الليكود يفوز في الانتخابات التشريعية و السلطة الفلسطينية تؤكد بأنها ستتعامل مع أي حكومة تلتزم بالشرعية الدولية إحتل حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو المرتبة الأولى في نتائج الانتخابات التشريعية، حيث فاز ب 30 مقعدا متقدما بفارق كبير على الاتحاد الصهيوني المعارض الذي جاء في المرتبة الثانية ب 24 مقعدا، فيما تصدرت القائمة العربية الموحدة التي فرضت نفسها كثالث قوة سياسية في البلاد المركز الثالث ب 14 مقعدا في الكنيست المكون من 120 مقعدا . و تأتي هذه النتائج مخالفة لاستطلاعات الرأي التي نشرت نتائجها القناتان التلفزيونيتان الأولى والعاشرة و التي أظهرت أن كلا من الليكود والاتحاد الصهيوني حصل على 27 مقعدا من أصل 120 في الكنيست، في حين أفاد استطلاع ثالث للقناة التلفزيونية الثانية أن الليكود حصل على 28 مقعدا متقدما بفارق مقعد واحد على الاتحاد الصهيوني ،و قد أظهرت النتائج الأولية عكس ذلك حيث قال نتانياهو في خطاب إعلان الفوز مساء الثلاثاء في المقر الرئيسي لحملته الانتخابية في تل أبيب "خلافا لكل التوقعات، حققنا نصرا كبيرا لليكود" مضيفا أمام أنصاره الذين احتشدوا للاحتفال بالفوز "علينا حاليا أن نؤلف حكومة قوية ومستقرة" وقال الليكود في بيان له اليوم الأربعاء إن نتنياهو ينوي تشكيل حكومة جديدة في غضون أسبوعين أو ثلاثة وإن المفاوضات بدأت بالفعل مع حزب البيت اليهودي المؤيد للاستيطان بزعامة نفتالي بينيت وجماعات دينية أخرى. وقد أطلق نتنياهو سلسلة من الوعود خلال حملة خاطفة استمرت أربعة أيام قبل الانتخابات ترمي لتعزيز التأييد الشعبي لحزب الليكود وجذب الناخبين من الأحزاب اليمينية والقومية الأخرى كان من بينها الوعد بمواصلة بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة ،و قال بأنه إذا فاز في الانتخابات فلن تقوم دولة فلسطينية، كما ركز نتنياهو في حملته على القضايا الأمنية وخطر البرنامج النووي الإيراني . و في حالة ما إذا تمكن نتنياهو من تشكيل ائتلاف فسيقترب في فترته الرابعة في رئاسة الوزراء من أن يصبح صاحب أطول فترة في رئاسة الحكومة في تاريخ إسرائيل، بعد دافيد بن جوريون مؤسس إسرائيل ، لكن رغم أن الليكود هو أكبر الأحزاب فمن المرجح أن تكون عملية تشكيل الائتلاف صعبة، لأنه يحتاج إلى 61 مقعدا في الكنيست الأمر الذي يعقد العملية في ضوء كثرة الأحزاب السياسية في إسرائيل. و قد برزت القائمة العربية الموحدة في المرتبة الثالثة بإحرازها 14 مقعدا، حيث أصبحت تشكل كقوة سياسية ثالثة ، إذ تتكون من ثلاث تشكيلات عربية إسرائيلية إضافة إلى "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة" الشيوعية، العربية اليهودية، حيث أوضح ناشط في الحزب الشيوعي عماد أبو أحمد قائلا :" "انتهى حلم نتانياهو وليبرمان بإسرائيل دون عرب" فبهذه النتيجة صرنا حاضرين بوضوح على خارطة البلاد السياسية"، مضيفا أنه من المتوقع أن يسمح هذا الوزن السياسي الجديد لهذه الفئة بتسجيل تقدم في مطلبيها الأساسيين المتمثلين في مساواة حقيقية بين العرب واليهود في إسرائيل وتكوين دولة فلسطينية في الضفة الغربية. من جهته قال زعيم المعارضة الإسرائيلية اسحق هرتزوج يوم الأربعاء أنه هنأ بنيامين نتنياهو على الفوز في الانتخابات، حيث أفاد بانه " تحدث مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وهنأه على إنجازه وتمنى له حظا طيبا" مضيفا أن حزبه الاتحاد الصهيوني اليساري سيواصل مسيرته ليكون بديلا لحزب ليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو . و عقب الإعلان عن النتائج أبدت الرئاسة الفلسطينية وجهة نظرها حيث أكدت في بيان لها اليوم الأربعاء بأنها ستستمر في التعامل مع أي حكومة إسرائيلية تلتزم بقرارات الشرعية الدولية و قالت " لسنا معنيين من يكون رئيس حكومة و من نريده من أي حكومة أن تعترف بحل الدولتين و أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية " و في أول رد فعل لها بعد الإعلان عن النتائج أكدت حركة حماس مساء أمس الثلاثاء أنها لا تفرق بين الأحزاب السياسية الإسرائيلية لأنها متفقة على التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني و مواصلة العدوان عليه ،و أوضحت بان المقاومة الفلسطينية قوية و قادرة على فرض المعادلات ، و قال قيادي في حماس أن الحركة لا تعول كثيرا على نتائج الانتخابات لأننا لا نرى أي فرق بين اليمين و اليسار. فيما حذر كبير المفاوضين الفلسطينين صائب عريقات مساء أمس الثلاثاء في أول رد فعل فلسطيني رسمي على النتائج الأولية للانتخابات الإسرائيلية من تداعيات سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته وقال : "يبدوا واضحا أن نتانياهو سيشكل الحكومة القادمة في إسرائيل و العالم أجمع استمع قوله بانه لن يسمح باقامة دولة فلسطينية و سيف يستمر الإستطان ، مضيفا بان هذا الموقف منه يؤكد على صوابية التحرك الفلسطيني الدبلوماسي بطلب عضوية محكمة الجنايات الدولية ."