قضت، مساء أمس الأول، محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة بأحكام بين البراءة و20 سنة سجنا نافذا في حق 7 أشخاص من شبكة ترويج المخدرات بقسنطينة، فيما لا يزال شخص ثامن في حالة فرار. وقد وجهت للمتهمين الثمانية تهم تتعلق بحيازة وبيع وعرض للبيع وتخزين وتسليم ونقل وتوزيع المخدرات والمؤثرات العقلية بطريقة غير مشروعة في إطار جماعة إجرامية منظمة، وجنح التزوير واستعمال المزور في وثائق إدارية وانتحال هوية الغير ومخافة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس الأموال من وإلى الخارج. وحسب ما جاء في قرار الإحالة، فإن قائد الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بقسنطينة تحصّل بتاريخ 14 ديسمبر 2013 على معلومات تفيد بوجود نشاط مشبوه من قبل شبكة منظمة مختصة في ترويج المخدرات يقودها شخص معروف يدعى «ب.م»، مستغلة انشغال المصالح الأمنية يومها في تأمين مقابلة لفريق شباب قسنطينة ومولودية العاصمة، حيث تم وضع كمين للقبض على المجموعة التي كانت بصدد استلام ونقل كمية معتبرة من الكيف المعالج. وقد تمكن عناصر الدرك من توقيف شخصين هما « ب.أ» 33 سنة و»ب.ج» 29 سنة، على متن سيارة من نوع «تويوتا ياريس» بالقرب من مطار محمد بوضياف، حيث تم العثور بالصندوق الخلفي للسيارة على كيسين بلاستيكيين الأول أبيض به كمية من الكيف المعالج بلغ وزنها قرابة 33 كلغ، أما الكيس الثاني أسود اللون، ويحتوي على مادة الشمة التي يستعملها مروجو المخدرات للتشويش على حاسة الشم للكلاب البوليسية. وبعد اقتياد المتهمين نحو مقر الكتيبة للتحقيق معهما، أكدا أن المحجوزات ملك للمدعو «ب.م» وشريكه «ش.ف» كانا بصدد نقلها نحو المدينة الجديدة علي منجلي، دون أن يقدما تفاصيل أخرى عن العملية التي كانت من تدابير المتهم «ب.م». واستغلالا لهذه المعلومات استدرج عناصر الدرك الوطني باقي أفراد الشبكة نحو حي زواغي سليمان، حيث قدم المشتبه بهما على متن سيارة من نوع «ميغان سينيك» على متنها ثلاثة أشخاص وظلوا يتجولون بالمنطقة قرابة النصف ساعة قبل أن تتم محاصرتهم وتفتيشهم أين عثر بحوزتهم على مبلغ 19 مليون سنتيم ووثائق مزورة، إضافة إلى 1 كلغ من القهوة للتشويش على الكلاب البوليسية. وبعد مواصلة التحقيق اعترف المتهم «ب.م» أن الكيف المحجوز نقل من طرف شخص اسمه «ش.م»القاطن ببرج الكيفان من مدينة مغنية أين تسلمه من شخص آخر يدعى «ل.ن» الموجود في حالة فرار. وعند تنقل عناصر الدرك إلى مدينة برج الكيفان تم القبض على الناقل «ش.م» كما تم العثور بحوزته على مبالغ مالية من الأورو والدينار المغربي والدينار الجزائري، كما أدلى المتهم بأنه نقل 75 كلغ من الكيف، قبل أن يتبين أن الكمية المتبقية من الكيف تم إخفاؤها بمزرعة ملك لعائلة أحد المتهمين بقرية أولاد يعقوب، حيث كانت داخل برميل حديدي بين الأحراش، وتحوي على 39.5 كلغ من الكيف و 580 قرصا مهلوسا. وقد التمس ممثل النيابة العامة تسليط عقوبة السجن المؤبد لجميع المتهمين، في حين حكمت المحكمة بالبراءة لكل من «غ.م» و»س.ف»، وبالسجن النافذ ب 5 سنوات في حق «ب.م» حارس المزرعة، و 7 سنوات في حق «ب.أ» و»ب.ج» و20 سنة لكل من «ب.م» وش.م».