أبدت الكثير من العائلات القسنطينية استحسانها لما أضحت عليه غابة المريج في الوقت الراهن بعد سنوات من الإهمال والتسيب، حيث بدأت تستعيد جمالها وأمنها بشكل ملفت للانتباه في ظل ما عرفته من أشغال تهيئة وإعادة اعتبار، ما جعلها من بين أهم المحميات الطبيعية الجذابة بالولاية. وفي زيارة ”المساء” لغابة المريج التي تتربع على مساحة إجمالية قدرها 32 هكتارا، وقفت على ثمرة التهيئة الواسعة التي انطلقت بها منذ أشهر، وذلك بعد أن وضعت محافظة الغابات بعاصمة الشرق برنامجا أوكلت من خلاله الأشغال للشركة الجهوية للهندسة الريفية، فيما خصصت للعملية مبلغا ماليا وصل إلى 17 مليارا، لتأتي بعد ذلك بنتائج أسفرت عن تجهيز مساحاتها وإعادة تهيئتها كليا، مما جعل هذا المرفق الترفيهي الهام جاهزا لاستقبال الزائرين والعائلات القسنطينية، التي تجدها تبحث دائما عن مثل هذه الفضاءات لتستمتع بالهواء النقي وتمكّن أطفالها من التمتع باللعب وتفريغ طاقاتهم. ولا حظنا أن الغابة قد جهزت بمختلف الألعاب وأدخلت عليها تغييرات جديدة على غرار البحيرتين الجديدتين وشلال اصطناعي، إضافة إلى البحيرة القديمة ونافورتين، وليكون المكان مهيأ بكل جوانبه تم إنجاز حظيرة للسيارات بسعة استيعاب تصل إلى 12 ألف سيارة على مدار اليوم، كما تم تجهيز الحديقة ب3 ملاعب ذات أرضيات مزدوجة وملعب لكرة القدم، فضلا عن شق مسار صحي مخصص لممارسة المشي والجري بطول يبلغ 3 كلم ومسالك غابية طولها الإجمالي 3.5 كلم وهو ما استحسنه المهتمون بالرياضة الذين وجدوا في المكان ملاذا لهم. وخلال خرجتنا الميدانية وتجوّلنا بمختلف أرجاء الغابة صادفنا عددا هائلا من العائلات النساء والرجال والأطفال وحتى المسنين الذين تمددوا على البساط الأخضر رغم وجود كراس وطاولات من الخشب يحتسون الشاي في الهواء الطلق في جو عائلي رائع. وذكر لنا السيد ”جمال” الذي كان رفقة زوجته وأطفاله الأربعة أنه لم يقصد هذه الغابة خلال الأعوام السابقة لأنها كانت في وضعية غير لائقة بيئيا وأمنيا، أما الآن فهو لا يتردد في المجيء إليها خاصة وأنه يستمتع وأطفاله كثيرا لدرجة أنهم يقضون ساعات بها يجلبون مختلف الأطعمة المحببة لديهم ويستمتعون وسط الأشجار واخضرار الطبيعة والهواء النقي. وأضافت ربة بيت أخرى أبدت فرحتها عند رؤيتها لوضعية الغابة الحالية، حيث أكدت أنها من أشد المولعين بالطبيعة وأن جمال هذه الغابة أخاذ، وأضافت أن الكل يعلم أن قسنطينة تضم العديد من المناطق الطبيعية والمساحات الخضراء، لكنها للأسف مهملة وهو ما يبرر الوضعية المتردية التي آلت إليه غابة جبل الوحش، التي كانت من قبل مقصدها رفقة زوجها وأطفالها، مما جعلهم يقصدون غابة المريج لأن حالها أفضل بكثير، كما أثنى جميع من تحدثنا إليهم عن دور رجال الدرك الوطني الفعال هناك فهم يحمون العائلات بصفة دائمة. كما يتواجد فريق لأعوان الأمن يقفون على النظام والتوجيه والحراسة.