئاسية القادمة، (خاصة وأن الأمر كان قد حسم فيه المؤتمر السابع والقواعد النضالية). واعتبرت الأمينة العامّة أن حزبها (لن يتخلّى أبدا عن مسؤولياته مهما كانت الصعاب، وهو يدرك جيّدا أن المعركة ستكون صعبة جدّا بالنّظر إلى الأوضاع التي تعيشها الجزائر حاليا). المحامي سيّاري يعلن ترشّحه أعلن أمس المحامي سيّاري محمد كمال ترشّحه للانتخابات التشريعية المزمع تنظيمها يوم 17 أفريل المقبل كمرشّح حرّ، وذلك عقب استدعاء رئيس الجمهورية الهيئة النّاخبة لاختيار مرشّحها. وقد أعرب سيّاري عن رغبته الملحّة في مواصلة بناء دولة القانون ورسم ملامح غد أفضل، مؤكّدا أن رغبته في الترشّح للانتخابات الرئاسية المقبلة نابعة من حرصه على إعادة البسمة والأمل للجزائريين بصفة عامّة والشباب بصفة خاصّة، ولتجسيد ذلك أكّد المحامي أنه يحمل برنامجا سياسيا ثريا مُلمّا بانشغالات البلاد والعباد، عماده الفصل بين السلطات تجسيدا لدولة الحقّ والقانون، مضيفا أن البرنامج الثري الذي أعدّه لن يخرج عن إطار بيان أوّل نوفمبر الذي يعتبر مرجعية وطنية وغير قابل للتنازل، مضيفا في ذات السياق أنه يتعهّد بتجسيد ذلك على أرض الواقع من خلال العمل بالتنسيق مع كافّة القوى الحيّة للبلاد، وأن ذلك سيكون باستغلال كلّ الإمكانيات المادية والبشرية التي تزخر بها البلاد، وأن خبرته في مجال المحاماة والدفاع عن الحقوق والحرّيات التي امتدّت على مدار 30 سنة ستكون مكسبا بالنّسبة له لتجسيد برنامجه. بن فليس يستعدّ لإعلان ترشّحه يُنتظر أن يعلن علي بن فليس ترشّحه بعدما أن لقي دعم بعض الشخصيات. وقد ولد بن فليس في 8 سبتمبر 1944 في باتنة، وبعد أن حصل على البكالوريا التحق بكلّية الحقوق ليتخرّج منها عام 1968 حاملا شهادة اللّيسانس. وشغل بن فليس منصب قاض بمحكمة البليدة في أكتوبر 1968، ثمّ أصبح قاضيا منتدبا بالإدارة المركزية في وزارة العدل، حيث كان مديرا فرعيا مكلّفا بالطفولة الجانحة من ديسمبر 1968 إلى نهاية 1969، ومن سنة 1969 حتى 1971 تقلّد وظيفة وكيل جمهورية لدى محكمة باتنة قبل أن يصبح نائبا عامّا لدى مجلس قضاء قسنطينة من 1971 إلى 1974. مارس بن فليس مهنة المحاماة في مدينة باتنة، وانتخب نقيبا لمنظمة محامي منطقة باتنة ما بين 1983 و1980، وفي نفس الفترة كان عضو اللّجنة التنفيذية والمجلس الوطني للمنظمة الوطنية للمحامين، وفي سنة 1987 انتخب للمرّة الثانية نقيبا لمحاميي باتنة حتى سنة 1988 قبل أن ينقل إلى الحكومة التي تقلّد فيها عدّة مناصب آخرها رئيس الحكومة. وقد ترشّح بن فليس لرئاسيات 2004 لكنه تلقّى هزيمة تاريخية على يد منافسه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي تفوّق عليه بفارق كبير جدّا. مرشّحون محتملون ما تزال ال 43 يوما المتبقّية لطالبي الترشّح تعدنا بالكثير من المفاجآت، فبين لحظة وأخرى سنجد اسما يضاف إلى قائمة المترشّحين لرئاسة الجزائر، فالجميع ينتظر أن يعلن بلخادم في أيّ لحظة ترشّحة، حيث سبق وأن أبدى رغبته في ذلك، والتي ستتحقّق فقط بعدم ترشّح بوتفليقة، ويضاف إليه مولود حمروش سياسي ورئيس حكومة سابق، من مواليد 3 جانفي 1943 بمدينة الحرّوش التي كانت تابعة إقليميا لمحافظة قسنطينة، شارك في حرب التحرير بين 1958 و1962، التحق بجيش التحرير الوطني وعمره لا يتجاوز 15 سنة، وبعد الاستقلال تحصّل على شهادة الماجستير في العلوم السياسية ثمّ التحق بصفوف الجيش الوطني الشعبي في فترة حكم الرئيس هواري بومدين وكلّف بمنصب مدير البروتوكولات، تقلّد منصب رئيس الحكومة الجزائرية من 5 سبتمبر 1989 خلفا ل (قاصدي مرباح) إلى 5 جوان 1991. كما يعدّ أحمد بين بيتور، من مواليد 20 جوان 1946 بمدينة متليلي بولاية غرداية، من الأسماء الثقيلة التي قد تحظى بالسلطة، هو متحصّل على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد سنة 1984 من جامعة مونتريال، تقلّد منصب وزير الخزينة في حكومة مقداد سيفي بين 1994 و1995، كما تقلّد منصب رئيس الحكومة الجزائرية من 23 ديسمبر 1999 إلى 27 أوت 2000.