أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها إزاء الوضع الصحي الذي يعيشه اليمنيون جراء الظروف الصحية المتدهورة والأمراض المزمنة، مشددة على أن الحرب الدائرة هناك تسببت في ضعف الاستجابة للعديد من الاحتياجات الصحية الملحة. وأكدت منظمة الصحة العالمية في بيان لها، أن اليمنيين يصارعون من أجل حياتهم ليس فقط ضد الصراع المسلح بل ضد الظروف الصحية المتدهورة والأمراض المزمنة، مشيرة إلى أن الأمراض المزمنة وسوء التغذية والأمراض التي يمكن الوقاية منها تتسبب في مقتل العديد من اليمنيين أكثر مما يتسبب به الرصاص أو القنابل. وأشارت إلى أنه مع دخول أسوأ أزمة إنسانية في العالم عامها الرابع، لا يزال الوضع الصحي في اليمن يسير نحو الانهيار الوشيك، كما ابرزت المنظمة أنها دعمت المركز الوطني للأورام في صنعاء بأكثر من 7 أطنان من الأدوية المضادة للسرطان والعلاج الكيميائي المنقذ للحياة بدعم من البنك الدولي وألمانيا. وأوضحت أن أدوية السرطان التي تم تسليمها تعد من الأدوية الأساسية المنقذة للحياة حيث تغطي النقص الحاد في أدوية مرضى السرطان في اليمن لمدة عام واحد لمركز الأورام في صنعاء وجميع فروعه في أنحاء البلاد. ومنذ عام 2005، تلقى أكثر من 60 ألف مريض بالسرطان، 12 بالمائة منهم من الأطفال، العلاج في المركز الوطني لمكافحة الأورام في صنعاء، في حين لا يزال حوالي 30 ألف مريض بالسرطان بحاجة إلى علاج فعال. وأشارت المنظمة إلى أن الحرب تسببت على مدى ثلاث سنوات في ضعف الاستجابة للعديد من هذه الاحتياجات الصحية الملحة، وهنا تكمن أهمية وصول هذه الشحنات المنقذة للحياة للاستجابة بشكل حاسم لهذه الاحتياجات. وقال الدكتور نيفيو زاغاريا، ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن: تعد التحديات الصحية هائلة في اليمن، ولكننا نجحنا في جلب هذه الشحنات الكبيرة بالرغم من القيود اللوجستية والعنف المستمر الذي يهدد عملنا في جلب هذه الإمدادات الطبية بشكل منتظم، كما أن الاحتياجات كبيرة وسيظل الناس يواجهون الموت الوشيك ما لم نبذل قصارى جهدنا لإنقاذ حياتهم . وأكد أن استمرار الأزمة سيزيد من معاناة الشعب اليمني، الذي ما زال يواجه المرض والموت من الأمراض التي يمكن الوقاية منها، مشيرا إلى أن المنظمة بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود وتجميع جهودنا المشتركة لضمان حصول الجميع على الرعاية الصحية الأساسية. وتعد الأمراض المزمنة مسؤولة عن 39 بالمائة من إجمالي الوفيات، حيث لا يتوفر لدى المرضى إمكانية الوصول إلى الأدوية التي يحتاجون إليها للبقاء على قيد الحياة. ويتوفر العلاج للأمراض المزمنة مثل السرطان والسكري وارتفاع ضغط الدم، فقط في حوالي 20 بالمائة من المرافق الصحية في اليمن.