اعتصم يوم أمس العشرات من مربي الأبقار بالقرب من مقر مديرية المصالح الفلاحية بولاية برج بوعريريج، أين عبروا عن استيائهم الشديد من تأخر حصولهم على أموال دعم الحليب لمدة قاربت الستة أشهر، فضلا عن الارتفاع المسجل في أسعار الكلأ و الأعلاف و التلاعب بالدعم المخصص للمربين في هذا الجانب، ما دفع بالكثير منهم إلى بيع قطعانهم و التخلص كذلك من الأبقار الحلوب. و أشار المحتجونإلى عدم قدرتهم خلال الأشهر الأخيرة التي عرفت ندرة في مواد تغذية الأبقار و ارتفاع أسعارها بشكل وصفوه بالجنوني، من التوفيق بين المصاريف التي تضاعفت و مداخيلهم التي لم تعد بحسبهم تغطي نصف المصاريف، و ذلك لإرتفاع أسعار حزم التبن إلى حدود 800 دينار و استقرار أسعارها خلال الأيام الأخيرة التي تزامنت مع انطلاق موسم الحصاد بين 380 و 450 دينار حسب النوعية، إلى جانب ارتفاع أسعار حزم الكلأ حيث بلغ سعر الحزمة الواحدة 1200 دينار، فضلا عن الارتفاع الكبير المسجل في أسعار العلف و النخالة التي بلغ سعر القنطار الواحد منها 32000دينار. وأمام هذه الوضعية طالب المربون برفع سعر الدعم لمادة الحليب من طرف الدولة، و توفير مادة النخالة و الأعلاف بأسعار مقبولة و عقلانية، و اجبار أصحاب المطاحن على منحهم الكميات الكافية من مادة النخالة و عدم المضاربة في أسعارها، مشيرين إلى أن أصحاب المطاحن يستفيدون من دعم الدولة في مادة الفرينة و القمح، و بالتالي كان لزاما عليهم حسب المحتجين توحيد أسعار النخالة و اعتماد سعر موحد طيلة أشهر السنة، للحد من المضاربة في الأسعار و الإحتكار. وأكد رئيس جمعية مربي الأبقار بولاية برج بوعريريج، على تأخر وصول أسعار دعم الحليب لمدة قاربت الستة أشهر رغم الاحتجاجات المتكررة و الشكاوي المرسلة إلى المصالح المختصة على مستوى الديوان الوطني للحليب، مشيرا كذلك إلى تعب الفلاحين من المصاريف الزائدة و التكاليف الباهظة التي تزايدت في مواد تغذية الأبقار بما فيها حزم التبن و الأعلاف و مادة النخالة على وجه الخصوص، ما دفع بالكثير من المربين إلى التفكير في تغيير نشاطهم، و قيام العشرات منهم بالتخلص من رؤوس الأبقار بأسعار زهيدة لعدم قدرتهم على توفير تكاليف شراء التغذية و تكبدهم لخسائر اضافية، مشيرا إلى أن ولاية البرج تعد من بين الولايات الأولى في إنتاج الحليب على المستوى الوطني حيث تتوفر على ثلاثة ألاف مربي و حوالي 12 ألف رأس من الأبقار .