ازداد مشكل النقل ببلدية الخروب التي تبعد بحوالي 16 كيلومترا عن مقر ولاية قسنطينة حدة، خاصة مع فصل الصيف أين يزيد الطلب على حافلات النقل وسيارات الاجرة، حيث اضحى هذا المشكل يؤرق سكان البلدية الذين يعانون من أزمة حادة في التنقل من والى وسط مدينة قسنطينة لقضاء حاجياتهم أو للعمل، كون معظم سكان البلدية يعملون خارج بلدية الخروب وبالضبط مدينة قسنطينة. هذا المشكل يضاف اليه عزوف الناقلين الخواص الذين يعملون على خط الخروبقسنطينة عن العمل الى ساعات متأخرة من المساء، وهو ما زاد في حدة هذه الأزمة، حسب تأكيد عدد من السكان، الذين يتجرعون الأمرين للعودة الى مقرات سكناتهم بعد الانتهاء من فترات الدوام، حيث تشهد مواقف الحافلات على طريق الخروب ازدحاما كبيرا الى غاية ساعات متأخرة، ما يعرض العديد منهم للاعتداءات، خاصة مع اول خيوط الظلام في المواقف المعزولة، على غرار موقف جسر سيدي راشد.. الطريف في الموقف ان سيارات "الفرود" التي تعمل بصفة غير شرعية تكون في أغلب الأحيان منقذا للمتوجهين من والى الخروب التي تعد ثاني أكبر تجمع سكاني بقسنطينة بعد البلدية الأم، وهو ما يطرح السؤال عن وضعية النقل بباقي التجمعات السكنية الصغيرة والبلديات المعزولة... سكان الخروب اكدوا أنهم طرقوا جميع الابواب وبعثوا بالعديد من المراسلات الى السلطات المحلية للنظر في هذا المشكل العويص المتعلق بالنقل بالبلدية، خاصة بعد قرار تحويل محطة توقف سيارات الاجرة الخاصة ببلدية الخروب من محطة سيرتا بوسط مدينة قسنطينة الى محطة خميستي ثم الى وجهة مجهولة، ما جعل غالبية المتوجهين الى الخروب يعتمدون على سيارات "الفرود" ان وجدت للتنقل من والى وسط المدينة، او اللجوء الى محطة حافلات النقل الجماعي التي تبعد كثيرا عن وسط المدينة، كما أن اغلب المواطنين يفضلون البقاء لساعات طوال ينتظرون "الفرود" بدل التنقل الى محطة الحافلات لبعدها، وكذا وقوعها في منطقة معزولة، خاصة وأن موقعها هذا كان سببا في تعرض العديد من المواطنين للاعتداءات بالسلاح الأبيض بسبب غياب الأمن بالمنطقة. النقل من والى دائرة الخروب لا ينتهي عند هذا الحد، بل يمتد ليشمل حتى التجمعات السكانية الكبرى داخل الخروب على غرار حي 900 مسكن بالبلدية، وكذا حي 500 مسكن التابع للصندوق الوطني للتوفير والاحتياط وحي 238 وغيرها من التجمعات الكبرى الأخرى والتي تعاني من ازمة خانقة في النقل رغم توفر الكم الكافي من وسائل النقل، وهو ما جاء على لسان مسؤولي البلدية وحتى السكان الذين أكدوا ان أحياء هم تعرف عزلة كبيرة بسبب سوء تنظيم اوقات العمل واحتيال بعض الناقلين الذين يفضلون العمل حسب أهوائهم في ظل غياب الرقابة، ليبقى السكان ضحية انانية الناقلين الخواص العاملين بوسط مدينة الخروب، يعتمدون في جل الحالات على حافلات النقل العاملة على خط قسنطينةالخروب، بينما الخطوط الاخرى كخط جبل الوحش الخروب، وخط بوالصوف الخروب تبقى مجرد اسماء خطوط لا وجود لها. من جهته، أكد نائب رئيس بلدية الخروب أن مشكل النقل بالبلدية وغياب حافلات النقل الجماعي، خاصة تلك العاملة على خط بوالصوف الخروب، عين السمارة جبل الوحش وغيرهما من الخطوط الاخرى، يرجع بالدرجة الأوى الى احتيال الناقلين الذين يفضلون العمل حسب مصالحهم، حيث يفضل اغلبهم مواقف اخرى بالبلدية كموقف 1600 مسكن بدل مواقف حي 900 مسكن و500 مسكن. مضيفا في ذات السياق، ان البلدية وجهت اعذارات إلى الناقلين العاملين على هذه الخطوط، إلا أنه لم يتغير شيء بل زاد المشكل تفاقما مع ارتفاع درجات الحرارة وقلة وسائل النقل بالبلدية، ما من شأنه حسب سكان البلدية عزلهم عن وسط المدينة.