لم يمر المدرب الوطني الأسبق عبد الغاني جداوي عبر أربعة مسالك، ليؤكد بأن المنتخب الوطني هزم نفسه بنفسه أمام غانا، موضحا أن الخضر لعبوا من أجل تحقيق نتيجة التعادل ليس إلا. وقال جداوي في حوار هاتفي خص به النصر أمس، أن المباراة أعطت الانطباع بوجود نجوم الخضر بعيدا عن «الفورمة» المعتادة، مضيفا أن نقص التركيز وغياب الفعالية في الهجوم والروح القتالية، إلى جانب سذاجة بعض اللاعبين، تعد في نظره من العوامل التي ساهمت في تعثر الأفناك. ما هي قراءتك لخسارة الخضر أمام غانا؟ بكل تأكيد هي مباراة للنسيان، خاصة من حيث النتيجة التي وضعت المنتخب الوطني في حرج، وأدخلته متاهة الحسابات. صراحة لعبنا بطريقة لا توحي بأن التشكيلة دخلت من أجل الفوز، بدليل التحفظ الكبير الذي طغى على جل أطوارها، في وقت كان من المفروض أن تكون النزعة الهجومية هي عنوان أداء الأفناك. كيف تشخص أسباب هذا الإخفاق؟ حسب رأيي لعبنا اللقاء دون خطة وفي غياب الانضباط التكتيكي المطلوب. لقد شعرت بأن اللاعبين لم تكن لديهم الحرية في التنقل عبر المستطيل الأخضر، وكأني بهم يرفضون المغامرة الهجومية، ويكتفون بتجميد اللعب، وهو ما يفسر قلة المبادرات من جانب الخضر، رغم أن المنافس كان متخوفا كثيرا من رد فعل الخضر محتمل. نفهم من كلامك أن القاطرة الأمامية كانت الحلقة الأضعف؟ كما سبق وأن ذكرت الخضر خانتهم الفعالية، واللعب الهجومي وتغيير الأماكن وإقلاق سكينة الحارس الغاني، فضلا عن قوة الاختراق والروح القتالية. فعلى مدار المباراة لم نسجل محاولة خطيرة وحيدة من جانب منتخبنا، اللهم فرصتين أو ثلاث لم تشكل خطرا على مرمى المنافس، كل هذا يفسر بأن خط الهجوم لم يكن فعالا، ولم يتمكن من اختراق الدفاع، رغم وجود بعض النجوم التي ظلت تائهة على أرضية الميدان. على ذكر النجوم. الكثير من المتتبعين أعابوا على غوركوف اعتماده على براهيمي وفغولي رغم عدم جاهزيتهما؟ هي خيارات الناخب الوطني وعليه تحمل مسؤولياته. لكن في اعتقادي كان من الأجدر إحداث تغييرات منذ بداية الشوط الثاني، لأن هذا الثنائي لم يقدم ما كان منتظرا منه، ربما من شدة الحراسة المفروضة عليهما، والإرهاق الذي نال منهما بغض النظر عن سوء أرضية الميدان. التغييرات التي قام بها الناخب الوطني لم تحظ بالإجماع، فكيف وجدتها؟ عكس اللقاء الأول، لم يكن غوركوف هذه المرة موفقا في تغييراته ولو أنها جاءت متأخرة بعض الشيء. في تصوري كان من الأحسن لو وضع الثقة في سوداني على الجهة اليسرى، مع تعزيز هذه المنطقة بمصباح لغلق المنافذ. أما فيغولي كان في نظري غائبا وبدرجة أقل براهيمي، وهو الثنائي الذي لو ترك مكانه في الشوط الثاني لعناصر أكثر جاهزية في صورة جابو، مع إعطاء الجهاز الفني أكثر حرية للاعبين في التنقل لكان المردود العام أحسن بكثير، خاصة وأن خط الدفاع لم يرتكب هفوات كثيرة، عدا الخطأ في المراقبة خلال الوقت الضائع الذي كلفنا هدفا قاتلا. المختصون يجمعون على أن خوض جل لاعبي الخضر «الكان» لأول مرة أعاقهم بعض الشيء، فما رأيك؟ هذا صحيح لكن كان من واجب الطاقم الفني القيام بتحضيرات خاصة بهذا الجانب، قبل انطلاق المنافسة للسماح للاعبين، بالتعود على الأجواء الإفريقية، لأنه من السهل الإبداع والتألق في المونديال، لكن من الصعوبة البروز في المنافسات الإفريقية، بكل ما تحمل من عوامل ومعطيات تختلف عن كأس العالم، وهو ما ينطبق على فيغولي وبراهيمي. في كل الحالات النجوم لا يمكن أن تصنع فريقا كبيرا. وماذا عن حظوظ المنتخب الوطني في التأهل، وكيف تراها؟ المنتخب الوطني صار اليوم مطالبا بالفوز، ولا شيء سواه إن أراد الظفر ببطاقة المرور، بعد أن كان من المرشحين الجادين في مجموعته، ومع ذلك أرى بأن الخضر يملكون القدرة اللازمة على التدارك، لأن أي لقاء لا يشبه آخر، والخضر بإمكانهم الفوز على السنغال، حتى وإن كانت المهمة لن تكون سهلة، شريطة حفظ الدرس وإحداث التغييرات المناسبة.