فتحي سرور : الإصلاح يعني سيطرة الإخوان المسلمين ردا على المواقف الغربية الداعية الى احترام قوانين الانتخابات والسماح للتجمعات السلمية والتغطية الاعلامية الحرة، قال رئيس البرلمان المصري المنتهية ولايته فتحي سرور الجمعة إن الضغوط الأمريكية من أجل الإصلاح في مصر قد تقود إلى دولة دينية في هذا البلد. * وأكد سرور لوكالة الأنباء الفرنسية أن "أي ضغط أمريكي يمكن أن يؤدي إلى التحول من نظام يفصل بين الدين والدولة إلى دولة دينية"، في إشارة إلى إمكانية احتمال سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على السلطة. * في هذه الأثناء أصدرت محكمة مصرية أمس الجمعة أحكاما بالسجن لمدة عامين على 12 من أعضاء جماعةالإخوان المسلمين بتهمة الترويج لمرشحين في الانتخابات بشعارات دينية. * وقالت مصادر قضائية إن التهم التي وجهتها محكمة جنح الدخيلة بالإسكندرية تضمنت أيضا تنظيم مسيرات بالشوارع والميادين العامة لتعطيل حركة المرور، وقالت المحكمة إن هناك ستة متهمين آخرين فارين في القضية. * وهذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها محكمة مصرية حكما وفقا لهذه التهمة بعدما حذرت الحكومة المصرية حركة الإخوان من استخدام شعار "الإسلام هو الحل" كشعار لمرشحيها في الانتخابات. * الإخوان المسلمين: على المصريين حماية الصناديق من التزوير * وقالت الجماعة -وهي كبرى قوى المعارضة في مصر- إن قوات الشرطة تعتقل 250 عضو منها، وإن 600 من نشطائها تم استجوابهم منذ إعلان الحركة عزمها المشاركة في الانتخابات البرلمانية.. وأكد قيادات الجماعة ان على المصريين ان يحموا صناديق الانتخابات مهما كلفهم ذلك، وتتهم السلطات المصرية ان قيادات الإخوان وجهوا تعليماتهم لأبناء التنظيم بأن يستشهدوا على الصناديق.. هذا وقد أظهرت جماعة الإخوان قدرة واسعة على استيعاب الضربات الأمنية المتلاحقة والتي استهدفت مئات من شبابها وقياداتها.. ويلاحظ المراقبون ان جماعة الإخوان لم تستجب للاستفزازات الحكومية وانها تمكنت من تفويت الفرصة على الحزب الوطني وانها لازالت ضابطة لأعصابها، مصرة على المسار الانتخابي.. * وقبلت محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية الاستشكال المقدم من 19 مرشحا مستقلا باستمرار حكم وقف الانتخابات في 11 دائرة، ورفضت الاستشكال المقدم من الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في هذا الصدد. * هذا وقدانتهت الحملة الدعائية للانتخابات البرلمانية المصرية على وقع احتجاجات شهدتها عدة مناطق من البلاد، تنديدا بما اعتبره المحتجون عنفا مارسته قوات الأمن خلال أيام الحملة.. * وفي واحدة من تلك المظاهرات بالعاصمة القاهرة، رفع المشاركون -الذين قدر عددهم بمائتي شخص- لافتات كتب عليها "أوقفوا قتلنا"، وقالوا إنه لا توجد ضمانات لمنع تزوير الانتخابات. * ونظمت احتجاجات مماثلة في عشر محافظات أخرى، وتفرق المتظاهرون قبل أن تصل الشرطة. وقال القائمون على مظاهرة القاهرة إن الشرطة اعتقلت اثنين على الأقل من المتظاهرين أثناء مغادرة التجمعات.. * كما أصدرت المحكمة الإدارية العليا حكما ألزمت فيه اللجنة العليا للانتخابات بتنفيذ كافة الأحكام الصادرة بشأن قبول أوراق بعض المرشحين في الانتخابات البرلمانية. * الصحف الحكومية تواصل هجومها على الإخوان والمسيحيين * واصلت غالبية الصحف المصرية الحكومية أمس هجومها على ما سمته قوى "التطرف" وخصوصا جماعة الإخوان المسلمين، في حين أعربت الصحف المستقلة عن مخاوف من حدوث أعمال عنف الأحد في "يوم الحسم" بين آلاف المرشحين لمقاعد مجلس الشعب المصري. * وتحت عنوان "أخطر الانتخابات المصرية" كتبت صحيفة الاهرام الحكومية ان المصريين سيقررون غدا "المسار المصري". * ودعت الى "وقوف كل القوى المدنية صفا واحدا ضد محاولات تحويل مصر الى ايران وافغانستان اخرى بالعنف او من خلال صناديق الانتخابات على الطريقة النازية التي اوصلت هتلر الى السلطة من قبل". * وتحت عنوان "قوة الفوضى الثلاثية"، حملت افتتاحية صحيفة الجمهورية الحكومية بشدة على جماعة الإخوان المسلمين و"بعض" الأقباط وامريكا. * وكتبت "يشترك الإخوان المسلمون شركاء الإخوان المسيحيين في اثارة الفتنة والعنف في الشارع المصري قبل الانتخابات. كلاهما لا يهمه مصلحة الوطن في شيء، الوطن آخر ما يفكرون فيه، التنظيم السري غير الشرعي الذي اصطلحنا على تسميته بالمحظور لا يهمه القانون او البلد او اي شيء، المهم هو تأسيس الدولة الدينية". * وقالت ايضا "والإخوان المسلمون لا يعترفون بقانون مدني والإخوان المسيحيون يعترفون بالوصاية الأمريكية ويهمهم ان يلوذوا بحماها طالما ان واشنطن تتحدث عنهم في تقاريرها، وبسطوتها ونفوذها جعلت العالم كله يتحدث عنهم، من ثم فهم على استعداد ليفعلوا ما تطلبه منهم". * تهم بالاستعداد لاشتباكات مسلحة على صناديق الانتخابات * وعنونت صحيفة "المصري اليوم" المستقلة في صفحتها الأولى "ترسانة اسلحة بيضاء تظهر في الدوائر قبل اليوم الحاسم ب24 ساعة". * وكتبت "مع دخول انتخابات مجلس الشعب الى المرحلة الحرجة قبل 24 ساعة من بدء عملية التصويت، اشتعلت المنافسة بين المرشحين والأحزاب والقوى السياسية وتصاعدت الأحداث في جميع الاتجاهات وعلى كل المستويات وانتشرت في عدد من الدوائر مسيرات تأييد المرشحين والتي رفع فيها بعض المؤيدين اسلحة بيضاء ورددوا هتافات تحمل تهديدا مباشرا للمنافسين وانصارهم". * من جانبها، عنونت صحيفة الدستور المستقلة "غدا مصر تحت نيران الانتخابات"، وكتبت "يتوجه ملايين المصريين غدا الى صناديق الانتخابات للإدلاء بأصواتهم في اشرس معركة انتخابية تشهدها البلاد منذ اوائل الثمانينيات". * واضافت "تجرى الانتخابات وسط حرب شرسة من الوطني ضد الوفد والإخوان المسلمين وهو ما يلقي عبئا كبيرا على الأجهزة الأمنية لحفظ النظام". * واختتمت منتصف ليل الجمعة-السبت الحملة الانتخابية للدورة الأولى من الانتخابات التشريعية المصرية التي يتنافس فيها الأحد 5064 مرشح على 508 مقعد بحسب ما اعلن رئيس لجنة الانتخابات مساء الجمعة. * ويشارك 18 حزبا في الانتخابات التي تجرى بالنظام الفردي. وتشارك جماعة الإخوان المسلمين غير المعترف بها قانونا عبر 130 مرشح يتقدمون بصفتهم "مستقلين". *