تقف تنسيقية الانتقال الديمقراطي بعد سنة ونصف من مسارها في مفترق الطرق، في انتظار ما سيترتب عن اجتماع جبهة العدالة والتنمية التي لوحت بالانسحاب، وتأكد صحة خبر تزعم عبد الله جاب الله تكتلا سياسيا جديد يضم أحزاب إسلامية من عدمه. في الوقت الذي يكثر فيه الحديث عن نسف تنسيقية الانتقال الديمقراطي، بسبب مواقف حمس وجبهة العدالة التنمية، ارتأت الكثير من الأحزاب السياسية المنضوية تحت تكتل تنسيقية الانتقال الديمقراطي أن تتجنب الحديث عما يدور داخل أروقة لجنة المتابعة والتشاور، وهونت من الأمر واعتبرته عارضا لا يزعزع استقرار التكتل الذي احتفل بذكراه السنوية الأولى مؤخرا، خاصة بعد توضيح حمس لموقفها في اجتماع طارئ مع قادة التنسيقية عشية عيد الأضحى، وأكد مقري حرصه على التمسك بتوصيات ندوة مزفران. وبهذا الشأن صرح رئيس حزب جيل جديد سفيان جيلالي أن العلاقة بين أحزاب المعارضة على ما يرام، ولم تكن الأقاويل التي صاحبت لقاء مقري الأخير أحمد أويحيى سوى زوبعة في فنجان وسوء فهم تمت تسويته وعادت المياه إلى مجاريها، وكشف سفيان عن لقاء مرتقب بداية شهر أوت في إطار العمل العادي للمعارضة. وبخصوص موقف جبهة العدالة والتنمية قال سفيان جيلالي أنه أمر يخص حزب جاب الله وحده ولكل حزب الحرية المطلقة في مواصلة العمل أو الانسحاب من التكتل، مستبعدا في الوقت ذاته أن يؤثر انسحاب الحزب على أرضية مزفران. وموازاة مع ذلك أطلق مختلف قادة الأحزاب تصريحات على صفحاتهم الخاصة على فايسبوك فندوا فيها ما يشاع حول الانشقاق داخل بيت التنسيقية، واستبعدوا انسحاب العدالة والتنمية بسبب موقف حمس. وفضل عمار خبابة القيادي بجبهة العدالة والتنمية التريث وانتظار ما سيسفر عنه اجتماع أعضاء مكتب الحزب نهاية الأسبوع، وقال في تصريح للجزائر الجديدة، أن الحديث الآن سابق لأوانه، مفندا في الوقت ذاته ما يدور حول التحضير لتكتل سياسي جديد يضم الأحزاب الإسلامية ويقوده جاب الله.