رئيس التحرير و4 من رساميها المقتولين معروفون بالإساءة للرسول الكريم اتجهت أنظار العالم أمس إلى باريس التي شهدت واقعة وصفت ب"الخطيرة جدا" و"اختراقا أمنيا"، حيث سقط 12 قتيلا على الأقل في هجوم مسلح استهدف مقر صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة، والمعروفة باستعدائها للمسلمين ونشر رسومات مهينة للنبي محمد صلى الله علي وسلم. وأكدت مصادر فرنسية أن الهجوم جرى بأسلحة رشاشة، وأن بين القتلى شرطيين، وأن أربعة من الجرحى في حالة خطيرة. كما أعلنت السلطات أيضا مقتل رئيس تحرير المجلة ستيفان شاربوني، بالإضافة إلى أربعة من أبرز رسامي الكاريكاتير في "شارلي إيبدو". وأوضحت تقارير أن الهجوم نفذه مسلحان دخلا مقر الصحيفة وأطلقا النار على العاملين فيه وفرا خلال دقائق على متن سيارة كانت في الشارع. وأضافت أن هناك روايات تقول إن أحد المسلحين هتف قائلا بلغة فرنسية فصيحة "لقد انتقمنا للرسول"، في إشارة إلى أن الصحيفة المعنية سبق أن نشرت رسوما مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وقررت الحكومة الفرنسية رفع التأهب الأمني إلى أقصى درجاته في العاصمة باريس ونواحيها، كما وضعت مقرات وسائل الإعلام والمجمعات التجارية تحت حراسة أمنية مشددة، في حين كشفت وكالة "رويترز" أنه تم إخلاء مقر مؤسسة إعلامية في تسلم "طرد مشبوه". وزار الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مقر "شارلي إيبدو" وندد بالهجوم واعتبره "إرهابيا"، وتعهد بالقبض على منفذيه وتوعدهم بالعقاب. وأكد هولاند في كلمة ألقاها أمام مقر الصحيفة أن الهجوم "يمس صميم مبادئ الجمهورية الفرنسية، الذي هو الحرية وحرية التعبير". وأضاف أن هذا الهجوم "ليس معزولا عن العمليات الإرهابية التي شهدتها فرنسا من قبل"، مشيرا إلى أنه سيعقد اجتماعا وزاريا اليوم لبحث تداعيات هذا الهجوم. ومن جهته، وصف رئيس وزراء بريطانيا ديفد كاميرون الهجوم بأنه "بغيض" وأعلن وقوف بلاده "إلى جانب فرنسا في الحرب على الإرهاب". ويذكر أن شارلي إيبدو أسبوعية فرنسية ساخرة ذات اتجاه يساري، تركز بشكل أساسي على رسوم الكاريكاتير وتنشر أحيانا تحقيقات حول المجموعات الدينية واليمين المتطرف. وسبق أن نشرت الصحيفة في أكثر من مرة رسوما مسيئة للإسلام وللرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأثارت ردودا غاضبة في العالم الإسلامي.