أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، أمس، الإبقاء خلال الأسابيع المقبلة على خطة مكافحة الإرهاب المطبقة في باريس وضواحيها بعد الاعتداءات الإرهابية غير المسبوقة التي تعرضت لها، لافتا إلى أنه سيتم تعزيز هذه الإجراءات. وأقر رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس بوجود ثغرات في الاستخبارات. فقد عززت السلطات الفرنسية التي لا تزال تعيش تحت وقع التهديد الارهابي، أمس السبت اجراءاتها الأمنية عشية مضاهرات ضخمة مناهضة للإرهاب يتوقع أن يشارك فيها أكثر من مليون شخص تضامنا مع ضحايا الاعتداءات. وغداة النهاية الدامية لأسوأ هجمات ارهابية تشهدها فرنسا منذ نصف قرن انتهت بمقتل ثلاثة مسلحين و17 شخصا، لا تزال قوى الأمن تبحث عن رفيقة أحد الثلاثة. وأعلنت قيادة اركان الجيوش الفرنسية أنه سيتم نشر نحو 500 عسكري اضافي تدريجيا في العاصمة وضواحيها ما يرفع إلى 1350 العدد الإجمالي للجنود الذين سينشرون اليوم الأحد إلى جانب قوات الشرطة. ويتوقع ان تكون "المسيرات الجمهورية" التي ستنظم اليوم وأهمها بباريس، استثنائية لجهة العدد ومشاركة قادة اجانب. وقال رئيس الوزراء مانويل فالس "ستكون تظاهرة غير مسبوقة (..) ويجب أن تظهر قوة وكرامة الشعب الفرنسي الذي سيهتف بحبه للحرية والتسامح. فهبوا لها". وأعلن وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف، الإبقاء خلال الأسابيع المقبلة على خطة مكافحة الإرهاب المطبقة في المنطقة الباريسية والتي رفعت الأربعاء إلى أعلى مستوى إثر الاعتداء على صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة . ولفت في ختام اجتماع أزمة في قصر الإليزيه إلى أنه سيتم تعزيز خطة مكافحة الإرهاب لاحقا . وأقر مانويل فالس من جانبه،على ضوء عدد الضحايا المرتفع بوجود ثغرات في الاستخبارات، مذكرا بأن «مئات الأشخاص يغادرون إلى سوريا والعراق» حيث «يتدربون على الإرهاب». وعقد اجتماع أزمة صباح أمس السبت، بحضور الرئيس فرانسوا هولاند لاستعراض وقائع العمليات التي جرت في الأيام الأخيرة ودرس التدابير الأمنية المتخذة. وكان هولاند أشاد «بشجاعة وفاعلية» قوات الأمن منددا بعملية احتجاز الرهائن في المتجر اليهودي على أنها «عمل معاد للسامية مروع» وحذر بأن «فرنسا لم تنته من التهديدات». وتعتقل الشرطة منذ الأربعاء الزانة حميد زوجة شريف كواشي في حين أصبحت حياة بومدين 26 عاما) رفيقة كوليبالي) من جهتها المطلوبة الأولى في فرنسا. وبحسب النائب العام فإن الزانة حميد «أجرت أكثر من 500 اتصالا هاتفيا خلال العام 2014 مع رفيقة كوليبالي». يذكر، أن حصيلة الهجمات الأخيرة غير مسبوقة لعمل إرهابي في فرنسا منذ ما لا يقل عن نصف قرن وأثارت صدمة كبرى في البلد وتساؤلات كثيرة حول إجراءاته الأمنية.