الخضر إستعادوا ديناميكية التصفيات و الإرادة تكفي لصنع ملحمة تاريخية مبعوث النصر : صالح فرطاس أبدى الناخب الوطني رابح سعدان إرتياحه الكبير للمردود الذي قدمه الخضر في مباراة أول أمس ضد إنجلترا، مؤكدا بأن العزيمة التي كانت تحدو اللاعبين لتسجيل نتيجة إيجابية كانت الدافع الرئيسي الذي سمح للمتتبعين بالوقوف على المستوى الحقيقي للمنتخب الجزائري، لأن الروح الوطنية دوما تصنع التحدي، و سيناريو نهائيات كأس أمم إفريقيا التي جرت مؤخرا بأنغولا قابل للتكرار في مشاركة الجزائر في أكبر تظاهرة كروية عالمية. سعدان و في لقاء مع ممثلي الصحافة الجزائرية على هامش مباراة سهرة أول أمس الجمعة أكد بأن المنتخب الوطني بإمكانه التأهل إلى الدور الثاني، و أن هذا الهدف أصبح من صدارة أولويات اللاعبين و الطاقمين الفني و الإداري على حد سواء، لأن المصير و كما قال سيلعب في لقاء واحد يوم الأربعاء القادم ضد منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية، و التسلح بالإرادة الجزائرية كفيل بتجاوز هذه العقبة، و هنا فتح المدرب الوطني قوسا ليجدد التأكيد على أن الخضر قصدوا المونديال من أجل كسب المزيد من الخبرة و التجربة، بالإحتكاك بمنتخبات كبيرة على الصعيد العالمي، من دون تسطير أي هدف، مع السعي فقط لتأدية مشوار مشرف يليق بسمعة الكرة الجزائرية و العربية، " لكن و بعد الوجه الذي ظهرنا به أمام إنجلترا و النتيجة المسجلة فإننا لا بد أن نراجع حساباتنا و نراهن على مغامرة ناجحة بالمرور إلى ثمن النهائي " إستطرد سعدان قبل أن يخلص إلى القول في هذا الشأن بأن التعادل مع عملاق عالمي بحجم المنتخب الإنجليزي لعب دورا كبيرا في تحرير العناصر الوطنية من كل الضغوطات النفسية التي كانت مفروضة عليها، لأن الهزيمة كانت تعني الإقصاء المباشر، إلا أن الأمور الميدانية سارت في الإتجاه السليم و التعادل أعطى اللاعبين الثقة في النفس و الإمكانيات. تحذير من الغرور و الإطاحة بالأمريكان طموح مشروع و بخصوص اللقاء المتبقي أشار سعدان إلى أن المنتخبات الأربعة المشكلة للمجموعة لا تزال تحتفظ بحظوظها في التأهل إلى الدور الثاني، مما يعني حسبه بأن الأمور لن تكون سهلة، و كل منتخب سيسعى للدفاع عن حظوظه في التأهل إلى غاية آخر لحظة من عمر المنافسة، و عليه فقد أكد الناخب الوطني بأن الخضر سيعملون كل ما في وسعهم لمواصلة المغامرة في هذا المونديال و الظفر بإحدى تأشيرات التأهل إلى ثمن النهائي، و هو حلم يبقى على حد قوله " قابلا للتجسيد على أرض الواقع، لأن الروح الوطنية التي تغذي اللاعبين في هذه الفترة، و العزيمة الكبيرة التي تحدوهم عوامل تبعث على الكثير من الإرتياح و التفاؤل، لأن اللاعب الجزائري قادر على صنع المعجزات شريطة التمكن من الحفاظ على التركيز و التوازن، و كذا كسبه الثقة في النفس و الإمكانيات ".....و في سياق متصل فقد ذهب الناخب الوطني إلى حد التحذير من السقوط في فخ الغرور و الإفراط في الثقة، على خلفية التعادل المسجل مع الإنجليز، لأن هذه المباراة طويت و اللاعبين لا بد أن يحتفظوا بكامل روحهم المعنوية و حصر التركيز في مباراة الأربعاء المقبل، لأن اللعب بنفس الإرادة و العزيمة سيسمح للمنتخب الوطني بتحقيق الفوز، حتى و إن لم يكن ذلك كافيا لإقتطاع تأشيرة التأهل إلى الدور الثاني، لأنه حتى و في حال الإقصاء فإن ذلك لا بد أن يكون بشرف، كون المتتبعين إكتشفوا منتخبا جزائريا قويا ضد الإنجليز، و الظهور بنفس الوجه أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية شرط أساسي، " لأن المنتخب الجزائري ليس لديه ما يخسره، و تأدية مشوار جيد في المونديال طموح مشروع مادامت حقيقة الميدان قد أثبتت القدرة على رفع التحدي في المواعيد الهامة و المصيرية " . طريقة لعبنا صعبت من مهمة الإنجليز في فرض إيقاعهم أما فيما يتعلق بالخيارات التكتيكية التي راهن عليها ضد إنجلترا فقد أكد سعدان بأنه لم ينتهج خطة دفاعية كما يعتقد الكثيرون، بل أن إستراتيجية اللعب كانت مبنية على نقاط قوة و ضعف المنافس، و ذلك بتعزيز خط وسط الميدان بحكم أن خطورة المنتخب الإنجليزي تكمن في الثنائي جيرارد و لامبارد، و شل نشاط هذين العنصرين مكن المنتخب الوطني من التحكم في الأمور و بسط طريقة لعبه، " لأنني كنت متخوف من عدم قدرة اللاعبين على الدخول مباشرة في صميم الموضوع، كون الضغط النفسي كان كبيرا، لكن و بعد مرور الدقائق العشر الأولى من المقابلة تيقنت بأن عناصرنا ستؤدي مباراة بطولية، بعدما لاحت المؤشرات الأولية بإستعادة المنتخب لطريقة لعبه المميزة و المبنية على التمريرات القصيرة و العمل الفردي، و لغة الأرقام تدل على أننا كنا الأفضل فوق الميدان سواء من حيث نسبة الإستحواذ على الكرة، أو من ناحية الفرص الخطيرة التي أتيحت للتهديف "...هذا و قد إعترف سعدان بأن منتخب إنجلترا لم يظهر بالمستوى الذي كان قد قدمه في لقائه الأول ضد المنتخب الأمريكي، مرجعا فرضية أن تكون الطريقة التي إنتهجها المنتخب الوطني السبب المباشر الذي حال دون نجاح الإنجليز في فرض إيقاعهم، و مع ذلك فقد أكد الشيخ بأن منتخب إنجلترا يبقى من أقوى المنتخبات على الصعيد العالمي و قد دخل المنافسة كأحد أبرز المرشحين للتنافس على اللقب، و نتيجة التعادل لا تنقص حسبه من قيمة المنتخب الإنجليزي بقدر ما تؤكد على قوة المنتخب الجزائري عندما يتسلح لاعبوه بالعزيمة و الإرادة. الخلافات الداخلية زوبعة إعلامية لضرب إستقرار المنتخب و في رده عن سؤال بشأن الحارس مبولحي و المستوى الطيب الذي قدمه في أول مباراة رسمية له مع المنتخب أشار سعدان إلى تعداد المنتخب يضم 23 لاعبا، و كل عنصر من القائمة لا بد أن يكون جاهزا من جميع الجوانب للعب كأساسي، " لأنني كنت قد صرحت في ختام تربص كرانس مونتانا بسويسرا بأننا لن ندرج لاعبين في التعداد من أجل القيام بالفسحة و التجوال، و القائمة لا بد أن تضم لاعبين لا نخشى عليهم من هاجس الإصابات "، و هو أمر ينطبق على الحارس مبولحي الذي كانت له الفرصة لخوض أول لقاء رسمي، و ذلك بعد الإصابة الخفيفة التي كان قد تعرض لها الحارس الأساسي شاوشي، و هو تغيير إعتبره سعدان إضطراريا، لكنه أتى بالفائدة على المنتخب، بعد إكتشاف حارس يتسلح بالرزانة و الثقة الكبيرة في النفس، من دون التقليل من الدور الذي يلعبه كل من شاوشي و قواوي... من هذا المنطلق فقد أوضح الناخب الوطني بأن التشكيلة الوطنية تعمل من أجل هدف واحد و يتمثل في السعي لتشريف العلم الجزائري في المونديال، و هو رد صريح منه على الأخبار التي تم تداولها عشية مباراة إنجلترا، حيث فند سعدان وقوع خلافات بينه و بين بعض العناصر التي ترى بأنها همشت من التشكيلة الأساسية في هذه المنافسة، و أكد بالموازاة مع ذلك بان الأمور على أحسن ما يرام داخل المنتخب، و كل ما هو متداول يبقى مجرد مناورة فاشلة لضرب إستقرار المنتخب، و قد إستدل سعدان في تعليقه على هذه القضية بتدرب كل من منصوري و غزال بصفة عادية سهرة الخميس الماضي، و تواجدهما مع التشكيلة في مأدبة العشاء التي أقيمت على شرف المنتخب، و قد عاد سعدان للحديث عن الدور السلبي الذي تلعبه بعض الصحف في إثارة البلبلة وسط النخبة الوطنية، على أن تجربة أنغولا كانت درسا قاسيا. لم أتفوق على كابيلو و عقدة الهجوم ستفك ضد الأمريكان سعدان رفض أن تصنف نتيجة مباراة أول أمس الجمعة بين المنتخبين الجزائري و الأمريكي في خانة كسب الرهان بعد معركة تكتيكية بينه و بين كابيلو، لأن مدرب المنتخب الإنجليزي شخصية بارزة على الصعيد العالمي و لا يمكن المقارنة في الخيارات التكتيكية، لأن تشكيلته كانت خارج الإطار في هذه المواجهة، ليجدد بعدها التأكيد على أن العقم الذي لازم خط هجوم الخضر لا يعني بأن المنتخب يفتقر لمهاجمين قادرين على هز الشباك، لكن عوامل عديدة حالت دون ترجمة الفرص المتاحة إلى أهداف، لأن الطريقة المنتهجة مبنية على اللعب الجماعي، و أي لاعب بإستطاعته هز الشباك، و عليه فقد سارع إلى طمأنة كل الجزائريين بشأن هذا الهاجس، لأن اللقاء الأخير ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية سيكون حاسما و النخبة الوطنية لا تملك خيارا آخر سوى الفوز، حيث أوضح في هذا الصدد بأنه لم ينتهج خطة دفاعية منذ بداية المونديال، غير أن الحظ لم يحالف الخضر في التسجيل، و عليه فقد خلص الشيخ سعدان إلى القول بأنه مضطر إلى الإحتفاظ بالتشكيلة الأساسية التي واجهت إنجلترا بنية الحفاظ على الديناميكية في الآداء الجماعي، مع البحث عن حلول لمعضلة العقم الهجومي، لأن المنتخب الأمريكي و حسب تصريحه مجبر بدوره على المبادرة إلى صنع اللعب مادامت نتيجة التعادل لا تكفيه لضمان التأهل إلى الدور الثاني، و هي معطيات لا بد أن تؤخذ في الحسبان، لأن المنافس خصم عنيد و برهن في الكثير من المناسبات بأنه يرفض الإستسلام و يعود في النتيجة في كل مقابلة ، هذا بالإضافة إلى جوانب أخرى لها علاقة بالجانبين التقني و التكتيكي و التي فضل سعدان الإحتفاظ بها كونه سيدرس جيدا طريقة لعب الأمريكان، لأن هذه المواجهة تعد بمثابة مباراة العمر للجزائريين، و تعيد إلى الأذهان سيناريو المواجهات الأخيرة من المرحلة التصفوية، الأمر الذي جعله يؤكد بأنه يراهن كثيرا على إرادة اللاعبين لصنع ملحمة كروية تاريخية.