نظمت الحلقة الأدبية النسوية «لؤلؤة الشعر» التابعة لمديرية الثقافة بتبسة أمسية شعرية،إحياء للذكرى ال 17 لرحيل شاعر المرأة والقضية «نزار قباني» و ذلك تحت شعار: ويبقى نزار وشما في الذاكرة . كانت الأمسية الشعرية حميمية وحماسية تذاكر فيها الشعراء من ولاية تبسة وسوق أهراس و قالمة، مسارات الشاعر الرومانسي نزار قباني قبل النكسة و بعدها، كما رصدوا بالمناسبة،تجربته الشعرية والإنسانية والفنية، باعتباره فارسا متميزا للكلمة وشاعر المرأة والقضية، وتضمن اليوم الاحتفائي بنزار عدة أطباق ثقافية متنوعة شملت استدراج الذاكرة والبحث في تجربة نزار قباني كظاهرة شعرية فرضت وجودها في القرن الماضي، أين تعرض الشاعر والأستاذ أحمد سعود يونس في مداخلة له إلى هذه القامة الأدبية كظاهرة شعرية في الأدب المعاصر،معرجا على ميلاده في عام 1923 بمنزل فني بامتياز وطفولته ونضجه وما لاقاه في بداية شعره ومساره السياسي وأهم مراحل حياته وتوجهه من شعر المرأة ثم إلى شعر القضية بعد نكسة عام 1967، و وصولا إلى وفاته بلندن في الثلاثين من شهر أفريل من عام 1998. بينما فضل القاص سعيد مرابطي، بالتنسيق مع الفنانين الكبيرين محمد الصالح ميمون و جمال الدين درباسي دراسة الظاهرة النزارية في الشعر من خلال كتابات الشاعر نزار قباني وعلاقتها بالموسيقى والأغنية العربية، أين عرج الثلاثي على الموسيقى في شعر نزار ،وأهم الأصوات الأدبية التي حولت إبداعاته إلى أغان لا زالت تردد على الشفاه إلى اليوم في صورة الراحل عبد الحليم حافظ، وبلبل العراق كاظم الساهر ونجاة الصغيرة وغيرهم. وكانت كتب ومنشورات الراحل حاضرة في ركح قصر الثقافة محمد الشبوكي بمدينة تبسة في معرض توثيقي، خصص للمناسبة وتضمن أهم الكتب التي تعرضت بالنقد و الدراسة للتجربة الشعرية النزارية ما لها وما عليها، و لم تكن الاحتفالية بكائية وشعرية فقط ، بل فضلت لؤلؤة الشعر من خلال هذه الأمسية الكشف عن الوجه الآخر لنزار وما لحن من أوجاعه موسيقيا، حيث قدمت بالمناسبة وصلات طربية نزارية من أداء الثنائي الفنان جمال الدين درباسي على آلة العود، والفنان محمد الصالح ميمون على آلة الكمنجة. واسترجعت الشاعرة الناشئة سارة مبارك مع الجمهور أهم القصائد الشهيرة للراحل في فقرة عنونتها بالنزاريات، و اعتبرت أمسية أمس الأنجح، منذ مدة بالنظر للوجوه الأدبية التي حضرت لهذا الموعد الثقافي الذي نجحت فيه لؤلؤة الشعر جمع كما معتبرا من المبدعين من مختلف الأجيال و استطاعت الصحفية و المنشطة نفيسة ميزاب أن ترحل بالجميع بعيدا بتنشيطها وإشرافها على هذا الحدث الذي مكن من إذابة الجليد بين بعض المبدعين في هذه الولاية التي كانت إلى سنوات قريبة تتنفس شعرا. و لم تغفل المنظمات للؤلؤة الشعر باعتباره موعدا نصف شهري للصوت الأنثوي شعر المرأة إن جاز التعبير فتداولت على المنصة شاعرات متمكنات ومبتدئات باللغتين العربية والفرنسية ،تجاوب معها الجمهور الحاضر ووجهت من جهتها لجنة القراءة المشكلة من الثلاثي الطيب عبادلية ومحمد لخضر جويني وأحمد سعود يونس والسعيد مرابطي ومتابعة الأعمال النسوية ملاحظاتها للؤلؤات الشعر وتوبعت بوصلات للفنان شعيب زريف وبعزف على آلة الموندول. وانتهى اليوم الفني والأدبي بقراءات شعرية لثلة من المبدعين من داخل الولاية وخارجها ،مع التأكيد على برمجة مثل هذه النشاطات المختلفة من حين لآخر لكسر الفراغ و إعادة النشاط الواعد للولاية رقم 12.