أكد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، بوعبد الله غلام الله، أن كل ما يتم تداوله من تقارير تدين حرية الممارسات الدينية في الجزائر، يندرج في إطار الحملات الإعلامية التي تستهدف الجزائر للنيل من استقرارها، مشيرا إلى التناقض والغموض وعدم الدقة الذي تتضمنه تلك التقارير. وقال غلام الله في حوار مع موقع كل شيء عن الجزائر ، نشر مؤخرا، أن قانون تنظيم الشعائر الدينية لغير المسلمين، قد تعزز بكثير من المراسيم والنصوص المتعلقة بتنظيم وممارسة الشعائر الدينية للمسلمين في الجزائر، والتي تعزز هذا الحق وتكرسه، وقد اثبتت التجارب الميدانية والعديد من الحالات الواقعية، أن حرية ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين مضمونة ومكفولة قانونيا، وقد أكد على ذلك التصريحات والمراسلات التي قامت بها طوائف من غير المسلمين، التي أكدت أن ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين في الجزائر، تعتبر نموذجا يقتدى به، وأن القانون يطبق على المسلمين وغير المسلمين من أجل حماية الحقوق وصون الحريات الدينية. كما أدان غلام الله كل التيارات الدينية التي تهدّد المرجعية الدينية للجزائريين، متهما إياها بنشر الفتنة والبلبلة في المجتمع، كما حمّلها مسؤولية زعزعة الاستقرار الجماعي مشيرا إلى انها نفس التيارات التي كانت سببا في ظهور الإرهاب وما خلفه من كوارث وتكاليف باهظة. و قال في السياق ما نشهده من تيارات وافدة ومذاهب غريبة عن المجتمع، ستبقى غريبة وطارئة وستزول مع الأيام، وكما قال الله، تعالى: (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ)، لأن هذه التيارات تنشر الفتنة والبلبلة في المجتمع، وتهدف إلى زعزعة الاستقرار الجماعي، وهي نفس التيارات التي كانت سببا في ظهور الإرهاب وما خلفه من كوارث وتكاليف باهظة، وكما تصدت الجزائر إلى مختلف الهجمات والعدوان الذي طالها عبر الزمن، فإنها عازمة اليوم على حماية أمنها الفقهي وصون مرجعيتها الوطنية، المتميزة بالوسطية والاعتدال المعبرة عن جوهر الإسلام وحقيقته بعيدا عن كل أنواع التشدد والغلو والتطرف، وكما قال النبي، صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ، إِنَّ المُنْبَتَّ لَا أَرْضًا قَطَعَ وَلَا ظَهْرًا أَبْقَى) . وعن فوضى الافتاء التي تعيشها بلادنا قال غلام الله إن الأمة اليوم بحاجة ماسة إلى علمائها المخلصين الذين يجتهدون في ايجاد الحلول الشرعية لمشاكلها اليومية، الفردية والجماعية، وفق مرجعيتها الفقهية الوطنية في إطار مؤسسات معتمدة تقوم على اجتهاد جماعي رصين بعيدا عن الشطط والنزوع نحو الهوى. ومع تطور الحياة أصبح لزاما الاعتماد على التخصص واستشارة الخبراء والاستعانة بالاجتهاد الجماعي، حتى يتم التكفل بالانشغالات المعقدة التي تواجه الناس في هذا العصر الذي يفترض أن تكون الفتاوى ضابطة للسلوكات العامة والفردية وفق الشرع الحكيم. وانتقد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى المشككين في مواقيت الصلاة متهما إياهم بإثارة الفتن والبلبلة في أوساط الرأي العام، بدون أدلة واضحة، في اشارة إلى الفلكي لوط بوناطيرو وزعيم التيار السلفي في الجزائر الشيخ علي فركوس وغيرهم ممن أكدوا وجود خلل في مواقيت صلاة الفجر والعشاء. ودافع غلام الله عن الهيئة التي يرأسها بعد الانتقادات التي طالتها مؤخرا وقال في السياق إن المجلس الاسلامي الاعلى يهتم بالحث على الاجتهاد وترقيته وإبداء الحكم الشرعي فيما يعرض عليه، وبهذه الصفة، يكلف بمجموعة من المهام من بينها تطوير كل عمل من شأنه أن يشجع ويرقي مجهود التفكير والاجتهاد، مع جعل الإسلام في مأمن من كل توظيف سياسي، وذلك بالتذكير بمهمته العالمية، والتمسك بمبادئه الأصيلة، إذ هي تنسجم تماما مع المكونات الأساسية للهوية الوطنية والطابع الديمقراطي والجمهوري للدولة، وكذ التكفل، باعتباره مؤسسة وطنية مرجعية، بكل المسائل المتصلة بالإسلام التي تمكن من تصحيح الإدراكات الخاطئة، وإبراز أسسه الحقيقية، وفهمه الصحيح والوفي والتوجيه الديني ونشر الثقافة الإسلامية من أجل إشعاعها داخل البلاد وخارجه إضافة إلى تشجيع تبادل المعلومات المتعلقة بالدين الإسلامي وحوار الديانات بمختلف وسائل الاتصال مع المؤسسات والبلدان الأجنبية، وتوطيد علاقات التعاون مع المؤسسات والهيئات المماثلة عبر العالم، ويقوم ايضا بتنظيم المؤتمرات والموائد المستديرة على الصعيدين الوطني والمحلي حول الفكر الإسلامي وتاريخ الإسلام.