يشكو سكان منطقة المنية الواقعة أسفل وسط مدينة قسنطينة من انعدام الطرقات داخل أحيائهم التي تزحف نحو مشاتل زراعة الورود والخضر والفواكه بشكل مستمر، مع تزايد عدد السكان وتراجع النشاط الفلاحي بالمنطقة. وفي جولة قادتنا إلى داخل حي المنية، الذي طالما ارتبط اسمه بمنحدر الموت بالطريق الوطني رقم 27، لاحظنا بأن المسالك الفرعية داخل التجمعات السكانية الموجودة بالداخل لا تعدو كونها طرقا ترابية شكلتها المركبات والجرارات بسبب عبورها المتواصل عليها، فضلا عن انعدام الأرصفة أو المرافق داخل الحي باستثناء مشروع ملعب جواري لا يزال في طور الانجاز، كما شد انتباهنا غياب شبه تام للتهيئة داخل الحي المكون من عشرات البنايات الممتدة من نهاية حي سيدي مسيد إلى غاية وادي زياد الذي يعد آخر نقطة من الحي، حيث قام سكان إحدى النقاط بالحي ببناء جسر باستعمال أنابيب معدنية والخرسانة لتسهيل العبور إلى المنازل التي أنشئت على الضفة الأخرى من الوادي، كما أن حي المنية مقسم إلى جهة تكثر بها البنايات وأخرى يتواجد بها عدد أكبر من الحدائق. مصادر من الحي أكدت لنا بأن عدد السكان في تزايد مستمر، حيث أفادت بأن قطعا أرضية لا تزال تباع بشكل عرفي بغرض البناء، وأوضحت بأن البنايات الموجودة منجزة بشكل فوضوي، حيث لاحظنا على مستوى الجهة العلوية من الحي عددا من ورشات بناء المنازل، التي تتوسطها إسطبلات لتربية الأبقار و يدل شكل بنائها على أنها من العهد الاستعماري، فيما أضافت مصادرنا بأن نشاط أصحاب المشاتل قد تراجع خلال السنوات الأخيرة، بسبب هجر العديد من أبناء الحي لنشاط زراعة الورود والخضر والفواكه الذي تتميز به المنطقة، بالرغم من أن أغلب أبناء الحي الشباب يشاركون في بيع ما تنتجه المشاتل العائلية على قارعة الطريق السريع للسيارات، خصوصا خلال فصل الصيف، فرغم تراجع النشاط خلال السنوات الأخيرة مقارنة بما كانت عليه الأمور سابقا، يظل حي المنية مصدرا مهما للسلع بالنسبة لبائعي الخضر والفواكه بأسواق وسط المدينة حسب السكان. السكان القاطنون بالجهة التي تتواجد بها الحدائق اشتكوا من تفاقم وضعية المسالك الترابية بسبب أشغال تهيئة قنوات التطهير التي لا تزال مستمرة منذ حوالي سنتين، حيث لم نتمكن من مواصلة سيرنا بالجهة المذكورة لأن الطريق كانت مغلقة بسبب الأوحال ووجود آليات الجهة المكلفة بإصلاح نظام التطهير، فيما يضطر السكان إلى العبور مشيا على الأقدام فوق الأوحال من أجل الوصول إلى منازلهم، كما تصادف وجودنا مع قيام صاحب ملكية خاصة بغلق أحد المسالك الترابية التي كان يستعملها السكان كبديل عن الطريق المغلقة، حيث أبدى بعض السائقين امتعاضا من الوضع ووصف بعضهم الحي بأنه متدهور بكل المقاييس، كما أكدوا لنا بأن العبور من خلال المسالك الترابية يصبح أمرا مستحيلا عند هطول الأمطار خلال فصل الشتاء.