السعودية تمنع بن علي من أي نشاط ضد بلده أكد وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أمس بالرياض، أن الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي الذي كان قد لجأ إلى المملكة السعودية يمنع عليه ممارسة أي نشاط ضد بلده. ويعد هذا أول تصريح رسمي في السعودية يوضح الحدود التي لايمكن لبن علي أن يتجاوزها. وقال رئيس الدبلوماسية السعودية أن المملكة تستضيف الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي احتراما للأعراف العربية مع شرط عدم ممارسته أي نشاط يخص تونس انطلاقا من المملكة. وذكر الفيصل في مقابلة مع التلفزيون السعودي نشرتها وكالة الأنباء الرسمية، أن استضافة بن علي استندت الى العرف العربي بأن " المستجير يجار"، مشيرا الى أنها ليست المرة الأولى التي تجير فيها المملكة مستجيرا وكان بن علي قد لجأ الى السعودية ليلة الجمعة إلى السبت الماضيين تحت ضغط الشارع التونسي الذي واصل انتفاضته منذ شهر، واستقبل بن علي في جدة رفقة عائلته التي هربت معه. وأوضح الفيصل أن المملكة تصرفت حسب سياسة منتهجة منذ القدم، وأنه لا يعتقد بأن ذلك يمكن أن يلحق الضرر بالشعب التونسي وإرادته مادام ذلك لا يمثل تدخلا في الشؤون الداخلية لتونس. وأكد أن السعودية تقف الى جانب الشعب التونسي الذي تتمنى له الاستقرار، التنمية والازدهار والحرية التي يتطلع إليها. وكان الديوان الملكي السعودي قد أعلن في بيان مقتضب ليلة الجمعة الى السبت بأن استقبال بن علي وعائلته جاء لأسباب وظروف استثنائية يمر بها الشعب التونسي. وفي وسائل الاعلام السعودية ذكر موقع "سبق، أورغ" أمس أن الزعيم الليبي معمر القذافي اقترح على بن علي استقباله في ليبيا، غير أن هذا الأخير فضل الابتعاد عن منطقة المغرب العربي. الموقع الذي استند الى أحد أقارب بن علي، قال أن الرئيس المخلوع حاول اللجوء الى عدة دول بالخليج، ولم تقبل استقباله الا السعودية. ومن جهتها نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية بعض التفاصيل عن لجوء بن علي الى السعودية، وقالت أن وصوله وعائلته على متن طائرة من طراز "فالكون" الى جدة كان في حدود الثالثة صباحا بتوقيت السعودية، مشيرة الى أن بن علي قضى ليلته الأولى رفقة ستة أفراد من عائلته بقصر الأمير سلطان قبل أن ينتقل الى قصر ملكي يستعمل كإقامة رسمية لاستقبال ضيوف المملكة. وحسب ما نشرته "لوفيغارو" فإن هذا القصر ذي البوابات السبع والمكسو بالرخام الأبيض والمحاط بالخضرة وأشجار النخيل صار ملاذا لبن علي وأفراد أسرته يتوفرون فيه على طاقم من الخدم والحراس الشخصيين وضعتهم المملكة تحت تصرفهم. وأشارت الصحيفة استنادا الى بعض المصادر الى أن بن علي يحتمل الا يمدد إقامته في السعودية وأنه قد يتوجه الى ليبيا التي كان زعيمها قد أبدى استعداده لاستقباله وعائلته.