- الولاياتالمتحدة تعلق تعاونها العسكري مع روسيا بسبب "القرم" يبدو أن روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي حيال ما تسعى إليه الولاياتالمتحدةالأمريكية من ضغط على الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على موسكو، فقد بدا أن الكرملين هو الآخر لوح بفرض عقوبات على واشنطن، إذا ما دخلت العقوبات على روسيا حيز التنفيذ، بسبب أحداث القرم في أوكرانيا. وحذر مستشار في الكرملين أمس، من أن روسيا ستخفض اعتمادها الاقتصادي على الولاياتالمتحدة "إلى الصفر" في حال فرضت واشنطن عقوبات عليها بسبب الوضع في أوكرانيا، ما سيؤدي إلى "انهيار" النظام المالي الأمريكي. وقال سيرغي غلازييف لوكالة "ريا نوفوستي": "سنجد وسيلة ليس فقط لخفض اعتمادنا المالي على الولاياتالمتحدة، وإنما لجني فوائد كبرى من هذه العقوبات"، مضيفا أن "محاولات فرض عقوبات على روسيا ستؤدي إلى انهيار النظام المالي الأمريكي وإنهاء هيمنة الولاياتالمتحدة على النظام المالي العالمي". وشدد سيرغي على أن موسكو قد تضطر إلى التخلي عن الدولار كعملة احتياط، وترفض دفع أي قروض إلى البنوك الأمريكية. وأضاف سيرغي الذي تستخدمه السلطات كثيراً لإظهار مواقف متشددة، لكنه ليس صانع قرار أن موسكو ستوصي كل حملة سندات الخزانة الأمريكية ببيعها. وفي الأثناء، وصف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، ما حدث في أوكرانيا بأنه انقلاب غير دستوري وسيطرة للجيش على السلطة. وأكد أن الرئيس الأوكراني السابق، فيكتور يانوكوفيتش، نفذ كل شروط اتفاق 21 فيفري مع المعارضة، وتنازل فعلياً عن كل السلطة. وأضاف في حديث على التلفزيون الروسي في أول تعليق له على الأزمة الأوكرانية منذ الإطاحة بيانوكوفيتش "لا يوجد سوى تقييم واحد لما حدث في كييف وأوكرانيا ككل، وهو أن هذا استيلاء غير دستوري ومسلح على السلطة". وأضاف الرئيس الروسي أن يانوكوفيتش مازال رئيس أوكرانيا الشرعي حتى وإن كان لا يتمتع بسلطة فعلية. وقال للصحافيين إنه ليست هناك حاجة لاستخدام القوة في منطقة القرم بجنوب أوكرانيا في الوقت الحالي، ولكن روسيا تحتفظ بحق اللجوء لذلك "كخيار أخير"، معتبراً أن روسيا تحتفظ بحقها في استخدام "كل الوسائل" لحماية مواطنيها في أوكرانيا. وأكد بوتين أن أي قرار لاستخدام القوة في أوكرانيا سيكون مشروعاً وأن كل التهديدات ضد روسيا "غير مثمرة ومضرة". من ناحية أخرى، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوات بلاده التي تجري تدريبات قرب الحدود مع أوكرانيا بالعودة إلى قواعدها, في وقت تزداد فيه الضغوط الغربية على روسيا، في حين ينتظر وصول وزير خارجية أمريكا جون كيري إلى كييف في زيارة تهدف إلى دعم السلطات الأوكرانية الجديدة. وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين الثلاثاء إن "القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية الرئيس فلاديمير بوتين أصدر الأمر للقوات والوحدات المشاركة في التدريبات العسكرية بالعودة إلى قواعدها". كما طلب وزير الدفاع الروسي سيرغي شايغو من قائد الأركان إجراء تحليل في أسرع وقت لنتيجة التدريبات لتقديم تقرير للقائد العام للقوات المسلحة عن جاهزية القوات الروسية في القطاعين الغربي والأوسط، والمشاكل التي ينبغي تجنبها. وأمر بوتين الأربعاء الماضي بعملية تفقد مفاجئة للقوات الروسية في المناطق العسكرية غربي البلاد قرب الحدود مع أوكرانيا، وفي الوسط للتحقق من قدرتها القتالية. وقد نفت السلطات الروسية وجود أي علاقة بين هذه التدريبات التي انطلقت الأسبوع الماضي قرب الحدود الأوكرانية والأحداث الجارية بهذا البلد, خاصة في ظل التهديد الروسي بالتدخل عسكريا في أوكرانيا من أجل حماية الناطقين بالروسية على حد قولها. وفي تطور آخر، أعلن البنتاغون أن الولاياتالمتحدة علقت جميع الصلات العسكرية" بين واشنطنوموسكو بعد التدخل الروسي في القرم الأوكرانية. وقال المتحدث باسم البنتاغون الأميرال جون كيربي في بيان إن "هذا الأمر يتضمن التدريبات والاجتماعات الثنائية وتوقف السفن ومؤتمرات التخطيط العسكري".