أطلقت المنظمات الإنسانية اليوم الجمعة صفارات إنذار جراء تدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن في ظل احتدام الصراع جنوب البلاد ،حيث دق الصليب الأحمر الدولي ناقوس الخطر جراء النقص الفادح في الأدوية و المواد الغدائية و كذا الوقود ، معلنا عن ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 770 قتيلا ، فيما وجهت منظمة الأممالمتحدة نداء عاجلا إلى المجتمع الدولي لتوفير 274 دولار لتلبية الاحتياجات الضرورية لنحو 7.5 مليون شخص خلال الثلاث أشهر القادمة. و حسب بيان صادر عن مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فإن الهيئات الصحية أبلغت عن 767 حالة وفاة في الفترة ما بين 19 مارس و 13 أفريل ، كما تم تدمير ما لا يقل عن خمسة مستشفيات و15 مدرسة ومطارات اليمن الثلاثة الرئيسية وجسرين ومصنعين و أربعة مساجد، فضلا عن أسواق ومحطات توليد الطاقة والمياه ومنشآت الصرف الصحي،فيما سجل نزوح نحو 150 ألف شخص من منازلهم، حيث قال منسق العمليات الإنسانية في اليمن يوهان فان در كلاف في بيان له بأن آلاف العائلات تركت منازلها جراء القتال والضربات الجوية، مضيفا بأن الأسر تجد صعوبة بالغة في الحصول على الرعاية الصحية و المتطلبات الضرورية للحياة ،حيث تشير التقديرات إلى أن نحو 15.9 مليون شخص ما يعادل 61 في المائة من نسبة السكان بحاجة إلى مساعدة إنسانية ، حيث قالت الأممالمتحدة في النداء العاجل الذي وجهته بأن الوضع يتطلب نحو 100 ألف طن من الغذاء شهريا، غير أن مخزون برنامج الأغذية العالمي يبلغ 37 ألفا فقط، موضحا بأن مخزونات الغذاء المخصصة للحالات الإنسانية داخل البلاد لا تكفي لتلبية الحاجات المتنامية. و كان الأمين العام للأمم المتحدة قد دعا أمس الخميس جميع الأطراف المتصارعة في اليمن إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، حيث صرح على هامش اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن بأن "اليمن يشتعل" ، موضحا بأن عملية السلام الدبلوماسية التي تدعمها الأممالمتحدة هي السبيل الأفضل للخروج من الصراع الذي طال أمده و "ينطوي على نتائج مخيفة للاستقرار الإقليمي"، مشيرا إلى أن السعودية أكدت تفهمها لضرورة عملية سياسية، في حين أوضح بأنه يبحث عن وسيط "يمكنه التوجه فورا" إلى المنطقة ، هذا بعد أن قدم المبعوت الأممي جمال بن عمر إستقالته أمس الخميس لبان كي مون بعد 4 سنوات قضاها كوسيط في اليمن، حيث كان قد صرح في مقابلة أجراها مع صحيفة نيويورك تايمز قبل يوم من تقديمه الإستقالة بأنه أعرب للأمين العام عن رغبته في ترك منصبه. و قد ذكر دبلوماسيون غربيون بالأممالمتحدة بأن المبعوت الأممي السابق بنعمر أثار غضب دول الخليج بسبب طريقته في معالجة الأزمة اليمنية و التي لم تحقق نجاحا إلى حد الآن، في الوقت الذي تتصاعد فيه وتيرة العنف باليمن، حيث أشرف منذ العام 2011 على المحادثات التي أفضت إلى التوقيع على اتفاق انتقال السلطة و تنحي الرئيس السابق على عبدالله صالح، ثم المحادثات الداخلية الكثيرة التي وصلت إلى طريق مسدود مع سيطرة الحوثيين على السلطة في البلاد. و يعتبر الدبلوماسي الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، من بين المرشحين لخلافة المبعوث المستقيل، إلا أن قرارا نهائيا لم يصدر بعد في هذا الشأن، فهو يكتسب خبرة تمتد لأكثر من 27 عاما في الأممالمتحدة في مجال التنمية والمساعدة الإنسانية في أفريقيا والشرق الأوسط و أوروبا الشرقية، كما أنه شغل منصب المنسق المقيم للأمم المتحدة، منسق الشؤون الإنسانية وممثل برنامج الأممالمتحدة الإنمائي المقيم في سوريا ما بين 2008 و 2012 و اليمن 2012و 2014، و تقلد عدة مناصب في صندوق الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسف" بما في ذلك منصب مدير إدارة التغيير في نيويورك، ونائب المدير الإقليمي لشرق وجنوب أفريقيا في نيروبي، والممثل في جورجيا. و يحصل ولد الشيخ أحمد، على درجة الماجستير في تنمية الموارد البشرية من جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة، و درجة البكالوريا في الاقتصاد من جامعة مونبلييه بفرنسا، وشهادة متقدمة في الاقتصاد وتحليل السياسات الاجتماعية من جامعة ماستريخت بهولندا.