نقابة أرسلور ميطال تطالب بالتحقيق في الشراكة الأجنبية بمركب الحجار عمال وحدة " التكويك " يمنعون دخول شحنات الفحم إلى المركب يلتقي صبيحة اليوم الأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد بممثلين عن الفرع النقابي لعمال أرسلور ميطال عنابة بقيادة إسماعيل قوادرية في جلسة عمل سيخصص محورها الرئيسي لتشريح الوضعية الراهنة للمركب، سيما و أن النقابة بالتنسيق مع لجنة المشاركة إعتبرا في بيان مشترك أصدراه أمس الأربعاء و تحصلت النصر على نسخة منه أن مصير العمال أصبح يكتنفه الكثير من الغموض، بعد إلتزام المديرية العامة الصمت إزاء المطالب العمالية التي طرحتها النقابة، و المتعلقة أساسا بإعادة تأهيل الورشات و الوحدات الإنتاجية و كذا تحسين الوضعية المهنية و الإجتماعية للعمال، فضلا عن عدم وفاء الإدارة بالوعود التي كانت قد قدمتها للنقابة قبل نحو سنة و أوضح البيان المشترك بأن قضية الإستثمار تبقى في صدارة الإنشغالات التي ما فتئت تطرحها نقابة المركب، لأن المخطط الإستثماري الذي كانت قد سطرته الإدارة و الممتد من 2010 إلى 2014 يبقى مجرد حبر على ورق، من دون أن يجد طريقه إلى التجسيد على أرض الواقع، الأمر الذي دفع بالنقابة إلى المطالبة بضرورة تحرك المديرية و شروعها في تطبيق البرنامج الإستثماري المسطر على مدار خمس سنوات، إنطلاقا من قضية المفحمة، لأن هذه القضية كانت سببا رئيسيا في توتر العلاقة بين المديرية و العمال خلال السنة الماضية بعد دخول العمال في إضراب مفتوح دام قرابة ثلاثة أسابيع، على إعتبار أن المديرية العامة كانت في محضرها الرسمي رقم 49 المحرر عقب الإجتماع الطارئ الذي عقدته الإدارة بتاريخ 20 جانفي 2010 قد تعهدت كتابيا بالشروع في إعادة تأهيل المفحمة بمجرد الحصول على تقرير الخبرة، لكن هذه الوعود لم تجد طريقها إلى التجسيد على أرض الواقع، رغم الحصول على تقرير الخبرة الذي أعده خبراء من رومانيا و روسيا، و كذا التقرير التقديري الذي يحدد تكاليف أشغال إعادة التأهيل، و كذلك الشأن بالنسبة لقضية الفرن العالي الذي أصبح بمثابة هيكل دون روح، و المديرية قررت غلقه إلى غاية الشروع في إعادة تأهيل وحداته. جانب آخر ركزت عليه النقابة في بيانها و يتعلق بالمفاوضات بين المديرية العامة و الشريك الإجتماعي ممثلا في الفرع النقابي و لجنة المساهمة، لأن الإدارة كانت قد وعدت بالشروع في التفاوض بخصوص رواتب و منح العمال بداية من شهر نوفمبر الماضي، لكن الأوضاع لم تشهد أي تطور، مما جعل الفرع النقابي يصر على ضرورة الجلوس على طاولة المفاوضات في أسرع وقت ممكن، كما أثارت النقابة في ذات البيان قضية توظيف العمال المؤقتين الذين كانوا يزاولون نشاطهم على مستوى شركات المناولة، و الذين تم إدماجهم كموظفين في المركب مع حرمان العمال الدائمين على مستوى مختلف الورشات و الوحدات الإنتاجية من ترقيات داخلية في المناصب، فضلا عن تجاهل الإدارة نظام عقود التشغيل لإستقدام خريجي الجامعات و معاهد التكوين. هذا و قد ذهب الفرع النقابي في بيانه إلى حد المطالبة بضرورة تقديم الإدارة لحصيلة نشاطاتها خلال العشرية المنصرمة، لأن عقد الشراكة إنتهى، و مناقشة مدى نجاعة الصفقة من جميع الجوانب، سواء ما يتعلق بتحسن الإنتاج، إنعكاسات عقد الشراكة على الإقتصاد الوطني و سوق الحديد و الفولاذ و المركب أصبح يسير نحو المجهول، الأمر الذي قد تنجر عنه إحالة أزيد من 3200 عامل على البطالة، لأن الوضعية الراهنة للمركب على حد ما جاء في البيان تجاوزت الخطوط الحمراء، و تعجيل الإدارة بتطبيق مخطط الإستثمار للسنة الجارية يبقى المخرج الوحيد من الأزمة التي تبقى تثير مخاوف العمال و تجعل النقابة تلوّح بغليان عمالي جديد، و ذلك بالتهديد بالدخول في إضراب مفتوح في حال إلتزام الإدارة الصمت إزاء المطالب العمالية التي تطرحها النقابة . جلسة اليوم تتزامن مع تلويح عمال وحدة " التكويك " بالشروع في حركة إحتجاجية تقضي بمنعهم دخول الفحم إلى مختلف ورشات المركب، و هو الإحتجاج الذي سيدخل حيز التطبيق بداية من الساعات الأولى لهذا الخميس، و قد أكد العمال المعنيون بأنهم لن يسمحوا بدخول الفحم إلى غاية شروع الإدارة في تجسيد وعودها الرامية إلى الحسم و بصفة نهائية في قضية المفحمة و إعادة تأهيلها، بعدما ظلت مغلقة منذ نحو 16 شهرا.