المياه العذبة تصل إلى رواق الملح و العطش ببوشقوف كنا نعتقد بأن مشروع القناة العملاقة مجرد حلم لكنه أصبح اليوم حقيقة ملموسة على أرض الواقع،فقد ودعنا سنوات العطش و الماء الملح حتى قرانا بدأت تصلها المياه العذبة في انتظار الغاز و إصلاح المسالك. هكذا تحدث سكان منطقة بوشقوف الواقعة شرق ولاية قالمة خلال لقائهم مع الهيأة التنفيذية التي تنقلت إلى الإقليم الشرقي الأربعاء الماضي لمعاينة واقع التنمية و الوقوف على انشغالات المواطنين و حصر النقائص المسجلة ببعض القطاعات ذات العلاقة المباشرة بالحياة اليومية للسكان و خاصة بالمشاتي و القرى المنتشرة عبر الإقليم الذي يظم 6 بلديات بوشقوف عاصمة الإقليم مجاز الصفا وادي فراغة عين بن بيضاء جبالة خميسي و بني مزلين. و هي البلديات التي كانت تعاني أزمة عطش حادة قبل ربطها بآبار سهل قالمة بواسطة قناة عملاقة في إطار مخطط دعم الإنعاش الاقتصادي. قرية بودهسة الواقعة على بعد 12 كلم شمال مدينة بوشقوف تستعد هذه الأيام لاستقبال المياه العذبة بعد معاناة طويلة مع العطش و المياه المالحة مشروع بقيمة 1.4 مليار سنتيم تقدمت به الإشغال بنسبة 92 بالمائة خصص لتزويد أكثر من 100 عائلة انطلاقا من القناة العابرة للإقليم و قد دخل المشروع مرحلة التجارب حيث أمر والي الولاية بتركيب العدادات تحسبا لضخ المياه إلى منازل المواطنين خلال الأيام القادمة.و قد أبدى أهالي بودهسة ارتياحا كبيرا لهذا المكسب متمنين دعمه بمشاريع أخرى كالطرقات و الغاز الطبيعي و توسيع الربط بالكهرباء إلى جانب إعانات البناء الريفي و فتح خط نقل مباشر باتجاه عاصمة الولاية و بخصوص هذا المطلب أبدى والي الولاية العربي مرزوق موافقته المبدئية و قال بأنه لا مانع من الترخيص للناقلين الخواص إذا رغبوا في العمل من بودهسة مباشرة إلى مدينة قالمة مرورا ببلديتي بني مزلين و جبالة خميسي مؤكدا بأن الأولوية القصوى في الوقت الحالي للماء و الكهرباء و فك العزلة أما باقي الانشغالات سيتم التكفل بها تدريجيا في إطار المخططات القطاعية السنوية المتضمنة في برنامج رئيس الجمهورية الممتد إلى غاية 2014 . و ببلدية بوشقوف أيضا أصبح سكان قرية موالكية يشربون مياها عذبة بعد سنوات طويلة من المعاناة مع المياه المالحة و حسب أهالي موالكية فان قريتهم مازالت تعاني من نقص التهيئة والإنارة العمومية و صرحوا بأنها المرة الأولى التي تقوم فيها الهيئة التنفيذية بزيارة قرية موالكية مطالبين أعضاء المجلس البلدي بالخروج إلى القرى والمشاتي للوقوف على واقع التنمية وإيجاد الحلول الممكنة للنقائص المسجلة والاستماع إلى انشغالات السكان. 2مليار لتزويد سكان قرقارة و مكاسة بالمياه العذبة انتقلنا إلى بلدية مجاز الصفا الواقعة جنوب بوشقوف و بالتحديد إلى قرية قرقارة التي استعادت أمنها بعد سنوات الجحيم التي أودت بحياة4 من شبابها في مجزرة جسر الفيرمة عندما كانوا عائدين ليلا من مجاز الصفا . يقول أهالي قرقارة الواقعة أسفل جبل القرين بان عودة الأمن تعد أغلى مكسب تحقق على مدى السنوات الأخيرة و لايمكن أن ننسى هكذا كيف كنا ننشد الأمن و لا نبالي إن أصابنا الجوع و العطش . اليوم و قد عاد الأمن بفضل الرجال المخلصين يحق لنا أن نلتفت إلى ضروفنا المعيشية لان نقائص القرية عديدة و في مقدمتها الماء الصالح للشرب يضيف سكان قرقارة الذين أكدوا بأن ثلاث مشاتي مجاورة تتصارع كل صيف على منبع عين الكرمة أنها معانات طالت الإنسان والحيوان عبر مشاتي مجاز الصفا التي تعيش أزمة عطش منذ سنوات طويلة . و أمام هذا الوضع قرر والي الولاية إطلاق مشروع بقيمة 2 مليار سنتيم لربط قرقارة و مكاسة بالقناة القادمة من سهل قالمة باتجاه مجاز الصفا التي تعد أخر بلدية تصلها المياه العذبة برواق العطش الذي أصبح من الماضي حيث تستعد أكثر من10ألاف نسمة لاستقبال مياه حوض قالمة انطلاقا من خزان بوشقوف ذو السعة الكبرى . و قد تم رصد 7.5 مليار سنتيم لمد شبكة النقل و انجاز محطة الضخ . سد عين الدالية يبخل بمياهه على سكان رواق العطش مازالت العديد من قرى بلدية مجاز الصفا تحت رحمة سد عين الدالية بولاية سوق أهراس المجاورة كميات قليلة فقط تصل من حين لأخر إلى قرية عين تاحميمين و باجي مختار و مركز بلدية مجاز الصفا هذا في فصل الشتاء أما خلال أشهر الصيف الحارة فان الوضع يتعقد أكثر و تصبح الصهاريج المتنقلة الحل الوحيد لإنقاذ أكثر من10 آلاف نسمة من العطش الذي تحول الى كابوس مرعب لسكان مجاز الصفا . مفاوضات و مساعي لم تتوقف بين ولايتي قالمة و سوق أهراس منذ سنة 2000 للحصول على نصيب من مياه سد عين الدالية في وقت كانت تعاني فيه ولاية قالمة و خاصة إقليمها الشرقي أزمة عطش لم تشهدها المنطقة من قبل لكن المشرفين على السد آنذاك أصروا على نظام القطرة قطرة حتى تمكن العطش من سكان الإقليم الذين مازالوا يعيشون على وقع الكوابيس المرعبة كلما تذكروا سد عين الدالية بسوق أهراس و في خضم الأزمة الخانقة التي استمرت سنوات كان رجال قطاع الري بقالمة يعملون ليل نهارلمد أعظم قناة نقل في تاريخ ولاية قالمة على طول 25 كلم كانت المياه تتدفق كالسيل الجارف باتجاه عاصمة الولاية انطلاقا من سد بوحمدان العظيم و منها باتجاه مدن وقرى رواق العطش والملح الذي أستعاد كرامته و حري به أن يقيم احتفالا تاريخيا عندما تصل مياه سهل قالمة و سد بوحمدان العظيم إلى عين تاحميمين و ذراع لعراس و مقسمية و باجي مختار