ضغوط دولية على السلطات المصرية لتجنب استعمال العنف ضد المتظاهرين واحترام حقهم في التجمع والتعبير الحر حثت أمس الولاياتالمتحدةالأمريكية الحكومة المصرية على ضرورة الاستماع لتطلعات الشعب المصري واحترام الحقوق والمبادئ الديمقراطية، إثر المظاهرات التي شهدتها أول أمس مختلف مناطق البلاد للمطالبة بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك عن السلطة والتي خلفت أربعة قتلى منهم شرطي واحد . وأكد بيان صادر عن البيت الأبيض أمس، أن الحكومة المصرية لديها فرصة هامة للاستجابة لتطلعات الشعب عن طريق الشروع في إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية من شأنها تحسين حياة المصريين والمساعدة على تنمية وترقية بلادهم، وأضاف ذات البيان أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تتعهد بالعمل مع السلطة المصرية والمصريين من أجل تحقيق هذه الأهداف، وتساند حقوق المواطنين في حرية التعبير والتجمع .بيان البيت الأبيض الذي تضمن لهجة شديدة تجاه الحكومة المصرية، صدر بعد ساعات قليلة من تصريح الرئيس الأمريكي براك أوباما صبيحة أمس بخصوص الثورة التي حصلت في تونس، حيث أكد أن إرادة الشعب التونسي قد تغلبت على قبضة الديكتاتور على حد تعبيره، مضيفا أن بلاده تتضامن مع التونسيين وتساند الطموحات الديمقراطية لكل الشعوب، وعبر عن إيمانه بأن من حق كل الشعوب أن تطمح إلى إمكانية التعبير الحر عن أفكارها وعن كيفية حكمها، وعن ثقتها في دولة القانون وتحقيق العدالة الكاملة، وأن تطمح أيضا في حكومة شفافة لا ينخرها الفساد و الرشوة .ومن جهتها أكدت هيلاري كلينتون كاتبة الدولة الأمريكية في ندوة صحفية أمس، أن الحكومة المصرية بصدد بحث الحلول اللازمة للاستجابة للاحتياجات والمطالب الشرعية للشعب المصري، مضيفة أن بلادها تساند الحقوق الأساسية المتعلقة بحرية التعبير والتجمع، وحثت بالمناسبة جميع الأطراف على ضرورة ضبط النفس وتجنّب استعمال العنف، كما دعا الناطق الرسمي باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي السلطات المصرية إلى التعامل بطريقة سلمية مع المتظاهرين بعد ورود أنباء عن مقتل بعضهم.وكانت الاحتجاجات التي شهدتها أول أمس العديد من المدن المصرية وقام بها آلاف المتظاهرين قد خلفت أربعة قتلى، ثلاثة في صفوف المحتجين بالإضافة إلى شرطي واحد، وقد طالب خلالها المحتجون برحيل الرئيس المصري حسني مبارك الذي يحكم البلاد منذ سنة 1981.وفي ردّ فعل أولي، أكد الاتحاد الأوربي أن الأحداث التي شهدتها مصر تعكس طموحات الشعب في التغيير السياسي، وتمثل إشارة إلى الرغبة في التغيير خاصة بعد ما عرفته تونس، وقال الناطق الرسمي باسم كاترين أشتون رئيسة الدبلوماسية الأوربية أن الاتحاد الأوربي يتابع عن قرب المظاهرات التي تعرفها بعض المدن المصرية وخاصة مدينة القاهرة، وأكد أنها إشارة واضحة عن طموح المصريين ورغبتهم في التغيير خاصة بعد ما عرفته تونس، ودعا في ذات الوقت السلطات المصرية إلى احترام وحماية حق مواطنيها في التظاهر، وأن تأخذ بعين الاعتبار طلباتهم المشروعة، باتخاذ قرارات سياسية تعالج مشاكلهم اليومية، كما أعربت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال آليو، عن أسفها لسقوط قتلى في تلك التظاهرات مذكرة بسياسة بلادها التي تدعو إلى مزيد من الديمقراطية في كل الدول، مضيفة أنه يجب أن يكون بالإمكان التظاهر دون أن تحصل أعمال عنف، ومن دون أن يسقط قتلى، وفي المقابل أكدت أن فرنسا لا تريد التدخل في الشأن الداخلي المصري، ولكنها تريد احترام مبدأ دولة القانون، مع الدعوة إلى أن يكون هناك المزيد من الديمقراطية والحرية في كل الدول كما قالت .