قامت أمس، مصالح النظافة وحفظ الصحة بالطارف، بإتلاف أزيد من 60 هكتارا من المحاصيل الفلاحية الموسمية بكل من بلديات بوثلجة، البسباس والشط بسبب سقيها بالمياه القذرة والملوثة وهو ما يهدد الصحة العمومية بخطر الأمراض المتنقلة، في حين تم حجز 4 مضخات وقنوات بلاستيكية مع تحرير محاضر ضد 6 فلاحين من المخالفين من أجل المتابعة القضائية. وذكرت مصادرنا، بأن تحرك المصالح المعنية لمحاربة ظاهرة السقي بالمياه الملوثة والقذرة، جاء أمام تفاقم الظاهرة بعدة مناطق، خاصة ببلديات الجهة الغربية حيث يشتكي الفلاحون من أزمة حادة في الري الفلاحي، ما دفع المزارعين إلى اللجوء إلى سقي محاصيلهم من مصادر المياه الملوثة تحت جنح الظلام عن طريق الإستعانة بالجرارات، فيما لجأ البعض الأخر إلى سقي أراضيهم عن طريق إستعمال أجهزة الضخ والقنوات البلاستيكية بدفنها تحت الأرض من برك المياه المتعفنة و المجاري المائية المستعملة لإنقاذ محاصيلهم من التلف والموت. وحذرت تقارير مكاتب الصحة من خطر إتساع رقعة المساحات الفلاحية المسقية بالمياه الملوثة لاسيما في إنتاج المحاصيل الموسمية كالدلاع، الطماطم الصناعية، الفلفل والخضروات. من جهة أخرى حررت نفس المصالح محاضر ضد 5 فلاحين بالجهة الغربية في بلديات زريزر، شيحاني، و الذرعان بعد لجوء الفلاحين من السكان المحاذين للأودية الرئيسية كوادي بوناموسة وسيبوس إلى سقي أراضيهم وبساتينهم من مياههما، التي تبقى ملوثة بفعل اختلاطها بالمياه الصناعية المستعملة في الوحدات الإنتاجية بالجوارومتعفنة بجثث الحيوانات الميتة والجيفة التي ترمى في الواديين. من جهتهم برر بعض الفلاحين في لقاء مع «النصر « لجوء بعضهم إلى سقى محاصيلهم الفلاحية بالمياه الملوثة إلى أزمة السقي الفلاحي المطروحة بحدة، خاصة بسهول الجهة الغربية المنتجة لمختلف المزروعات، وهذا في مسعى لإنقاذ محاصيلهم من الهلاك. وإشتكى الفلاحون من تأخر ديوان السقي في تزويدهم بالكميات المطلوبة من المياه لسقي أراضيهم، ناهيك عن تدهور حالة الشبكات خصوصات بالسهول الخصبة لدوائر الذرعان، البسباس وإبن مهيدي، هذا وكشف الفلاحون أن أزمة السقي الفلاحي التي يعانون منها والتي زادت عليها معضلة الجفاف مؤخرا تسببت في هلاك أزيد من 1500شجرة مثمرة، علاوة على إتلاف مساحات شاسعة من مختلف المحاصيل الفلاحية ومنها الموسمية على وجه الخصوص، ما دفعهم للجوء إلى شراء المياه بالجرارات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المحاصيل الزراعية التي باتت حسبهم عرضة للتلف بسبب أزمة السقي الفلاحي . من جهتها أشارت المصالح الفلاحية إلى تخصيص 20 مليون متر مكعب من مياه سد بوناموسة لتلبية حاجيات الفلاحين في مجال الري الفلاحي، إضافة إلى استفادتهم من دعم الدولة لإنجاز الآبار الموجهة للسقي الفلاحي لتدارك هذه المشكلة، بينما أفادت مديرية الري بتخصيص ديوان الأراضي المسقية للكميات المطلوبة من المياه للحاجيات الفلاحية خلال هذا الصيف، خاصة ببلديات الجهة الغربية الرائدة في إنتاج شتى المحاصيل الفلاحية .