قوادرية يعدل عن الإستقالة و يعود إلى منصب أمين عام عدل الأمين العام لنقابة عمال أرسلور ميطال إسماعيل قوادرية أمس الأحد عن قرار الإستقالة الذي كان قد إتخذه منذ نحو 10 أيام حيث كشف عن قراره في بيان رسمي وجهه إلى المديرية العامة للمركب و أكد في إتصال هاتفي مع النصر بأن التراجع عن الإستقالة من الأمانة العامة للفرع النقابي كان تلبية لمطلب أعضاء النقابة و كذا لائحة المساندة التي وقعها أزيد من 5500 عامل من مختلف الورشات و الوحدات الإنتاجية التابعة لمركب الحجار، لأن العمال كانوا قد أعربوا في نفس العريضة عن دعمهم المطلق و اللامشروط للأمين العام للنقابة، سيما و أن تلويحه بالإنسحاب من منصبه كان على خلفية الحركة الإحتجاجية الأخيرة التي قام بها عمال المركب، لكن قرار محكمة الحجار الإبتدائية القاضي بعدم الإعتراف بشرعية الإضراب الذي دعت إليه النقابة و أمر العمال بالوقف الفوري لإضرابهم و العودة على جناح السرعة إلى أماكن عملهم دفع بقوادرية إلى رمي المنشفة، خاصة و أن المركزية النقابية بقيادة عبد المجيد سيدي السعيد خالفت مطالب نقابة أرسلور ميطال و دعت العمال إلى وقف الإحتجاج، و هي معطيات كان قوادرية قد علق عليها قرار إستقالته، لكنه عدل عنه بعد 10 أيام فقط من إتخاذه.عودة قوادرية إلى منصبه كأمين عام للفرع النقابي صنعت الحدث يوم أمس الأحد بمركب الحجار، حيث تم تعليق ملصقات تتضمن قرار العدول عن الإستقالة على جدران مختلف الورشات لإشعار العمال بإحتواء الأزمة التي طفت مؤخرا على السطح، لأن قرار قوادرية كان قد فسح المجال لأطراف محسوبة على جناح البرلماني عيسى منادي للسعي لإستعادة الأمانة العامة لنقابة عملاق الحديد و الفولاذ في الجزائر، مادام الصراع بين الطرفين قد بلغ ذروته قبل سنة، لما نجح قوادرية في قلب الموازين و سحب البساط من تحت قدمي منادي إثر حصوله على تزكية الأغلبية المطلقة من الطبقة العمالية للمركب،و التلويح بالإستقالة أعاد الصراع من جديد بين الجناحين بدليل الكتابات الحائطية التي هزت الشارع العنابي في نهاية الأسبوع المنصرم، و التي مست بسمعة و كرامة قوادرية، و طعنت في الماضي الثوري لوالده، مما جعل المعني بالأمر يتقدم بشكوى رسمية ضد مجهول، قبل أن يقرر العودة إلى منصبه كأمين عام للفرع النقابي.إحتواء أزمة النقابة، و عودة قوادرية إلى منصبة جاءت عشية زيارة العمل التي من المنتظر أن يقوم رئيس هولدينغ الفحم لمجمع ارسلور ميطال، الخبير الإسباني دولاريبيرا أنورو خوزي أنزريك إلى مركب الحجار، و المقررة في السابع من شهر جويلية الجاري، و هي الزيارة التي ستدوم 3 أيام و يتم خلالها بحث تداعيات الأحداث الأخيرة، و إنعكاسات إضراب العمال على وضعية المركب، كما سيحاول موفد المديرية العامة رسم خارطة طريق مبنية على مقاربة جديدة لمجمع ارسلور ميطال بشأن مستقبل مركب الحجار و ذلك في لقاءات ستكون له مع ممثلي السلطات العمومية، فضلا عن سعيه لتهدئة الغليان العمالي في جلسات مبرمجة مع ممثلي الشريك الإجتماعي ، لأن الخلاف يبقى قائما بين المديرية العامة للمركب و الفرع النقابي بخصوص المطالب العمالية و المهنية و كذا ملفي المفحمة و الفرن العالي، لأن قوادرية يبقى من بين أبرز المطالبين بضرورة ترميم المفحمة، و إستعادة نشاطها في أسرع وقت ممكن، لأن هذا الملف ظل الإشكال القائم بين النقابة و مديرية المركب منذ نحو سنة.