اقتراح ضوابط تمنع إطلاق المبادرات السياسية الفردية يلتقي أعضاء تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي يوم غد الاثنين بمقر حزب جبهة العدالة والتنمية، وبحضور عبد الله جاب الله لأول مرة منذ بضعة أشهر، ومن المزمع أن يتوج الاجتماع بالاتفاق على مضمون ميثاق يضبط تحركات أعضاء التنسيقية، بعد المبادرة الأخيرة لرئيس حركة حمس عبد الرزاق مقري، والتي كادت أن تفجر وحدة هذا التكتل. يستضيف مقر حزب عبد الله جاب الله غدا قادة تنسيقية الانتقال الديمقراطي، وسيترأس الاجتماع بعد غياب طويل عبد الله جاب الله، الذي اكتفى خلال الفترات السابقة بتوكيل قياديين في الحزب لحضور أشغال هذا التكتل، ما أثار تحفظ بعض أعضائه، الذين أصروا على أن يلتزم كافة قادة التنسيقية بالمشاركة في الاجتماعات الدورية وكذا الطارئة التي يتم عقدها، ويتزامن الاجتماع مع الجدل الذي أثاره رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، عقب مباردته بطلب لقاء مع رئيس الجمهورية لمناقشة الوضع الأمني بولاية غرداية، ثم استقباله من قبل مدير الديوان بالرئاسة أحمد أويحيى، وهو ما اعتبر في نظر جبهة العدالة والتنمية خروجا عن ما تنص عليه أرضية مازفران التي وقع عليها قادة التنسيقية. وبحسب ما أكده العضو القيادي في جبهة العدالة والتنمية لخضر بن خلاف في تصريح للنصر، فإن هذا الاجتماع الدوري سيكون فرصة لتقييم الأداء خلال الستة أشهر الماضية، وكذا لرسم الاستراتيجية الخاصة بالمرحلة المقبلة، فضلا عن دراسة ملفات جد هامة، في مقدمتها المواعيد السياسية المقبلة، وقضية تعديل الدستور، وكذا الدخول الاجتماعي المقبل، والاهم من ذلك الاتفاق على خارطة طريق، تلزم أعضاء تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي بالعودة إلى التكتل قبل الإقدام على أي مبادرة او خطوة تتعلق بالشأن السياسي، بغرض الحفاظ على وحدة التنسيقية، وقال المتحدث بان الاجتماع لن يغفل ما حدث مؤخرا، ويقصد المبادرة التي قام بها مقري، موضحا بان هدفهم الأساسي من وراء ذلك هو الحفاظ على مصداقية التنسيقية وانسجامها، وكذا توضيح الرؤية، خاصة حينما يتعلق الأمر بالتفاوض مع السلطة، من خلال جعل ذلك خاضعا للمبادئ التي نصت عليها أرضية ما زافارن، التي تم التوقيع عليها عشية الإعلان عن ميلاد هذا التكتل، الذي يضم مجموعة من أحزاب المعارضة، وذكر بن خلاف بان من مبادئ التنسيقية، تحقيق الانتقال الديمقراطي المتفاوض عليه، رافضا أن يبادر أي عضو بخطوة لم يتم مناقشتها والاتفاق عليها مسبقا. وتسعى جبهة العدالة والتنمية لاقتراح ما يشبه ميثاق أخلاقيات، يلزم كافة أعضاء التنسيقية بعدم القيام بمبادرات فردية باسم التنسيقية، وهو يتضمن مجموعة من النقاط، من بينها أن لا يتحاور أي حزب عضو في هذا التكتل مع أي طرف دون العودة إلى باقي الأعضاء، وان تمنح صلاحية إطلاق المبادرات للتنسيقية، فضلا عن تعيين من ينوب عنها في التفاوض أو الحوار مع باقي الشركاء السياسيين وكذا مؤسسات الدولة في حال تم الاتفاق على ذلك، مجددا التأكيد على أن ما قامت به حمس ليس له أي علاقة بالتنسيقية، التي كلفت السنة الماضية هذه الحركة بالقيام بمشاورات، وبالاتصال بالرئاسة في إطار محدد. ومن جهته رحب رئيس حزب جيل جديد جيلالي سفيان بالمبادرة التي أطلقتها جبهة العدالة والتنمية أمس، والمتضمنة الإعلان عن إنشاء قطب إسلامي جديد، مؤكدا بان ذلك لا يتعارض مع أهداف ونشاط التنسيقية، التي لا تفرض على أعضائها الذوبان في حزب سياسي واحد، قائلا في اتصال معه أمس:» ما دام ذلك يهدف للم شمل المعارضة فإنه لا يطرح أي إشكال بالنسبة لنا، وأن ينافس حزب سياسي أحزاب أخرى، فهذا ليس غريبا عن المشهد السياسي».