أوردت مصادر صحفية أمس عن دبلوماسيين أمريكيين تأكيدهم أن إسرائيل والسعودية والأردن ضغطت تكراراً على الولاياتالمتحدة كي لا تتخلى عن الرئيس المصري حسني مبارك بسرعة، أو ترمي ثقلها وراء الحركة الديمقراطية في مصر بطريقة قد تزعزع الاستقرار في المنطقة بشكل أكبر. وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن لهذا الضغط الذي مارسته تلك الدول وتحدث عنه الدبلوماسيون، تأثيرا على المسؤولين الأمريكيين، بدليل أن الإدارة الأمريكية بعد أيام فقط من إعلانها أنها تريد تغييراً فورياً في مصر، قالت إنها تريد "انتقالاً منظماً" للسلطة. وأشارت ذات الصحيفة إلى أن أحد المبعوثين الشرق أوسطيين أمضى 12 ساعة في يوم واحد في إجراء اتصالات هاتفية مع مسؤولين أمريكيين. وأضافت أنه في الوقت الذي ينتاب كل واحدة من هذه الدول قلقها الخاص، إلاّ أنها جميعها قلقة من تغيير مفاجئ في مصر من شأنه أن يعرّض زعماء هذه الدول للخطر. وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إن المسؤولين الإسرائيليين الذين يعتبرون أن لمبارك وسليمان تأثيرا كبيرا على الاستقرار في المنطقة، يعتقدون بضرورة إجراء تغييرات في النظام المصري بدلاً من تغييره بالكامل ويأملون بأن تجري المحافظة على الاستقرار.وقال مسؤول عربي تعليقاً على ما أعلنه الرئيس الأمريكي باراك أوباما الثلاثاء الماضي بضرورة البدء "فوراً" بانتقال للسلطة في مصر، "أصرّينا على أن إجبار مبارك على التنحي يشكل خطراً على الاستقرار".وفي تأكيد عملي لما سبق، عبّرت تل أبيب أمس عن ارتياحها لما اعتبرته عودة الهدوء تدريجياً إلى مصر، ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن مصادر إسرائيلية قولها إن الجانب الإسرائيلي بدأ يشعر بارتياح فيما تراجعت مصر تدريجياً عن حافة الفوضى.في الأثناء نفى مصدر سعودي أن تكون زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل لألمانيا، من أجل التوسط لدى برلين فيما أطلق عليه "الخروج الآمن" للرئيس المصري حسني مبارك للعلاج في ألمانيا. أما الحكومة الألمانية فنفت من جانبها بشدة ما تردد حول وجود خطط لإقامة الرئيس المصري حسني مبارك في مستشفى ألماني خلال الفترة المقبلة. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت أمس :"لم تتلق الحكومة الألمانية طلبا رسميا أو غير رسمي..ليس هذا فحسب بل لم يوجد أيضا أي عرض رسمي أو غير رسمي من قبل برلين".