ربط عدد من المربين بمحيط طافراوي الرعوي التابع لوهران ظاهرة ضعف إنتاج الحليب من سلالة الأبقار المستوردة التي كانت مرتقبة منها لتغطية الطلب المتزايد على هذه المادة الحيوية باختلاف شروط التربية الطبيعية انطلاق من ضيق الإسطبلات ومشكل الغذاء في ظل الإرتفاع الجنوني للأعلاف المستعملة على اختلاف أشكالها وأنماطها وغيرها من المشاكل في الوقت الذي تؤكد فيه الوصايا أن 90 بالمائة من غذاء الأبقار مستورد. هذا وطالب مربو الأبقار بإعادة النظر في سلم الدعم الموجه لشعبة تربية الأبقار وكذا إنتاج الحليب الذي لم يتغير رغم الإرتفاع الفاحش لسعر الأعلاف والأغصان المستعملة في إنتاج العشب لعدم قدرتهم على التوفيق بين نفقات تكاليف التربية ومحصول الحليب ناهيك عن شحّ الأبقار المستوردة وكثرة التعقيدات الإدارية لاستيرادها حيث يبقى غلاء الأعلاف واحد من الأسباب المباشرة حسب محدثي الأمة العربية التي جعلت الفلاحين في بلادنا يتوجهون نحو الإقتصاد في الغذاء وفي السياق ذاته فقد أكد مربو البقر الحلوب في حديثهم مع الأمة العربية أن العديد منهم ينتهز فرص ارتفاع أسعار الماشية بالسوق المحلية لتسويق أبقاره والتخلّص منها بالنظر إلى الارتفاع الجنوني لتكاليف التربية ناهيك عن مشكل الإسطبلات الضيقة ففي الوقت الذي تنتج فيه البقرة المستوردة بموطنها الأصلي ما بين 25 و35 لتر من الحليب يوميا لا يتعدى بالجزائر إنتاجها 15 لتر في ظل انعدام شروط التربية الطبيعية التي غيرت بالغذاء المجفف المستورد خاصة إذا علمنا أن البقرة تحتاج في إنتاجها 1.5 هكتار من الأعشاب الطبيعية بدل الغذاء الجاف المستورد حيث أن العديد من الأبقار المستوردة أضحت شحيحة ولا تقدّم كميات الحليب التي كانت مرتقبة حسب ما جاء في مداخلة محدثين من الناشطين في المجال بمنطقة طافراوي بسهل ملاتة فيما تعرّض بعضها لأمراض خطيرة لا تسمح باستخلاص الحليب منها مشيرة في ذات السياق إلى أن البقر المستورد اعتاد على نمط غذائي محدّد ومنتظم في موطنه الأصلي قبل استراده أما بشأن الأعلاف فقد أشار بعض المربين إلى أن مادة النخالة المستعملة بكثرة لتغذية الأبقار التي كانت تقتنى سنة 2006 ب700 دج للقنطار وارتفع سعرها سنة 2009 إلى 1800 دج للقنطار ليرتفع سعر الذرى من 1500 دج إلى 3500 دج وسعر الصوجا من 2000 دج إلى 4400 دج وحزمة التبن من 150 دج إلى 300 دج وارتفع حليب رضع البقر من 1500 دج إلى 3500 دج هذه السنة،مع الإشارة إلى أن سعر الدعم المباشر الذي تقدمه الدولة للحليب يقدر ب7 دج للتر الواحد لا يغطي بدوره مجمل التكاليف،بحيث يتقاضى المربون حاليا ما يعادل 31 دج للتر الواحد عند الاستهلاك، في حين أن هذا الحجم يكلّف أكثر من 50 دينارا هذا وتعمل حاليا وزارة الفلاحة والتنمية الريفية لضمان إنتاج وطني على الإستثمار في المساحات الخضراء لتغذية الأبقار وبوهران حصدت مديرية الفلاحة حسب ما كشفت عنه مصادر من مديرية الفلاحة ما يقارب 80 طنا من الذرة الدسمة في الهكتار الواحد و30 طنا من الفراج في الهكتار الواحد وهي التجربة التي باشرتها وهران منذ ما يزيد عن 3 سنوات.