سنخص السياح الجزائريين بخدمات عالية المستوى منذ وصولهم إلى النقاط الحدودية أكد مساء أمس رئيس الحكومة التونسي الحبيب الصيد، عزم بلاده على تحسين الخدمات المقدمة للسياح الجزائريين لاستقبالهم في أحسن الظروف في كل المناطق التي ينزلون بها، باعتبار أنهم يشكلون أكبر عدد من السياح الذين يتدفقون على بلاده مقارنة مع سائر الجنسيات العربية والأجنبية الأخرى. وفي تصريح للصحافة على هامش الزيارة التي قام بها، إلى الصالون الدولي للسياحة والأسفار بقصر المعارض "صافيكس " بالجزائر العاصمة قال رئيس الحكومة التونسية أنه سيتطرق في المحادثات التي سيجريها في الجزائر إلى الجوانب المتعلقة بالسياحة من أجل أخذ كل متطلبات استقبال السياح الجزائريين بعين الاعتبار لا سيما استقبالهم في أحسن الظروف بدء من النقاط الحدودية، وأضاف "إن عدد السياح الجزائريين الذين يتدفقون على تونس سنويا هام جدا ويفوق مليون سائح لذلك فنحن مطالبون بتحسين خدماتنا المقدمة له، بل يجب علينا تقديم خدمات عالية له منذ وصوله إلى الحدود وفي كل المواقع والمناطق التي يقصدها››. وبعد أن أشار إلى أن تونس تستقبل أعدادا كبيرة من السياح من مختلف البلدان العربية والأجنبية ، غير أنها ليست بذات حجم تدفق الجزائريين الذين اعتادوا على تفضيل هذا مقصدهم التقليدي المفضل، أكد الحبيب الصيد عزم حكومته على بحث الإمكانات الكفيلة بتعزيز التعاون السياحي مع الجزائر باعتبار أن الجزائر بلد شقيق و شريك استراتيجي وله دور هام في تطوير قطاع السياحة في تونس. وكان رئيس الحكومة التونسي الحبيب الصيد الذي شرع نهار أمس في زيارة رسمية إلى الجزائر بدعوة من الوزير الأول عبد المالك سلال قد أكد في تصريح له عقب وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي، أن زيارته إلى الجزائر تأتي لدعم العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات من خلال الاتفاق على مزيد من التعاون على المستويين الاقتصادي والأمني، معربا عن «حرصه الكبير» في الارتقاء بالعلاقات بين الجزائروتونس إلى مستوى «الشراكة الإستراتيجية المتميزة» في كافة المجالات. وقال في هذا الصدد أنه يتطلع إلى أن تسهم المباحثات بين الجانبين في «إعطاء دفع جديد لأواصر الأخوة وعلاقات التعاون بين البلدين والشعبين الشقيقين، خاصة في هذه المرحلة التي تشهد فيها علاقاتنا المشتركة نقلة نوعية على مختلف الأصعدة''، مضيفا ‘' إن هذه العلاقة تجسدت في كثافة التشاور والتنسيق حول مختلف أوجه التعاون الثنائي وكذا القضايا ذات الاهتمام المشترك». وستسمح زيارة رئيس الحكومة التونسي التي تندرج في إطار التشاور السياسي القائم بين البلدين على أعلى مستوى منذ سنوات عديدة، للجانبين باستعراض العلاقات الثنائية في الميادين السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وتقييم التعاون ومدى تجسيد المشاريع المشتركة. وتعد العلاقات الثنائية بين الجزائروتونس استثنائية بكل المقاييس وهو ما يتجسد في العمل الثنائي بين البلدين لبناء مغرب عربي موحد، سيما في ظل تطابق وجهات النظر فيما يخص الوضع في ليبيا وتأكيد البلدين على ضرورة الحل السياسي ونبذ التدخل الخارجي ، علاوة على استفادة تونس من التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب سيما على مستوى المناطق الحدودية . أما في الجانب الاقتصادي، فتتوجه العلاقات بين البلدين نحو تحقيق تكامل اقتصادي وهو ما تجلى في الإستراتيجية المسطرة بين قيادة الشعبين الشقيقين وعديد الاتفاقيات المشتركة بين تونسوالجزائر ولعل أهمها هو اتفاقية التفاضل في إطار التبادل الحر العربي ، الذي وقعته الجزائر مع تونس دون غيرها من الدول العربية.