زار تونس للسياحة والاستجمام، خلال الأشهر العشرة الأولى من هذا العام 974 ألف جزائري، بزيادة نسبتها 5٪ مقارنة بالعام الماضي، وهذا الرقم يجعل الجزائر في المرتبة الثالثة بعد كل من ليبيا وفرنسا من حيث عدد السياح الذين يفضلون تونس لوجهة سياحية كل عام، وبلغ عددهم خلال نفس الفترة من العام الجاري 6 ملايين و300 ألف عربي وأجنبي، والرقم مرشح للزيادة، هذه الارقام والنسب تناولها سفير تونسبالجزائر السيد حبيب أمبارك في ندوة صحفية عقدها مساء أمس الاثنين بفندق هلتون بمناسبة إحياء اليوم السياحي والثقافي بالجزائر الذي نظم تحت شعار »تونس أرض الضيافة« وتم بهذه المناسبة إقامة مأدبة عشاء وحفل فني ساهر تونسي تخلله عرض للزي التقليدي يمثل مختلف الجهات في البلاد التونسية الشقيقة، حضرها العديد من المدعوين والمسؤولين يتقدمهم وزير التجارة الهاشمي جعبوب والوزير المكلف بالشؤون المغاربية والافريقية عبد القادر مساهل والامين العام لمجلس الشورى المغاربي سعيد مقدم وأعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر وبعض أصحاب وكالات السياحة والأسفار من كلا البلدين . وقد شدد السفير التونسي في مداخلة تمهيدية للندوة الصحفية التي نشطها بمعية ممثل الديوان التونسي للسياحة بالجزائر، وكذا في كلمة الترحيب القصيرة أمام المدعوين للحفل على »أهمية العلاقات الجزائريةالتونسية ذات الجذور التاريخية العريقة واصفا إياها بالنموذجية والاستراتيجية مافتئت تزداد رسوخا مع مر الايام يربط بينهما تاريخ ومستقبل واحد وحاضر مشترك«. وقال السفير التونسي بأن سنة 2008 تعد في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين نموذجية أعطتها زيارة فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلي تونس في فيفري الماضي زخما آخر، منوها بالنتائج التي تمخضت عنها اجتماعات اللجنة المشتركة الكبرى في تونس يومي 4 و 5 من هذا الشهر وذلك بالتوقيع على عدة اتفاقيات وبرامج تدعم التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بما يتماشى وجهود الحكومتين الرامية إلى الارتقاء بهذا التعاون الى أفضل مستوى له، وصولا الى التكامل والاندماج الاقتصادي والاجتماعي بين الجزائروتونس تحت القيادة الرشيدة لكل من فخامة الرئيس السيد عبد العزيز بوتفليقة وفخامة الرئيس زين العابدين بن علي، مؤكدا في هذا السياق على ضرورة تكاتف الجهود من أجل رفع التحديات المفروضة اليوم وفي مقدمتها الأزمة المالية العالمية التي بدأت مؤشراتها تظهر والتي نأمل أن تكون عابرة كما قال . ثم انتقل السفير التونس إلى صلب موضوع الندوة الصحفية، مجيبا على كل الاسئلة التي طرحت عليه دون تردد حتى وإن كان بعضها خارج الاطار (عفوا خارج الموضوع) حيث أشار الى أن السلطات التونسية اتخذت كل الاجراءات اللازمة لتحسين ظروف استقبال السياح الجزائريين بالمركز الحدودي البري بالعيون وطيلة إقامتهم بتونس، معترفا بصعوبة الأمر عندما يتوافد يوميا طيلة شهري جويلية وأوت على المركز الحدودي المذكور مالا يقل عن 7 آلاف سيارة بما يعني 7 آلاف عائلة. وكشف السيد حبيب أمبارك في سياق آخر بأن هناك لجنة جزائرية تونسية مختصة ستجتمع خلال شهر فيفري القادم من أجل البت في ملف هام يخص التعويضات عن حوادث المرور التي يتعرض لها مواطنو البلدين في كل من تونسوالجزائر، مؤكدا أن هذه المسألة حظيت بقدر من الاهتمام في جدول اللجنة الكبرى المشتركة علي أكثر من مستوى . 2920 مليار دينار مداخيل السياحة في تونس هذا العام تبين الأرقام والنسب المقدمة خلال هذه الندوة الصحفية بأن السياحة في تونس أصبحت فعلا صناعة قائمة بذاتها تساهم ب 22٪ من إجمالي مداخيل تونس من العملة الصعبة، و 54٪ في تغطية عجز الميزان التجاري التونسي و 6٪ من الناتج المحلي الاجمالي، علما أن مداخيلها من العملة الصعبة هذا العام قدرت بالدينار التونسي ب 2920 مليار دينار تونسي، كما تساهم السياحة بقدر وافر في تنشيط الدورة الاقتصادية والتجارية، وناهيك عن توفير 340 ألف موطن شغل . كما أن ملايير الدينارات التي ضختها تونس للاستثمار في هذا القطاع إلى جانب الاستثمارات العربية والاجنبية الأخرى جعلت تونس في مرتبة متقدمة جدا عربيا ومتوسطيا من حيث البنى التحتية وهياكل الاستقبال . وقد نجحت تونس في المراهنة على القطاع السياحي، وهو ما تؤكده الأرقام، بحيث أن عدد الأسرة بها قد بلغ في نهاية 247 ,2006 ألف سرير وعدد الليالي السياحية 640 مليون ليلة في السنة، وهذه الأسرة تتوزع على فنادق من 3 و 4 و 5 نجوم الي جانب القرى السياحية وإقامات عائلية، ويبلغ مجموع النزل 800 موزعة على 11 جهة سياحية بالوطن. وكانت تونس قد برمجت عشر مناطق سياحية جديدة، تستوعب 38 ألف سرير والانطلاق قبل سنوات قليلة في تنفيذ برنامج تحديثي نموذجي يشمل 45 مؤسسة فندقية بطاقة إيواء تقديرية ب 20 ألف سرير، وتنويع المنتوج السياحي ووضع منظومة تكوينية متكاملة وبعث معهد للدراسات السياحية العليا، يعني بتكوين الكوادر المتوسطة والعليا واعتماد استراتيجية اتصال تروج للسياحة وتتلاءم وحاجيات الطلب السياحي وإحداث بوابة وطنية لدفع عملية ترويج وتسويق المنتوج السياحي التونسي ومزيدا من العناية بالسياحة الثقافية وبالاستغلال الأمثل لما تزخر به تونس من تراث ثقافي ومخزون حضاري. هذه المقومات وغيرها جعلت السياحة في تونس تتجاوز التداعيات السلبية لأحداث 11 سبتمبر على الحركة السياحية في العالم . وكان السفير التونسي قد نوه في حديثه للصحفيين بالمقومات الهائلة التي تزخر بها الجزائر في مجال السياحة بمعناها المتنوع والشامل لكل القطاعات الأخرى ذات العلاقة، داعيا المتعاملين من كلا البلدين إلى الاستفادة من مزايا كل بلد في هذا القطاع الحيوي الاستراتيجي وتكثيف التعامل والتعاون بينهما بما يخدم المصلحة المشتركة بين الشعبين الشقيقين ------------------------------------------------------------------------