النفس الثاني قوة «البافانا بافانا» و رانتي هداف التصفيات ستكون مباراة اليوم هي الرابعة من نوعها بين المنتخب الوطني ونظيره الجنوب إفريقي،إذ سبق للمنتخبين الإلتقاء في مناسبتين في دورات «الكان»، الأولى سنة 1996 في ربع النهائي، وأقصي على إثرها «الخضر» بنتيجة (2/1)، حيث استغل «البافانا بافانا» عاملي الأرض والجمهور بملعب جوهانسبورغ لتحقيق إنتصار في الدقائق الأخيرة، والثانية في الدور الأول لنسخة 2000 بالعاصمة الغانية آكرا، و إنتهت بالتعادل (1/1)، في الوقت الذي كانت فيها آخر مباراة للمنتخبين ودية قبل سنتين بملعب أورلاندو ببريتوريا، وانتهت بالتعادل (0/0). هذه المعطيات التاريخية تؤكد بأن الخضر لم يسبق لهم الفوز على جنوب إفريقيا، رغم أن مباراة اليوم ستلعب بمعطيات مختلفة، لأن الخضر سيدخلون المنافسة في ثوب أحد أبرز المرشحين على الورق للتتويج، بالنظر إلى المستوى المقدم، انطلاقا من مونديال البرازيل، ومرورا بالمرحلة التصفوية، لكن منتخب جنوب إفريقيا قدم بدوره طيلة التصفيات أوراق اعتماده، على أنه منافس جدير بالإحترام، سيما وأنه لم ينهزم في 6 مباريات من التصفيات التي خاضها في المجموعة الأولى، و قد كانت مباراته الختامية في التصفيات أمام نيجيريا فرصة لتوجيه رسالة واضحة، بالتأكيد على جاهزيته بعد استعادة عافيته. و لئن كان الجميع يأخذ المقابلة ضد نيجيريا بلاغوس كمقياس لقوة منافس الخضر اليوم، فإن القراءة في مسيرة منتخب جنوب إفريقيا في التصفيات، تكشف بأن قوته تكمن أساسا في روح المجموعة، إلى درجة أن المتتبعين أصبحوا يطلقون على هذا المنتخب تسمية «الأولاد»، لأن المدرب ماشابا عمد إلى بناء منتخب عبارة عن مزيج بين المحترفين و المحليين، حيث ركز على 18 لاعبا من محليي نادي كايزر شيفس و كذا أولا ندو بيراتس، مع تأطير المجموعة ب 5 من خيرة المحترفين، أمثال المهاجم طوكيلو رانتي المحترف في نادي بورتسوث الإنجليزي، و الذي يعتبر القوة الضاربة في الخط الأمامي، بتوقيعه 4 أهداف في التصفيات، من بينها ثنائية في مرمى نيجيريا، و لو أن الملفت للإنتباه أن أغلب أهداف منتخب جنوب إفريقيا في التصفيات سجلت في الأشواط الثانية. إلى ذلك فإن كتيبة «البافانا بافانا» يشارك للمرة التاسعة في العرس القاري، بعدما سبق له التتويج باللقب في دورة 1996 التي إستضافها تزامنا مع أول مشاركة له، و هو الإنجاز الذي أعقب بفترة ذهبية سجل من خلالها جنوب إفريقيا حضوره بصفة منتظمة في 7 دورات من «الكان» و طبعتين من المونديال في 1998 و 2002، قبل أن يكون المنحى التنازلي، حتى أن المشاركة الثالثة في نهائيات كأس العالم كانت بعد الظفر بشرف إحتضان المونديال، و كذلك الشأن بالنسبة لنهائيات كاس أمم إفريقيا، لأن العودة إلى «الكان» جاءت بعد غياب دام 5 سنوات، غير أن هذا التراجع أجبر مسؤولي الكرة في هذا البلد على إنتهاج سياسة جديدة بحثا عن إستعادة الأمجاد الضائعة.