غد الجمعة بملعب تشافيز (سا 18:00) لنصر الليبي شباب باتنة الكاب في مهمة صعبة بالجماهيرية سيكون شباب باتنة مساء الغد على موعد مع ثاني خرجة قارية له من خلال مواجهته النصر الليبي في مباراة الإياب ضمن منافسة كأس الكاف. مقابلة تكتسي أهمية قصوى بعد اكتفائه في لقاء الذهاب بنتيجة التعادل، ما يجعله أمام تحديات كبيرة لتدارك التأخر، وحتمية إثبات الذات وبالمرة تحقيق نتيجة إيجابية تخول له العودة بتأشيرة التأهل. كما أن قيمة الرهان، تجعل ممثل الكرة الجزائرية في هذه المنافسة أمام ضرورة حسن تسيير اللقاء والصمود، رغم نقص الخبرة وامتلاك المنافس أوراقا رابحة إضافية، منها الأرض والجمهور. موعد أمسية الغد وعلى قدر أهميته، ينظر له الكاب من زاوية تفاؤلية، بالنظر للأجواء السائدة وسط المجموعة، إلى جانب ظروف الإقامة المريحة ببنغازي الليبية، والتحضيرات الجادة التي سبقته، فضلا عن الحالة المعنوية المرتفعة للاعبين. وهي معطيات تصب في رصيده و قد تجعله يكون في رواق جيد لكسب الرهان، والظهور بوجه طيب يعكس طموحاته في تمثيل الكرة الجزائرية أحسن تمثيل، وبالمرة بلوغ الدور الثاني الذي يبقى الهدف المسطر لإدارة الفريق. وانطلاقا من أهمية الحدث وقيمة المواجهة بكل ما تحمل من ضغط بسيكولوجي، فضل الطاقم الفني، ومنذ وصول الوفد إلى الجماهيرية، ليلة الأحد الماضي، إبعاد اللاعبين عن الضغط، وتفادي الجوسسة، سعيا منه لوضعهم في حالة نفسية ملائمة من خلال إجراء التدريبات دون حضور الجمهور. وقبل تنقل الوفد إلى ليبيا، أقام تربصا مغلقا بمركب محمد بوضياف (5 جويلية) بالعاصمة لمدة 6 أيام تخللته مباراتان وديتان، حيث كان فرصة للمدرب بوفنارة لضبط الميكانيزمات اللازمة، وشحن بطاريات التشكيلة، إدراكا منه بصعوبة المهمة أمام منافس حتى وإن كان جريحا ومثقلا بالهموم، إلا أنه بإمكانه الوقوف كحجرة عثرة أمام طموحات الكاب بالنظر لخبرته في هذه المنافسة، ومساندة جمهوره. تعداد منقوص وبوفنارة ي حيرة سيكون الطاقم الفني أمام خيارات عديدة لضبط التشكيلة التي سيعتمد عليها بفعل غياب بعض الركائز على غرار صاحب ثنائية لقاء الذهاب فزاني، إلى جانب بوحربيط بداعي الإصابة، وهو الثنائي الذي لم يتنقل مع الوفد، فيما تبقى مشاركة سعيدي غير مؤكدة بسبب شعوره بآلام حادة على مستوى الركبة منذ تربص العاصمة. وحسب المعطيات المتوفرة، فإن بوفنارة يعلق آمالا عريضة على العودة المرتقبة لأمير بورحلي، والهداف مساعدية، وكذا المهاجم المتألق بهلول لتشكيل القاطرة الأمامية، وتكليفهم بمهمة هز شباك المنافس، والاستثمار في النقائص والثغرات التي ظهرت على الدفاع الليبي في مباراة الذهاب. وقد وضع بوفنارة على طاولة النقاش رفقة مساعده عامر شفيق عديد الخطط، للحسم في الرسم التكتيكي الناجع والمناسب، الذي يتماشى وطبيعة المواجهة، ولو أن المراهنة على إستراتيجية 2/5/3 تعد الأقرب في ظل بعض المخاوف من رد فعل محتمل من جانب المنافس. وما يفسر هذا الطرح، لجوء الطاقم الفني في التدريبات التي أقامها بملعب " الشمال " ببنغازي إلى التركيز أكثر على الكرات الثابتة والقذف من بعيد، مع تعزيز وسط الميدان، وإخضاع ثلاثي الدفاع شبانة وكفايفي وقربوعة لبرنامج خاص، دون المساس بالروح الجماعية والتضامنية. إصرار جماعي على التأهل وعدم تضييع فرصة مواصلة المغامرة ويبدو أن الأجواء المريحة داخل الفريق قد ساعدت كثيرا الطاقم الفني على ضبط الميكانيزمات اللازمة، ما سيحفز عناصره على العطاء أكثر وأداء مقابلة كبيرة في ظل إصرارهم على اقتطاع تأشيرة التأهل من الأراضي الليبية، ومواصلة المغامرة الإفريقية، وعدم تفويت فرصة البروز والتألق، وتمثيل الكاب في أول منافسة قارية له. وقد أجمع رفقاء مايدي على ضرورة تبليل القميص وطرح كل الأوراق لكسب المعركة الميدانية، في انتظار الرهانات المطروحة في الدوري المحلي وكأس الجزائر أين بلغ الكاب الدور السادس عشر. هذه العوامل قد تكون دافعا معنويا لتجسيد طموحاتهم على أرضية الميدان، حتى وإن كان المستطيل الأخضر يبقى المحك الحقيقي لقدراتهم، والوقوف على استعداداتهم الحقيقية ومدى مشروعية طموحاتهم. منافس جريح لكنه صعب الترويض إذا كان ممثل الكرة الجزائرية لا يملك الخبرة الكافية، فإن الإرادة ستكون زاده الوحيد لتخطي عقبة النصر الليبي وتدارك نتيجة لقاء الذهاب. فأصحاب الأرض الذين يحوزون عديد الأوراق الرابحة الإضافية لن يتسامحوا مع الضيف، مثلما أشار إليه رئيس الفريق الخالدي الذي أثنى على الأجواء التفاؤلية السائدة في معسكر فريقه، تزامنا مع عودة المصابين في صورة النيجيري إيفوسا. كما أكد أن فريق النصر، على جاهزية لضرب موعدا للمحطة القادمة رغم الأزمة الداخلية التي لا يمكن، برأيه أن تحد من طموحات ممثل الكرة الليبية. ومع ذلك، فإن شباب باتنة لم يبال بالوضع الداخلي لمنافسه حسب المدرب المساعد عامر شفيق الذي أوضح بأن اللاعبين سيحملون مشعل التحدي في ظل عزمهم على تفادي الإقصاء والعودة إلى الجزائر بتذكرة المرور إلى الدور الثاني من شأنها أن تفتح شهيتهم في هذه المنافسة. وقبل موعد مساء الغد تسود حالة من الغموض في العارضة الفنية للنصر بفعل استقالة المدرب المصري خالد القماش، ثم تراجعه عن قراره تزامنا مع تعيين مدربا مساعدا له وهو علي المرجيني، ما جعل القماش يهدد من جديد بالرحيل بعد مقابلة شباب باتنة.