وصف المنسق العام لحركة كفاية المصرية، عبد الحليم قنديل، أن ما تعيشه مصر من أحداث هي لحظات تاريخية، مشددا في اتصال مع ''الخبر'' أن مبارك وعائلته لن يبقوا في الحكم قبل نهاية العام الجاري، واعتبر أن النظام الحالي يعيش في مأزق حقيقي كل الحلول التي سيقوم بها ستفضي إلى سقوطه. واصفا سقوط قتلى وجرحى في المظاهرات بالمجزرة. وأكد عبد الحليم قنديل بأن الضربات الأمنية التي تحاول أن تنتهجها السلطات المصرية ضد المتظاهرين من أجل منعهم من احتلال الشارع لن تنجح وفق تقديره، مرجعا ذلك ''إلى أن من يقف وراء المظاهرات ليس تنظيمات سياسية معارضة ولا حركات تغيير وإنما شباب خرجوا بعفوية إلى الشارع''، محذرا في نفس الوقت: ''بأن المواجهة الأمنية ستكون الفتيل الذي سيجعل النار في مصر''. وأشار زعيم حركة كفاية المصرية إلى ''سقوط أربعة شهداء بالرصاص الحي خلال المواجهات أطلقها أعوان الأمن في كل من الإسكندريةوالسويس، وتم اعتقال حوالي 1500 غالبيتهم من المواطنين العاديين''، واصفا ما جرى ''النظام ارتكب مجزرة حقيقية''، كما أوضح بأن عدد المتظاهرين الذين خرجوا إلى شوارع مصر قدّر عددهم بأكثر من 100 ألف متظاهر. وعن حقيقة مقتل الشرطي على يد المتظاهرين أجاب: ''هذا هزل أمني، لم يستخدم أي متظاهر الحجارة، وميدان الحرية أين توفي الشرطي لا توجد به الحجارة، بل كان ضحية اختناق بسبب الغازات المسيلة للدموع''. وعن الإجراءات الأمنية لمنع خروج المتظاهرين في اليوم الثاني كما دعي إليها أمس، قال المتحدث: ''كان هناك قرار بمنع تنظيم المظاهرات لكن ذلك لم ينفع رغم التعزيزات الأمنية، وقد خرج الناس في العديد من المدن مثل السويس ودمياط والقاهرة''، ليضيف: ''الآن سمع إطلاق الرصاص الحي''، خبر أكده له أحد المتواجدين أمامه وهو يدلي ل''الخبر'' بالحوار هاتفيا. وأفاد المتحدث بأن المطلب الرئيسي الذي التف وراءه كل المحتجين كان ''يجب خلع مبارك'' سواء عبر إقالته أو منعه من الترشح مجددا، مشيرا في السياق إلى أن مسقط رأس الرئيس مبارك المنوفية التي لم تشهد مظاهرات كبيرة في اليوم الأول من خروج المصريين إلى الشارع، شهدت أمس أحد أكبر المظاهرات المطالبة برحيله من الحكم. وعن قراءته لما يحدث سياسيا أجاب قنديل قائلا: ''النظام أقصى المعارضة وخلق أحزابا تسير وفق إملاءاته وتحول لقوة احتلال على نفس النمط في تونس، وهو ما يجعلنا نسير في نفس اتجاه الذي عاشته تونس، لأن النظامين طبق الأصل''.. ليضيف ''كما أن مصر تعد حوالي 8 ملايين شاب منخرط في منتديات التغيير، وهي من أعلى نسب الدخول على النت في المنطقة، وهذا ما أفرز نوعا جديدا من المبادرة''. ورأى قنديل في إجابته عن توجه النظام نحو الحل الأمني لمنع الاحتجاجات: ''إنه يعيش رعبا حقيقيا، فمبارك يخاف أن تكون نهايته كما وقع مع نظام تونس، وهو يظن أنه إذا سلك الطريق الأمني سيعيد له ذلك الاستقرار، لكن لن ينتهي هذا العام وسيكون هو وعائلته خارج الحكم''. وعن إمكانية إدخال إصلاحات وفق ما يطلبه الشعب، قال منسق حركة كفاية: ''النظام في مأزق حقيقي، فإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية ستجعله خارج الحكم وسيسقط في الانتخابات''، ليضيف: ''ولو عمل مثل الجزائر ودعم المواد الاستهلاكية ب30 بالمائة، الموازنة الحكومية لا تتحمل بسبب نفاد الموارد المالية''. واعتبر المتحدث بأن المواقف التي عبّر عنها في إسرائيل تبرز حسبه ''الرعب الذي أصاب إسرائيل مخافة زوال نظام مبارك، لأن التغيير في مصر سيقلب كل الموازين في المنطقة''. المصريون يتحدّون وزارة الداخلية ويواصلون احتلال الشارع 5 قتلى و1500 معتقل خلال يومين تجددت، أمس، المظاهرات في وسط القاهرة انتهت بمشادات مع الشرطة. كما امتدت إلى مدينة السويس، شرقي العاصمة، رغم الطوق الأمني المفروض على كل المدن الكبرى المصرية. في تحد لكل تحذيرات وزارة الداخلية وللطوق الأمني، خرج الآلاف من المصريين في عدة مدن لمواصلة تظاهرهم ضد نظام مبارك، هذه المظاهرات التي خلفت خمسة قتلى من بينهم شرطي، حسب منسق حملة كفاية، حمدي قنديل، في تصريحه ل''الخبر'' و1500 معتقل، في حين تحدثت تقارير إعلامية عن مقتل أربعة أشخاص فقط، وأعلنت وزارة الداخلية عن حوالي 500 شخص. وتظاهر الصحافيون المصريون أمام مقر نقابتهم ثم تدخلت الشرطة لتفريقهم واعتقلت يحيى قلاش، عضو في النقابة. لكن الصحافيين تشابكوا مع أعوان الأمن وحرروا زميلهم. ثم أعادت الشرطة الكرة واعتقلت 8 صحافيين من ضمنهم وكيل نقابة الصحافيين محمد عبد القدوس. وغير بعيد عن المكان، اعتصم المحامون أمام نقابتهم ورفعوا شعارات معادية للنظام وطالبوا بتحرير العدالة. وكانت وزارة الداخلية المصرية حذرت المحتجين من تكرار مظاهرات أول أمس التي امتدت إلى مناطق مختلفة من التراب المصري، سقط فيها ثلاثة أشخاص، من بينهم شرطي، حسب مصادر طبية. فيما أكد معارضون شاركوا في المظاهرات استعمال الرصاص الحي لتفريقهم. وقامت الحكومة بحجب المواقع الإلكترونية الاجتماعية مثل فايس بوك وتويتر. في وقت نددت المجموعة الدولية باستعمال القمع، مطالبة الحكومة المصرية بالإصغاء لمطالب المواطنين. يشار إلى أن مصر تعيش تحت حالة الطوارئ منذ اغتيال الرئيس السابق في 1981 ما يقلص من حرية التظاهر. وبالرغم من ذلك خرج أمس حوالي ألفي متظاهر في السويس، لليوم الثاني وقد تم قتل أحد المتظاهرين بها أمس. وشهدت العاصمة نفس الجو الذي عرفته تونس مؤخرا، حيث استعملت الشرطة القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. وقام المحتجون، أمام المحكمة، برمي الحجارة على أعوان الشرطة، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية أمس. وتعتبر هذه أكبر مظاهرات تشهدها مصر منذ الإعلان عن حالة الطوارئ في 1981. فيما توجد مصر على عتبة انتخابات رئاسية مصيرية تتم في شهر سبتمبر المقبل. وترفض المعارضة توريث الحكم لنجل الرئيس مبارك الذي يترأس الحزب الحاكم لتمكينه من الترشح. لكن المعارضة تطالب بتعديل الدستور والقوانين العضوية التي تحصر الترشح لفئة تنتمي إلى النظام فقط. بعد مسيرات شعبية على الطريقة التونسية المجموعة الدولية تحذر مصر من قمع المتظاهرين دعت واشنطن الحكومة المصرية إلى الإصغاء ل''طموحات الشعب واحترام حقوقه الديمقراطية''. وقال البيت الأبيض إن ''أمام الحكومة المصرية فرصة هامة للشروع في إصلاحات سياسية، اقتصادية واجتماعية''، قد تساعد على تحسين أوضاع المعيشة، في بيان صدر بعد الأحداث التي شهدتها المدن المصرية وسقط خلالها ثلاثة قتلى، من بينهم رجل أمن. وأكد أن ''الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع مصر والشعب المصري من أجل تحقيق هذه الأهداف''. لكن كاتبة الخارجية، هيلاري كلينتون، قالت إن ''الحكومة المصرية مستقرة وأنها تبحث عن حلول للإجابة على الانشغالات المشروعة للشعب المصري''. فيما ألح الرئيس أوباما على حق الشعوب في استقلال العدالة وشفافية الحكومة والحرية. وكان موقف الاتحاد الأوروبي يحمل نفس النبرة الحادة، حيث طلب من مصر ''الإصغاء لمطالب التغيير السياسي''، معبّرا عن موقف مساند للمحتجين الذين رفعوا شعارات التغيير وضد توريث الحكم. ''إن السلطات مطالبة بالإصغاء لمطالب الناس''، الذين احتجوا في الشوارع، تقول الناطقة باسم الدبلوماسية الأوروبية، مايا كوسيجانتيك. وعبّرت ألمانيا عن ''قلقها'' من الوضع في مصر، داعية جميع الأطراف إلى تجنب العنف، حسب ما أعلنه وزير الخارجية الألماني، غويدو وستروال. ألان جوبي: النظام المصري متسلط وفي فرنسا أكد وزير الدفاع، ألان جوبي، في تصريح عبر ''كنال بلوس''، حسب وكالة الأنباء الفرنسية، بأنه جد متأكد ''بأن النظام في مصر متسلط''، مضيفا بأن ''مصر ليس بها ديمقراطية متطابقة والمعايير التي عندنا''. أما وزيرة الخارجية الفرنسية، ميشال أليو ماري، التي كانت محل انتقادات لاذعة بعد وقوفها إلى جانب الرئيس التونسي المخلوع، فاتخذت هذه المرة موقفا مغايرا. قالت: ''من حق الناس أن يتظاهروا، دون عنف ودون أن تسقط الأرواح''. ودعت الحكومة المصرية إلى المزيد من الديمقراطية. لكن الموقف اللافت للانتباه فجاء من إسرائيل، التي وقعت مع مصر اتفاقية صلح في .1979 حيث قال نائب الوزير الأول الإسرائيلي، سيلفان شالوم، ''إن إسرائيل تتابع الأحداث بمصر... لكن يجب الاعتراف بأن الوضع معقد في مصر''. واعتبر المتحدث أن ما يحدث في العالم العربي ليس له علاقة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني. غير أنه اعترف بأنه ''ما لم تتم تسويته، تبقى المنطقة معرضة لعدم الاستقرار، إذ هناك توتر في تونس ولبنان والسودان ومصر''. من جانبه، قال الوزير السابق للتجارة والصناعة، بنيامين بن إليعازر: ''إن النظام في مصر قوي ومستقر، لديه مساندة كل الجيش، مصالح الأمن والمخابرات التي تسيطر على الدولة... فلا أرى احتمال وقوع ثورة بمصر''. مصر تحجب موقعي تويتر وفايس بوك أكدت شركة تويتر مصادرة موقعها الاجتماعي من طرف السلطات المصرية. حيث قالت الشركة، في بيان صدر أمس، إن ''التبادل الحر للمعلومات ووجهات النظر يفيد المجتمعات ويساعد الحكومات على التواصل بشكل أفضل مع شعوبها''. ونفس الأمر كان مع موقع ''فايس بوك'' الذي حجبته السلطات المصرية ومنعت متصفحيه من دخوله، حسب ما أكدته العديد من التقارير الإعلامية. ولعب موقع تويتر مع فايس بوك دورا محوريا في مظاهرات أول أمس التي هزت الشارع المصري، على غرار ما حدث في تونس منذ أكثر من شهر، انتهى بالإطاحة بالرئيس زيد العابدين بن علي. وبناء على نداء نشر في تلك المواقع تمكنت حركة ''6 أبريل'' من تجنيد الجماهير وحشدهم في شارع التحرير. ورافقتها اشتباكات مع قوى الأمن خلفت ثلاثة قتلى، من بينهم شرطي، في مناطق مختلفة من المدن المصرية. ... وتحجب موقعا سويديا للمعلومات أعلن، أمس، مسؤولو الموقع السويدي ''بانبيوزر'' أن مصر أوقفته بعد المسيرات الضخمة التي شهدتها المدن المصرية أول أمس. ويقوم موقع ''بانبيوزر'' بنشر أفلام الفيديو عبر الهاتف النقال وكاميرات ''وبكام''. وصرح المدير العام للشركة، هانس غريكسون، في برقية وجهها للوكالة الفرنسية، أن ''مصر حجبت الموقع منذ منتصف نهار الثلاثاء''. فيما قال مؤسس الموقع، مانس أدلر، أنه متأكد من أن مصر صادرته. وأضاف أيضا: ''نحن نعتقد أن الحكومة المصرية طلبت من مموّل خدمات الأنترنت حجب عدد من الخدمات''. وأف مصري حاول حرق نفسه في لاهاي تمكنت الشرطة الهولندية من منع مصري، يبلغ من العمر 52 سنة، من حرق نفسه أمام مقر سفارة مصر بلاهاي، وقالت الشرطة إن أسباب محاولة الانتحار غير معروفة لحد الساعة. وكان الشخص رافعا لافتة، أمام السفارة، قبل أن يرش جسمه بمادة حارقة، حسب مصادر أمنية. ''في الوقت الذي كان يتأهب لإضرام النار بولاعة تدخل أعوان الأمن وثبتوه، ثم رشوه بمادة الإطفاء فاقتادوه إلى مركز شرطة''، يقول نفس المصدر. فيما امتنعت السفارة المصرية بهولندا عن الإدلاء بأي تصريح. وأف