أدانت منظمة الثقافة والفنون التابعة للأمم المتحدة يونسكو اليوم الجمعة الاعتداء الذي طال مدينة نمرود الأثرية في العراق على يد التنظيم الإرهابي " داعش "، و وصفته ب"جريمة حرب "، هذا بعد أن أعلنت وزارة السياحة و الآثار العراقية أن عناصر التنظيم قاموا بتحطيم معالم أثرية أمس الخميس تعود إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد و ما بعده و ذلك باستعمال آليات ثقيلة. و قالت مديرة المنظمة إيرينا بوكافا في بيان " أدين بكل شدة تدمير موقع النمرود و لا يسعنا التزام الصمت، لإن التدمير المتعمد للإرث الحضاري يعتبر جريمة حرب" و أضافت قائلة :" أناشد كل الزعماء السياسيين والدينيين في المنطقة أن يتصدوا لهذا العمل البربري الجديد"، و أوضحت بأن " اليونسكو مصممة على عمل كل ما هو ضروري لتوثيق وحماية إرث العراق الحضاري، وقيادة المعركة ضد الاتجار غير الشرعي بالآثار ،وهي تجارة تسهم بشكل مباشر في تمويل الإرهاب" ، و أفادت في ذات البيان بأنها تباحثت في الأمر مع رئيسي مجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية و دعت هذه الأخيرة لبدء تحقيق في هذا الصدد، كما أعلنت عن تشكيل "تحالف عالمي لمكافحة التهريب غير القانوني للمواد والأعمال الثقافية" مضيفة أنه سيجتمع خلال الأسابيع المقبلة . و جاءت ردة فعل اليونسكو بعد أن أعلنت وزارة السياحة والآثار العراقية أن تنظيم " داعش " عمد إلى "تجريف" مدينة نمرود الآشورية الأثريةفي شمال العراق أمس الخميس، وذلك بعد نحو أسبوع من نشره شريطا مصورا يظهر تدمير آثار في مدينة الموصل. و أفاد ذات المصدر في بيان على الصفحة الرسمية لدائرة العلاقات والإعلام على موقع "فيس بوك" أن " عصابات" داعش " تستمر بتحدي إرادة العالم ومشاعر الإنسانية بعد إقدامها هذا اليوم على جريمة جديدة من حلقات جرائمها الرعناء إذ قامت بالاعتداء على مدينة نمرود الأثرية وتجريفها بالآليات الثقيلة مستبيحة بذلك المعالم الأثرية التي تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد وما بعده". وقد دعت ذات الوزارة مجلس الأمن الأممي إلى عقد جلسة طارئة لبحث الإعتداء. من جهته أوضح مسؤول عراقي مختص في مجال الآثار أن عملية الجرف بدأت بعد صلاة ظهر الخميس، وأنه لوحظ خلال الأيام الماضية وجود شاحنات في الموقع الأثري، ما قد يرجح حسبه قيام التنظيم بنقل آثار من الموقع، وأضاف المصدر الذي رفض كشف اسمه " لا نعرف إلى أي حد تم تدمير الموقع" للعلم تقع مدينة نمرود التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، عند ضفاف نهر دجلة، وعلى مسافة نحو 30 كلم جنوب الموصل، كبرى مدن شمال العراق وأولى المناطق التي سقطت في أيدي التنظيم المتطرف في الهجوم الساحق الذي شنه في جوان الماضي .