ظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للعلن بعد 10 أيام من غيابه، ليضع حدا للشائعات و السيناريوهات المؤلفة حول تدهور حالته الصحية ، و هو ما نفاه الكرملين و قال بأن ذلك مجرد " سخافات ". ففي غياب غير معهود للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ظهر للعلن حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسيةخلال لقاء مع نظيره القرغيزي يلمظ بك اتامباييف في قاعة داخل قصر قسطنطين قرب سان بطرسبورغ ، حيث يعود الظهور العلني الأخير لبوتين عند مشاركته في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رنزي، لكن إلغاء بوتين عددا من المواعيد المقررة من بينها رحلة إلى كازخستان و توقيع اتفاق تحالف مع منطقة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية و غيابه الطويل و غير المعهود عن الساحة السياسية و الإعلامية منذ السادس من الشهر الحالي، أثار عديد التساؤلات و السيناريوهات كان أبرزها أنه أصيب بوعكة صحية أو أطيح به في انقلاب. و قد ألف خبراء روس عديد السيناريوهات حول سبب غيابه كان في مستهلها، أن فلادمير بوتين وضع خطة و ينفذها بنفسه، تستهدف حسبهم الابتعاد عن بقعة الضوء و رصد الأوضاع و التطورات الجارية، و إتخاذ خطوات علمية من دون تسليط الضوء عليها، حيث يرى مؤلفي هذا السيناريو أن بوتين " لا يزال يدير أمور الحكم بعقلية ، و لأن الأسلوب الأمني في إدارة الأعمال لا يحقق نجاحا إلا في الظلام، فقد اضطر بوتين للابتعاد عن الأضواء بحجة إصابته بالمرض" فيما اعتبر آخرون أن اختفاء بوتين جاء قسريا تحت وطأة ضغوط وصراعات داخل السلطة الروسية، سببها دخول الكرملين في مواجهات وصدامات مع الغرب في عدد من الملفات، أبرزها الملف الأوكراني، ما أدى لخسائر كبيرة ليس فقط للدولة الروسية والخزينة الحكومية، وإنما أيضا لكبار رجال الأعمال الروس، ما دفع بعض مراكز القوى داخل السلطة الروسية بالضغط على الرئيس لكي يتنحى مؤقتا على أمل إيجاد مخارج من الوضع الراهن. كما أرجع بعض المحللين السياسيين غيابه إلى انقلاب داخل السلطة، مبررين ذلك بوجود حالة استياء داخل بعض مراكز القوى وعدد من المؤسسات المالية الروسية من سياسات بوتين الخاصة بتسوية أزمة العلاقات مع أوروبا، لكن الكثير من المحللين استبعدوا إمكانية حدوث انقلابات داخل السلطة الروسية لان بوتين يحظى بدعم سياسي من المؤسسة العسكرية . من جهته أعلن ديمتري بسكوف المتحدث باسم بوتين أن الرئيس الروسي في صحة جيدة معتبرا الإشاعات و السيناريوهات المتداولة "مجرد سخافات" في المقابل أعلن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أن الرئيس فلاديمير بوتين أصدر مرسوما اليوم بوضع أسطول الشمال وعدد من تشكيلات الدائرة العسكرية الغربية، وقوات الإنزال في حالة الاستعداد القتالي التام اعتبارا من اليوم الإثنين. و نقلت وكالة انباء سبوتنيك عن شويجو قوله أنه " يشارك شخصيا في عملية تفقد هذه القوات"، معتبرا أن "التهديدات الجديدة لأمن روسيا تتطلب تعزيز القدرات القتالية للقوات المسلحة الروسية" مضيفا بان "التحديات الجديدة وتهديدات الأمن العسكري تتطلب مواصلة تعزيز القدرات القتالية مع التركيز على التجمع العسكري المتشكل حديثا في الشمال"، مشيرا في ذات السياق إلى ان "الهدف الرئيسي من هذا التفقد هو تقييم قدرات الوحدات العسكرية لأسطول الشمال وتنفيذ مهمات توفير الأمن العسكري لروسيا في منطقة القطب الشمالي"، حيث سيستمر تفقد الاستعداد القتالي من16 حتى 21 مارس الجاري.