66 بالمائة من الناجحين إناث والظاهرة تتطلب دراسة سوسيولوجية أكّد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار أن بعضا من جامعات الوطن ستعاني من ضغط كبير خلال الدخول الجامعي المقبل بسبب زيادة عدد الناجحين في البكالوريا، و لمواجهة هذا الضغط وتمكين كل الطلبة من مقعد بيداغوجي فإنه سيتم إعادة التوزيع الجغرافي لبعض الجامعات والمعاهد وتمديد فترة الدراسة إلى ما بعد السادسة مساء، وستنتهي التسجيلات الأولية في 16 جويلية الجاري على أن تجرى التسجيلات النهائية في الفترة بين 28 جويلية والثاني أوت المقبل. أعطى وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار أمس بالمدرسة الوطنية العليا للإعلام الآلي بالسمار (العاصمة) إشارة انطلاق التسجيلات الجامعية الأولية لحاملي شهادة البكالوريا الجدد لهذه السنة، وقدّم حجار في البداية وكالعادة أرقاما عن بكالوريا هذا العام، فقال أنه سجل تحسن نوعي في الناجحين الذين بلغ عددهم 363141 طالب، 66 بالمائة منهم إناث مقارنة بعدد الذكور، وذكر أن هذه الظاهرة تحتاج إلى دراسة سوسيولوجية لمعرفة السبب وراء ذلك، وقد ارتفع عدد الناجحين هذا العام مقارنة بالعام الماضي ب 138218 ناجح جديد، كما تضاعف عدد الحائزين على شهادة البكالوريا بتقدير «امتياز» ثلاث مرات ليصل هذه السنة إلى 90 أما عدد الذين نالوا الشهادة بتقدير «جيد جدا» فقد وصل إلى 5853، و»جيد» 32111، كما ارتفع عدد الأحرار الحائزين على الباكالوريا بنسبة 03 بالمائة. وبالنسبة للتسجيلات الأولية التي انطلقت أمس تحدث الطاهر حجار عن تخفيف الوثائق المطلوبة للتسجيل مثل إلغاء شهادة الميلاد والأظرفة المرفقة بالطوابع البريدية التي لا جدوى منها في زمن المعلوماتية، و ذكّر الوزير بالمناسبة بكل المراحل الخاصة بالتسجيلات الجامعية من التوجيه والطعون ثم التأكيد من التسجيلات، مشددا في هذا الصدد على ضرورة أن يقرأ كل ناجح بدقة وتمعن الدليل الخاص بالتسجيلات وبطاقة الرغبات. وأوضح بهذا الشأن أن توجيه أي طالب لأي فرع يتم آليا عبر برنامج الإعلام الآلي، و يخضع لعدة عوامل منها رغبة الطالب، النقاط التي تحصل عليها، قدرات الاستقبال لدى المؤسسة التي طلبها، وأخيرا العامل الجغرافي- أي التوزيع الجغرافي للمؤسسات الجامعية. حجار الذي تحدث في البداية عن زيادة في عدد الناجحين في الباكالوريا هذا العام قال أن ذلك سينعكس على بعض المؤسسات الجامعية التي ستعرف اكتظاظا كبيرا خلال الدخول الجامعي المقبل على غرار الجزائر العاصمة، عين الدفلى، المدية، ميلة، عين تيموشنت وتبسة، ما يستدعي حسبه ايجاد حلول لهذا المشكل، وتحدث في هذا الصدد عن الاستغلال العقلاني للهياكل الموجودة وإعادة التوزيع الجغرافي لبعض المؤسسات والمعاهد الجامعية، أي بمعنى الحاق بعض الدوائر الجامعية بالولايات القريبة منها جغرافيا التي لا تعاني من مشكلة الاكتظاظ، فضلا عن إجراء آخر يتعلق بتمديد فترة التدريس بالجامعات المكتظة إلى ما بعد الخامسة والنصف مساء، وقال بهذا الخصوص أن الجدول الزمني المعتاد سيتم تعديله مؤقتا في انتظار تسلم الهياكل الجامعية الجديدة التي من شأنها فك الضغط على المؤسسات الموجودة حاليا، مع توفير كل الوسائل لتنفيذ هذه العملية، واعتبر ذلك واحد من الخيارات العديدة التي اقترحها قطاع التعليم العالي للحد من الاكتظاظ في جامعات الوطن. كما أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن دائرته الوزارية اتخذت كل الإجراءات ووفرت كل الامكانات من أجل ضمان دخول جامعي هادئ وضمان مقعد بيداغوجي لكل حاصل على شهادة البكالوريا، متحدثا في هذا الشأن عن ارتقاب تسلم مدارس عليا ومدارس تحضيرية و معاهد للطب مع الدخول المقبل بسعة إجمالية تقدر ب 76 ألف مقعد بيداغوجي جديد و 51 ألف سرير. وردا عن التهديد بالإضراب خلال الدخول المقبل الذي يلوح به المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي» كناس» أوضح حجار أنه أجرى قبل أيام سلسلة من اللقاءات التشاورية مع كل نقابات القطاع والمنظمات الطلابية تطرق خلالها الجميع للمشاكل التي يعرفها القطاع والحلول الممكنة لها، وهو يأمل أن تتوسع هذه المشاورات لتشمل كل الفاعلين في القطاع، وكشف عن تشكيل هيئة استشارية تنسيقية تضم الوزارة والنقابات والمنظمات الطلابية تجتمع كل ثلاثة أشهر لدراسة المشاكل التي يعيشها القطاع ومعالجتها ضمن هذا الإطار وسيتم تنصيب هذه الهيئة في سبتمبر المقبل.