أعراس في الشوارع و الإسطبلات و مستثمرون ينتظرون أصحاب القرار عادت أزمة قاعات الحفلات بمدن و قرى ولاية قالمة من جديد في ظل ارتفاع غير مسبوق للأعراس هذا الصيف حيث لا يكاد يمر يوما بلا حفل زفاف في قرية صغيرة أو حي سكني من أحياء المدن التي لم تعد تحتمل موسم الأعراس الذي تحول إلى فوضى و معاناة في ظل النقص الكبير للمرافق القادرة على التحمل و إقامة الحفلات براحة و أمان. و لا توجد قاعات حفلات منظمة و مرخصة بأغلب المدن الكبرى بالولاية و تنعدم تماما بالقرى و المدن الصغيرة التي عجز أهلها عن بناء قاعة تجمعهم في السراء و الضراء بسبب تعقيدات إدارية و تقنية قتلت كل الأفكار و المقترحات التي تقدم بها أصحابها لرفع الغبن عن السكان خلال مواسم الأعراس. و باستثناء مدينة قالمة التي توجد بها بعض القاعات الصغيرة منها التي تعمل بترخيص و منها من تعمل بعيدا عن أعين الرقابة استجابة للطلب الكبير من قبل منظمي الأعراس الذين وصل بهم الأمر إلى حد التوسل لأصحاب هذه القاعات القليلة و القبول بمواعيد قد تصل إلى نصف عام تقريبا. و أمام هذا الوضع أصبحت أسطح المنازل و الشوارع و الساحات العامة و الإسطبلات الخيار الوحيد لمنظمي الأعراس بقالمة الغارقة في فوضى العمران و أزمة العقار التي قتلت كل شيء بالمدن الكبرى و حتى بالقرى الصغيرة التي تطوقها الأراضي الزراعية من كل الجهات. أزمة السكن التي تعيشها العائلات القالمية زادت أيضا من متاعب أصحاب الحفلات فلم تعد هناك منازل واسعة يمكنها استيعاب المدعوين للحفل حيث أن أغلب سكان قالمة يقيمون في عمارات جماعية ضاقت بأهلها و لم تعد هناك تحاصيص منظمة تسمح ببناء مساكن واسعة مريحة تستوعب الحفلات العائلية. كما أن العادات و التقاليد الاجتماعية الجديدة أصبحت تدفع باتجاه أعراس القاعات و الإسطبلات حيث أصبحت العائلات القالمية تتجنب إقامة الحفلات بالمنازل و تفضل استقبال المدعوين في قاعة صغيرة لا تتوفر على أدنى شروط النظافة و الراحة و الأمان. و ينتقل أصحاب العرس بين القرى و المدن بحثا عن قاعة ربما تبعد عنهم مسافات طويلة و يصبحون في حاجة إلى إمكانات مادية و بشرية كبيرة لنقل المدعوين و الأفرشة و الأواني و المأكولات و إعادة نفس العملية بعد انتهاء الحفل لان صاحب القاعة لا ينتظر و يطلب المغادرة قبل منتصف الليل لاستقبال عرس آخر في اليوم الموالي. و تضطر الكثير من العائلات إلى إقامة العرس في الشارع المحاذي للمنزل العائلي حيث تغلق المنافذ في وجه حركة المرور و تركب الخيام العملاقة فوق الأسطح و على طول الشارع لبناء ما يشبه مطاعم في الهواء الطلق تكون مخصصة للنساء، أما الرجال فيبقون بشوارع مكشوفة فيها طاولات و كراسي و فرق موسيقية تطرب المدعوين و تخفف بعض متاعب أصحاب العرس الذين تبقى أعينهم معلقة إلى السماء حتى نهاية الحفل حيث تسببت العواصف الرعدية في توقف الكثير من الحفلات في السنوات الأخيرة و أغرقت الأعراس في برك من المياه و فر المدعوون في كل الاتجاهات تاركين أصحاب العرس وحدهم في مواجهة العاصفة و سوء الحظ. و تقدم بعض المستثمرين الصغار بطلبات لبناء قاعات حفلات بالعديد من البلديات الكبيرة لكنهم لم يحصلوا على الموافقة لأسباب عدية كنقص العقار و عدم ملاءمة الموقع المختار لهذا النوع من النشاط و اعتراض السكان المجاورين و عدم صلاحية البناءات التي يرغب أصحابها في تحويلها إلى قاعات حفلات حيث لا تترّدد لجان المعاينة في تسجيل تحفظات بالجملة من الصعب رفعها من قبل أصحاب المشروع. و يطالب سكان قالمة برفع القيود عن القاعات المغلقة وسط الأحياء الشعبية و السماح لأصحابها بالنشاط لتخفيف المعاناة عن أصحاب الأعراس و الترخيص للمستثمرين الراغبين في بناء قاعات الحفلات بضواحي المدن و القرى و إجبار الفنادق و أصحاب القاعات المرخصة بخفض الأسعار التي تعرف زيادات كبيرة بين سنة و أخرى بسبب نقص القاعات و ارتفاع الطلب على القاعات في السنوات الأخيرة و عبر كل مناطق ولاية قالمة التي واحدة من بين الولايات التي تعاني من نقص المرافق الخدماتية من فنادق و قاعات حفلات بالرغم من طابعها السياحي و ارتفاع تعداد سكانها إلى أكثر من نصف مليون نسمة لا توجد لديهم 10 قاعات حفلات تحفظ ماء الوجه.