حديقة جبل الوحش تتحول إلى مكان مهجور بعد سنة من فتحها تعرف حديقة جبل الوحش بقسنطينة منذ عدة أشهر تدهورا كبيرا، بعد أن عجز القائمون عليها عن تقديم الخدمات للزوار، في ظل انقطاع التيار الكهربائي و توقف الألعاب، ما حول المرفق إلى مكان لاستقبال نوعية معينة من الزوار وبرفع تذكرة الدخول إلى 150 دج. الحديقة و من يوم الأحد إلى الخميس، هي بمثابة مكان مخصص لاستقبال الباحثين عن الخصوصية و الأمن الذي يوفره لهم مجموعة من الشباب الذين يشرفون على تسييرها، و ذلك مقابل مبالغ مالية تصل إلى 150 دج للشخص، مع أن الثمن المحدد في تذكرة الدخول هو 50 دج فقط، و يمنع حراس الحديقة الذين يشرفون أيضا على عملية الاستقبال دخول مجموعة من الشباب أو شاب بمفرده، إلا إذا كان برفقة فتاة، و لا يهم إن كانت زوجته أو خطيبته أو صديقته، كما يمنع دخول أي شخص بمفرده، فيما تفتح الحديقة في عطلة نهاية الأسبوع لاستقبال العائلات الحديقة لا تقدم أي نوع من الخدمات فالمحلات الواقعة في مدخلها الرئيسي مغلقة، و نفس الشيء بالنسبة للألعاب المتوقفة، و ذلك بعد أن تم قطع التيار الكهربائي عن الحديقة منذ عدة أشهر ما أدى إلى شلل تام بها. قصدنا المكان في صباح يوم أربعاء و حاولنا الدخول من بوابته الرئيسية إلا أن أعوان الأمن رفضوا السماح لنا بالدخول بحجة أن المكان مخصص فقط لاستقبال "الأزواج" و لا يسمح لأي شخص أخر بالدخول بمفرده، حاولنا الاستفسار لدى بعض الأعوان الذي كان أحدهم صريحا معنا و أكد بأن جميع الألعاب متوقفة بسبب انقطاع الكهرباء، و في غياب المستثمر المرتبط بعقد كراء مع الولاية منذ عدة أشهر، فإنهم عادوا للقيام بأساليب شهدتها الحديقة في السنوات الماضية عندما كانت مهملة، حيث يقومون بتأمين الحماية "للأزواج" داخل محيط الحديقة مقابل مبالغ مالية، فيما يخصصون يومي الجمعة و السبت لاستقبال العائلات. و بعد أكثر من سنة من إعادة فتح الحديقة في نوفمبر 2013 من قبل مستثمر خاص يستغل الحديقة بعقد كراء بمبلغ 1.6 مليار سنويا لمدة 11 سنة قابلة للتجديد، و بعد أن صرفت الولاية مبلغ 34 مليار سنتيم لتهيئة أجزاء منها، و جهزت بعشرة ألعاب جديدة و بكاميرات مراقبة، يبدو أنه لم ينجح في تحقيق الحركية للمرفق الذي كان المتنفس الوحيد و القبلة المفضلة للعائلات القسنطينية، قبل أن يطاله الإهمال و يخيم عليه النسيان لسنوات عديدة. حيث أن الحديقة الحلم سرعان ما طالها الإهمال من جديد، خاصة في غياب صاحب الاستثمار، و تجاهل السلطات للأمر حيث لم نجد مسؤولا واحدا على إطلاع بما يجري في جبل الوحش رغم محاولاتنا العديدة الحصول على معلومات حول الملف. للإشارة فإن عدم التزام المستغل بالأشغال ونوعية الألعاب التي إشترطتها الولاية دفع بالوالي السابق إلى رفض القيام بالتدشين الرسمي ودفع بالمستغل إلى بدء الأشغال دون الحصول على الأمر الرسمي من الولاية، كما أنه سبق وأن صرح للنصر بأنه قام بأشغال كبرى ويطالب باقتطاعها من ثمن الكراء ووعد بتحويل المكان إلى جنة.