أطباء مقيمون غير ملمين بالموت الدماغي اعتبر رئيس مصلحة الإنعاش بالمستشفى الجامعي بن باديس بقسنطينة، التقاليد من أكبر المشاكل التي تحول دون قبول العائلات التبرع بأعضاء أبنائها المتوفين بسبب موت دماغي، وأوضح بأن عملية زرع الأعضاء من الأموات إلى الأحياء قليلة جدا في الجزائر، وتقتصر في أغلب الأحيان على الكلى فقط. وأفاد البروفيسور بودهان بأن عدد المتوفين جراء موت دماغي، الذين تم نزع أعضاء منهم على مستوى المستشفى الجامعي بقسنطينة لم يتعد ثلاثة، أي ما يعادل استفادة ستة مرضى من زرع كلى، حسب الأرقام التي تم إعدادها سنة 2002، فيما قام منذ سنتين مستشفى البليدة بعمليتي نزع كلى من الأموات، منبها إلى أن عمليات نقل الأعضاء تقتصر على الأحياء، و تخص الكلى فقط لأنها الأكثر طلبا، حيث أشار إلى أنه من المفترض أن تشمل عمليات نقل الأعضاء الأخرى كالرئتين والقلب والكبد، محملا مسؤولية التراجع في هذا المجال للوكالة الوطنية لزرع الأعضاء، التي أنشئت منذ سنتين، التي قال بأنها يجب أن تكون ذات فاعلية أكبر من خلال تحديد المسؤوليات والقيام بإحصاءات، فضلا عن التكفل بمهمة التحسيس، والتنسيق بين مختلف المصالح والولايات. وأضاف البروفيسور بأن تفعيل دور الوكالة الوطنية سيمنع الممارسات غير شرعية في عمليات نقل الأعضاء، حيث نبه إلى أن تشخيص الموت الدماغي في مصلحة الإنعاش يخضع لقوانين وشروط، تحدد أيضا عملية نزع الأعضاء من الأموات، مشددا على أن القانون قد خول المستشفى الجامعي بن باديس بالقيام بعمليات نزع وزرع الأعضاء، بينما لم يخول مستشفى أمراض الكلى والمسالك البولية بالدقسي إلا بالزرع فقط. من جهة أخرى، أكد المتحدث بأن مصالحه تواجه صعوبات في إقناع أهالي المتوفين بموت دماغي بالسماح بنزع أعضائهم، مشيرا إلى أن التقاليد من أكبر الموانع التي تحول دون قبولهم بالتبرع، ومشددا على ضرورة التحسيس، التي قال بأنها يجب أن تبدأ من الطاقم الطبي ، والمنسقين الذين يلعبون دور الوسيط بين مصلحة الإنعاش وأسر المتوفين ومختلف المصالح، والذين قال بأن عددهم قليل جدا، كما اعتبر بطاقة متبرع مجرد فعل حضاري، بحكم أن الوصي على المتوفي، يظل المقرر الوحيد بالتبرع من عدمه. وتحدث نفس المصدر على النقائص المسجلة في مصلحة الإنعاش بالمستشفى الجامعي، مشيرا إلى غياب جهاز الفحص الكهربائي للدماغ، الذي بإمكانه تحديد حالة الموت الدماغي بشكل نهائي، حيث قال بأنه سيتم تزويد المصلحة بجهاز مع نهاية السنة، فضلا عن تزويد كل سرير بجهاز تنفس اصطناعي خاص به، أين تحتوي المصلحة على 18 سريرا، وأضاف بأن الجزائر متأخرة جدا في مجال نقل الأعضاء مقارنة بدول الجوار.وقد قدم البروفيسور طيلة ساعتين محاضرة لفائدة الأطباء المقيمين على مستوى المستشفى الجامعي، شرح فيها الموت الدماغي والآليات والشروط القانونية المحددة لعملية التبرع بالأعضاء والزرع، حيث انتقد عدم إلمام الأطباء المقيمين بماهية الموت الدماغي، كما دعا الأطباء إلى الحوار مع عائلات المرضى على مستوى مصلحة الإنعاش من أجل الوصول إلى إقناعهم، مشيرا إلى أن العائلات توافق على منح أعضاء المتوفي بفضل حسن التكفل من طرف الطاقم الطبي في بعض الأحيان.