12 قتيلا في هجوم على صحيفة "شارلي ايبدو" الفرنسية بينهم أشهر رساميها هاجم مسلحون أمس مقر الصحيفة الأسبوعية الفرنسية شارلي ايبدو الساخرة في باريس ما أوقع 12 قتيلا على الأقل في هجوم غير مسبوق ويعد الأكثر دموية في فرنسا منذ 40 عاما على الأقل. وقتل خلال الهجوم أربعة من أشهر رسامي الأسبوعية التي اشتهرت منذ سنوات، بإعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية الدانماركية المسيئة للنبي محمد. قتل 12 شخصًا وأصيب عدد آخر بجروح خطيرة في إطلاق نار بمقر صحيفة شارلي ايبدو الساخرة في باريس. واقتحم رجلان يحملان رشاش كلاشنيكوف وقاذفة صواريخ مقر الصحيفة وحصل تبادل إطلاق نار مع قوات الأمن، وكان من بين القتلي أربعة من أشهر الرسامين بالصحيفة وهم "شارب" و"ولونسكي" و"كابو" و"تينيوس" والذين عادة ما تثير رسومهم جدلاً واسعاً. وقال وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف أن الهجوم المسلح الذي استهدف مقر أسبوعية "شارلي ايبدو" تم من طرف ثلاثة أشخاص، دون تقديم تفاصيل أكثر، فأظهرت مختلف التسجيلات شخصين يحملان أسلحة ثقيلة. وبعد قيامهم بفتح النار على المقر وقتل شرطي، لاذا بالفرار وتخليا عن السيارة على بعد مسافة قصيرة. وذكر مصدر امني، إنه "قرابة الساعة الحادية عشر والنصف صباحا اقتحم رجلان يحملان كلاشينكوف وقاذفة صواريخ مقر صحيفة شارلي ايبدو الساخرة في الدائرة الحادية عشرة من باريس، وحصل تبادل إطلاق نار مع قوات الأمن". وأصيب شرطي بنيران المسلحين لدى مغادرتهما المكان، قبل أن يرغما سائقا على الخروج من سيارته عند باب بانتان ويصدمان بها أحد المارة. وذكر شهود عيان لوسائل إعلام فرنسية، أن شخصين اقتحما مقر الأسبوعية الساخرة "شارلي ايبدو" بفرنسا وفتحا النار، وحسب نفس المصدر فان الشخصين كانا يحملان سلاح رشاش من نوع "كلاشنيكوف". ونقلت وسائل إعلام فرنسية، أن الهجوم جرى بأسلحة رشاشة، وأن بين القتلى شرطيين، وأن أربعة من الجرحى في حالة خطرة. وأضاف مراسل إحدى القنوات الإخبارية أن هناك روايات تقول إن أحد المسلحين هتف قائلا بلغة فرنسية فصيحة "لقد انتقمنا للرسول"، في إشارة إلى أن الصحيفة المعنية سبق أن نشرت رسوما مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وفي تسجيل فيديو للهجوم التقطه رجل لجأ إلى سطح ووضعه على الإنترنت يُسمع صوت رجل يهتف "الله أكبر الله أكبر" بين عدة عيارات نارية. وأظهرت اللقطات مسلحين اثنين يطلقان النار على شرطي خلال الهجوم. وتظهر اللقطات المسلحين ينزلان من السيارة ويطلقان النار باتجاه الشرطي، قبل أن يركبا سيارة سوداء. وفور وقوع الحادث قررت السلطات الفرنسية رفع حالة التأهب بالعاصمة باريس، وسارع الرئيس الفرنسي للتنقل لمكان وقوع الهجوم. وندد بالهجوم واعتبره "إرهابيا"، وتعهد بالقبض على منفذيه وتوعدهم بالعقاب. وأكد هولاند في كلمة ألقاها أمام مقر الصحيفة أن الهجوم "يمس صميم مبادئ الجمهورية الفرنسية، الذي هو الحرية وحرية التعبير". وأضاف أن هذا الهجوم "ليس معزولا عن العمليات الإرهابية التي شهدتها فرنسا من قبل". وأعلن قصر الاليزيه عن اجتماع أزمة. وقد قرر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس رفع مستوى الإنذار في باريس وضواحيها إلى الحد الأقصى أي "إنذار بوقوع هجمات". وعرفت الأسبوعية في سنة 2006 شهرة غير مسبوقة، بعد أن قررت إعادة نشرها الرسوم الكاريكاتورية الدانماركية المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام، فارتفعت المبيعات من 140 ألف إلى 600 ألف نسخة، ورغم احتجاج جمعيات المسلمين في فرنسا غير أن الأسبوعية لاقت مساندة واسعة من قبل رجال السياسة ووسائل الإعلام واستفادت من البراءة خلال المحاكمة التي جرت عقب شكوى جمعيات تدافع عن المسلمين. وخصصت المجلة الفرنسية الساخرة عددها الصادر أمس لرواية ميشال والبيك "الاستسلام" المثيرة للجدل، ونشرت المجلة صورة لكاتب الرواية، وبدون أن يعرف ما إذا كان الأمر على ارتباط بالهجوم، عنونت شارلي ايبدو عددها الأخير الصادر الأربعاء "توقعات المنجم ويلبيك: في العام 2015 افقد أسناني... وفي 2022 أصوم شهر رمضان!" تزامنا مع صدور رواية الكاتب المثيرة للجدل "سوميسيون" (الاستسلام) عن اسلام المجتمع الفرنسي. وتبدأ قصة "الاستسلام" عام 2022 مع انتهاء الولاية الرئاسية الثانية للرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند في فرنسا مشرذمة ومنقسمة على نفسها، مع فوز محمد بن عباس زعيم حزب "الأخوية الإسلامية" (من ابتكار المؤلف) على زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، بعد حصوله على دعم أحزاب يسارية ويمينية على السواء.