شهدت العديد من ولايات الوطن تنظيم مسيرات، أمس عقب صلاة الجمعة، نصرة للرسول (ص) ، و تنديدا بالإساءة إليه، حيث تجمع المتظاهرون في الساحات والشوارع الرئيسية ، رافعين شعارات ترفض و تشجب حملة الاساءة لمقدسات الاسلام التي قامت بها الصحيفة الفرنسية" شارلي ايبدو" مؤخرا. ففي العاصمة،خرج الآلاف من المصلين، من مختلف المساجد بعد أداء صلاة الجمعة للتعبير عن استنكارهم للإساءة للنبي الكريم، حيث انطلق المتظاهرون في هدوء و بصورة عفوية و من مختلف الأعمار وبينهم العديد من النساء عبر مختلف الأحياء على غرار القبة والعناصر وساحة أول ماي وبلوزداد و سار الفوج الأول انطلاقا من مسجد المؤمنين بسيدي امحمد حيث رفعوا شعارات «كلنا محمد» و»فداك يا رسول الله»، «نعم لحرية التعبير لا لسبّ المقدسات»، فيما كانت مصالح الأمن حاضرة لتأطير المسيرة و مراقبة الأوضاع عن قرب لتفادي وقو ع انزلاقات و انتشرت عبر بعض الساحات والشوارع وسدّت الطريق الذي يربط ساحة 1 ماي نحو البريد المركزي عبر شارع حسيبة بن بوعلي، وحاولت منع المتظاهرين من الوصول إلى مقر البرلمان، لكنها لم تتمكن من توقيفهم بشارع حسيبة بن بوعلي. و استمر توافد المصلين من مختلف المساجد وهو ما أدى إلى وقوع بعض المناوشات مع قوات مكافحة الشغب التي ضربت طوقا أمنيا بشارع عميروش بالقرب من مقر أمن الولاية لمنع المتظاهرين من التوجه إلى مقر المجلس الشعبي الوطني، و حاول المتظاهرون المرور بالقوة ودخلوا في مواجهات مع الشرطة باستعمال المقذوفات والحجارة ليضطر بعدها المحتجون للمرور عبر بعض الشوارع ليصلوا إلى ساحة بور سعيد عبر شارع العربي بن مهيدي. والتحقت بهم بعدها أفواج أخرى خرجت من ساحة الشهداء وباب الوادي. وحاولت قوات الشرطة منع المتظاهرين من التوجه إلى مقر البرلمان، حيث وقعت بعض المشادات خلالها لكنها فشلت في منعهم، ليصلوا في الأخير إلى البرلمان. وبقيت قوات الأمن تراقب الأوضاع وفي بعض الحالات كانت تتدخل لاعتقال بعض المشاغبين ليعود بعدها المتظاهرون إلى ساحة أول ماي وخلال المسيرة ظهرت بعض الوجوه الحزبية المنتمية لبعض الأحزاب الاسلامية فيما قامت مصالح الأمن قبل انطلاق المسيرة بتوقيف علي بن حاج وعبد الفتاح زراري حمداش. من جهتهم، شهدت مدينة قسنطينة وقفة احتجاجية بوسط المدينة، رافعين شعارات لسنا شارلي كلننا محمد. واستنكر مواطنون خلال وقفتهم بمحاذاة حديقة بن ناصر الإستفزازات الصادرة عن الصحيفة الفرنسية في عددها الأخير تحت غطاء حرية التعبير معبرين عن رفضهم للإساءة للرسول، واصفين ماقامت به بالعمل بالإجرامي والخطير. في نفس السياق علقت المئات من اللافتات التي كتب عليها عبارة «أنا محمد» في جميع أحياء ومحلات ومساجد المدينة. و في باتنة خرج العشرات من المصلين من مسجد أول نوفمبر في مسيرة تندد بالإساءة للرسول (ص)، حيث سار المتظاهرون بعد خروجهم من صلاة الجمعة من مسجد أول نوفمبر الذي يعد أكبر مسجد على مستوى الولاية. وسار المتظاهرون الذين نددوا بالإساءة لرسول الإسلام ، من مسجد أول نوفمبر على طول طريق بسكرة الشارع الرئيسي بوسط مدينة باتنة إلى غاية ساحة الشهداء. و شهدت مدينة خنشلة وبلدياتها مسيرات مماثلة، حيث احتشد مواطنون بساحة عباس لغرور وسط مدينة خنشلة وهم حاملين لافتات تندد بالاساءة للرسول الكريم. من جهة أخرى علقت على مستوى كل المحلات التجارية بوسط المدينة لافتات تعبر عن الاعتزاز بالرسول ، وتندد بكل أشكال الاساءة إليه. و بسطيف التي لم تشهد أي مسيرة، تم توزيع المئات من المطويات والأوراق والأعلام وكذا الشعارات التي تنصر الرسول ، خصوصا أمام المسجد العتيق ومسجد إبن باديس بوسط المدينة ومسجد الغزالي بحي حشمي ومسجد عمر الخطاب بحي المستقبل، في الوقت الذي بثت بعض المحلات التجارية أغاني وأناشيد دينية. وبولاية بومرداس خرج العشرات من سكان مدينة برج منايل ببومرداس في مسيرة عقب صلاة الجمعة ، كما تجند أصحاب المحلات التجارية و السيارات و حتى الحافلات منذ نحو أسبوع للمشاركة في حملة نصرة الرسول. مسيرة وهران انتهت أمام القنصلية الفرنسية أما بوهران، فانتهت وقفة نصرة الرسول والتي قام بها مئات المواطنين ، أمام القنصلية الفرنسية التي كانت محاطة بتعزيزات أمنية مكثفة لأعوان مكافحة الشغب بقيادة مدير الأمن الولائي وبعض محافظي الشرطة، حيث ردد المواطنون عبارات « أنا محمد» بالفرنسية و «شارلي عدو الله» وبعد حوالي ربع ساعة من الوقوف واصل الجميع مسارهم نحو واجهة البحر ثم تفرقوا في هدوء، ولم يحاولوا الإقتراب من مبنى القنصلية في رسالة منهم حسبما رددوا بأنهم ضد العنف. كما كانت ساحة الأمير عبد القادر بمعسكر محطة أخيرة لمسيرة سلمية جابت أهم شوارع المدينة، وعلى نفس المنوال ردد سكان تيارت عبارات نصرة النبي محمد وحملوا شعارات مكتوبة بالفرنسية . أما عين تموشنت فاقتصرت وقفتها على مجموعة شبانية إختارت محطة السكة الحديدية للتعبير عن رفضها للإساء للرسول. وخصصت خطبة الجمعة في مختلف المساجد عبر الوطن لنصرة الرسول (ص) وإدانة الرسوم المسيئة إليه التي نشرتها الصحيفة الفرنسية الساخرة. وكانت وزارة الشؤون الدينية، قد دعت الائمة في بيان لها إلى إبراز جملة من المعاني أهمها أنه لا يوجد مبرر للإساءة للذات الالهية ولا إلى الرسول الكريم وأن العمل الارهابي الذي مسّ بعض المواقع في الغرب لم يوص به الاسلام ولم يصدر من هيئة دينية وأن الارهاب لا دين له ولا جنس فلماذا يحمل الاسلام وحده مسؤولية ما وقع.