الناقلون يحتجون على كثرة الحافلات و "الفرود" توقفت صباح أمس العشرات من حافلات النقل الحضري وسط مدينة الخروب عن العمل و قام أصحابها بركنها مصطفة أمام مقر دائرة الخروب احتجاجا على الظروف الصعبة التي يزاول فيها أصحاب تلك الحافلات عملهم. المحتجون شكلوا وفدا عنهم لمقابلة رئيس الدائرة الذي عقد معهم اجتماعا حضره رئيس البلدية و ممثل عن مديرية النقل و الأمن و قد اتفقت الأطراف على الاجتماع مجددا يوم الثلاثاء أي يوم غد لدراسة ما يمكن تلبيته من مطالب الناقلين خاصة المتعلقة بتنظيم مسار تلك الحافلات البالغ عددها 22 حافلة و كذا منافسة وسائل النقل غير الشرعية (الفرود) لهم في نقل المسافرين وسط المدينة و كذا تقاطع مسار حافلاتهم مع حافلات من خطوط أخرى تقوم بنقل الركاب من أمام محطات توقفهم بسعر أقل و دون خوف من مصالح الأمن التي لا تتدخل لمنع نقل الركاب من نقطة إلى أخرى وسط المدينة.الناقلون المحتجون قالوا أنهم صاروا لا يقومون طوال اليوم سوى بدورتين في مسارهم و لا يجدون في نهاية اليوم ما يسدون به تكاليف نشاط مركباتهم و حدد احدهم مداخيل يوم كامل ب 800 دج قائلا أن سائق الحافلة و قاطع التذاكر يحصلان يوميا على أضعاف ما يحصل عليه، و ذكر أن العديد من الناقلين اشتروا حافلاتهم بطريق القرض من البنك الذي يطالبهم بتسديد الأقساط التي عليهم، بينما العمل بهذه الطريقة يعني إفلاسهم الأكيد.ناقلون آخرون قالوا و هم ينتظرون نهاية الاجتماع برئيس الدائرة أنهم لا يجدون مكانا يتوقفون فيه و لا تتسع المساحة المخصصة لهم لعدد ضئيل من الحافلات بينما تشبع خط النقل الحضري وسط الخروب من حي 900 مسكن حتى حي 1600 مسكن بعدد متزايد من الحافلات.الناقلون عبروا عن تذمرهم من قلة مواردهم المالية بفعل التنظيم السيء للعمل على خط النقل الحضري بينما حافلات على خطوط أخرى تنافسهم بطريقة غير شرعية و لا تتحرك السلطات المحلية لفعل شيء لصالحهم بل تعمد إلى منح المزيد من التراخيص لناقلين جدد على مستوى خط النقل الحضري وسط الخروب.و شرح المجتمعون أمام مقر الدائرة ان كل الحافلات التي تعمل على خطوط الخروب و قسنطينة و بوالصوف و المدينةالجديدة و ماسينيسا و علي منجلي و صالح الدراجي و أولاد رحمون و غيرها تقوم بنقل الركاب من نقاط تتقاطع مع خط سير حافلاتهم بسعر 10 دنانير بينما هم يطلبون 20 دينارا و ذلك ما يعني فقدانهم مورد رزقهم، كما تتوقف تلك الحافلات في العديد من المواقف التي تستعملها حافلات النقل الحضري و هو ما يجعلهم لا يتحركون إلا بعد صعود عدد كاف من الركاب في محطة الانطلاق مما تسبب في مناوشات مع المواطنين و في اتهامات لهم بأنهم لا يقومون مهمة النقل الحضري التي تقتضي انطلاق حافلة كل 5 دقائق.بعض المواطنين كانوا يراقبون حركة احتجاج الناقلين قالوا بدورهم أنهم غير راضين عن عمل حافلات النقل الحضري التي تطوف بأحياء المدينة خلال ساعتين أو أكثر و لا تسير إلا بعد صعود عدد كبير من الركاب مما يعني تأخر المسافرين عن مواعيدهم و تفضيلهم سيارات (الفرود) و حافلات الخطوط العابرة للخروب و طالبوا بتوفير حافلات المؤسسة العمومية للنقل الحضري بمدينة الخروب لتكون بديلا مقنعا لسيطرة الخواص على قطاع استراتيجي يرتبط ارتباطا وثيقا بمصالح المواطنين و بالخدمة العمومية.رئيس بلدية الخروب بعد اللقاء قال أن الاجتماع المزمع عقده غدا الثلاثاء ستعقد خلاله البلدية بعض الإجراءات لفائدة الناقلين الذين طرحوا مشاكلهم و منها المعقولة و الموضوعية لكن مطالب أخرى لا يمكن تحقيقها و سيتم إقناعهم في الاجتماع القادم بالعمل الجدي و بتنظيم أحسن للنقل الحضري بمدينة الخروب.رئيس جمعية الناقلين الخواص لولاية قسنطينة موسى بوسميد قال أنه لم يعلم بالحركة الاحتجاجية التي نظمها ناقلو الخروب و قد تسلم لتوه عريضة من جمعية الناقلين لحي 900 مسكن و طلب من المحتجين التحاور مع السلطات عبر جمعيته مبديا الاستعداد لتبني مطالب الناقلين و التحاور بشأنها مع المسؤولين.