اختيار غرداية لتكون بؤرة للاقتتال الطائفي ليس اعتباطيا دعت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، لكشف مدبري أعمال العنف التي شهدتها غرداية ، ومعالجة كل المشاكل التي يعاني منها المواطن بالمنطقة للقضاء على أسباب الفتنة. ورأت في خطاب لها أمس في أشغال افتتاحها لاجتماع التنسيقية الوطنية لمنظمة الشباب للحزب, انه يجب فتح تحقيق حول «المغامرين والمستفزين المتلاعبين باستقرار وأمن والنسيج الاجتماعي لولاية غرداية، مضيفة سالت في غرداية دماء من الطائفتين المالكية والإباضية، تنفيذا لمخطط واضح الملامح والأهداف يعود إلى سنة 2011» في اشارة الى «الربيع العربي، وتساءلت «من المستفيد من هذا الاقتتال؟ لتجيب بنفسها « إنها مخابر زرع الفتن في الخارج وأذنابها في الداخل من دعاة الانفصال في القبائل وزارعي الموت في غرداية، وحلفائهم من المهربين والمافيا المحلية». واعتبرت اختيار غرداية لتكون بؤرة للاقتتال الطائفي ليس اعتباطيا، بل تم بعناية بغرض ضرب التعايش الطائفي الذي يمتد إلى عقود ضاربة في التاريخ، لتفكيك الجزائر على أساس طائفي مثل ما حدث في المشرق والمغرب العربيين». وفسرت استهداف المنطقة بكونها منطقة غنية بالثروات الطبيعية ومقصد سياحي عالمي، وقاعدة صناعية وتجارية قائمة بذاتها، واقترحت التعجيل بتجسيد مقترح الولايات المنتدبة في الجنوب، محذرة من التراجع عنه وتساءلت:»ما يساوي مبلغ 60 مليار دينار لتغطية تكلفة إنشاء الولايات المنتدبة العشر في الجنوب، مع مئات الملايير التي تذهب كهدايا لمفترسي الأوليغارشيا التي لم تعد تخفي أطماعها في العقار في الجنوب وآبار البترول والغاز هناك، و اتهمت من وصفتهم بالاوليغارشيين ب»نهب العقار والسعي لامتلاك الأراضي, خاصة بالمناطق الجنوبية, لاستعمالها كضمان للحصول على قروض بنكية». واعتبرت في هذا المجال أن هذه الممارسات "هي في حد ذاتها عنف في حق أغلبية الشعب وتهدد السلم الاجتماعي», مطالبة الحكومة ب»البحث عن مصادر التمويل لدى الأغنياء الجدد الذين انتفعوا من سخاء الدولة, عوض الاقتطاع من جيوب العمال».