عائلة مجاهد تقيم في كوخ قصديري على ضفاف وادي الرمال استنجدت عائلة منكوبة تقيم في العراء بالمنطقة الصناعية "بالما" بمدينة قسنطينة بجريدة النصر ، لإسماع صوت استغاثتها للسلطات المحلية و العليا من أجل إنقاذها من حياة التشرد المفروضة عليها ، منذ تنفيذ حكم قضائي بإخلاء السكن الوظيفي الذي كانت تشغله باستعمال القوة العمومية بتاريخ 17 ماي 2010 وفي شبه كوخ قصديري ، أنجز أمام مدخل المسكن الذي كانوا يقيمون فيه منذ سنة 1977 ، والتابع سابقا للمؤسسة الوطنية للأدوات الكهرومنزلية " سوناكاط" قبل تحويله إلى مؤسسة التموين بالتجهيزات المهنية "اوناباط " وحل هذه الأخيرة أيضا وتصفية ممتلكاتها ، وغلق بوابتها بالسلاسل الحديدية ،استقبلتنا ربة هذه الأسرة التي أنهكها المرض وتقدمها في السن ، وهي تشير إلى الظروف البائسة التي تعيشها منذ أن تم طردها هي وأبنائها من البيت .وبحسرة كبيرة وتنهيدة موجعة لم يعد صدرها يتحمل تأوهاتها المؤلمة قالت لنا " هذا كل ما تركه لي زوجي المجاهد ، الذي رحل دون أن يستفيد من أبسط حقوقه ، ولم يتمكن بالإضافة إلى حرمانه من منحة ذوي الحقوق من الحصول حتى على سقف بيت يحمي به عائلته من حياة التشرد ، لأنه رفض الجري بين العاصمة وقسنطينة من أجل وضع عبارة فدائي على شهادة مشاركته في حرب التحرير في السنوات الأخيرة بعد إلحاح من أبنائه ، رغم الإعتراف به كأحد أبطال الثورة الخالدة " وسلمت لنا شهادة تؤكد ذلك تحمل رقم 014771 بتاريخ 07 ديسمبر 1964 ، و"لعل في ذلك -كما أضاف إبنه حمزة الذي يدرس بمعهد التكوين المهني على أمل الحصول على منصب شغل - فيه خير لوالده ، يجازى عنه في الآخرة " خاصة وأنه كان يرفض كما أخبرتنا عائلته أن يأخذ المقابل المادي عن نضاله في سبيل تحرير الوطن ، ولم يتحرك إلا بعد أن أحيل على التقاعد ، وأغلقت المؤسسة التي كان يعمل بها أحد أبنائه، وهو عينة لعدد من المجاهدين الذين غادرونا في صمت وقلوبهم تهفو لملاقاة ربهم وهو عنهم راض . وعائلة الفدائي شريف محمد تمر اليوم بظروف جد قاسية ، فرضت عليها بعد طردها من السكن الوظيفي ، المبيت في العراء في شبه كوخ متوارى عن الأنظار ، لا يفصله عن الشارع المطل على مؤسسة " صيدال " إلا ستائر من قماش بسيط ، يحضن بعض أفراد هذه الأسرة الكبيرة ، فيما تحتمي نساءه بالأهل والأقارب ، خوفا من اعتداءات محتملة من طرف السكارى والمنحرفين في ظل انتشار الحانات بالمنطقة الصناعية ، في انتظار تسوية وضعيتهم السكنية التي طالت كل هذه المدة . تعود بنا الأم عائشة 64عاما إلى سنة 1977 ، تاريخ قدومهم إلى هذا المكان ، عندما منح لزوجها الذي كان يشتغل كحارس بمؤسسة الأدوات الكهرومنزلية " سوناكاط" مسكنا يتكون من ثلاثة غرف ومطبخ ، وقتها كانت أم لخمسة أطفال ، وزاد عدد أفراد عائلتها بولادتها لثلاثة أطفال آخرين رأوا النور في هذا البيت ، اليوم أربعة منهم متزوجون ولديهم أبناء ، إثنان يقيمان معها. رغم ضيق المسكن إلا أنهم كانوا يجدون في سقفه الصغير ملاذا لهم ، إلى أن بدأت إنذارات إخلائه تصلهم تباعا ، بعد أن أغلق باب المؤسسة التي أفلست بالشمع الأحمر كما هو حال العديد من الشركات العمومية في سنوات التسعينات ، وفقدان إبنها الذي تم تشغيله بها بعد إحالة والده على التقاعد لمنصب عمله كحارس أيضا. وجميع أبنائها يعانون من بطالة حادة ، يستعين فيها بعضهم بأشغال مؤقتة معروفة في قاموسنا الدارج ب" البريكولاج" من أجل توفير لقمة العيش ، بالإضافة إلى وجود إبن معاق ذهنيا ، كثيرا مايهيم في المنطقة الصناعية ، ولا تنجح المهدئات في منع الأذى عن فيصل ، خاصة في ظروفهم الحالية ، وقد تعذر عليهم الحصول على منحة إعاقته ، لأن نسبة إصابته المقدرة ب80 بالمائة لاتسمح لهم كما أخبرتهم مديرية الشؤون الإجتماعية بذلك ، كما لا يمكن تصنيفه ضمن الأمراض المزمنة. وسارع أخوه حمزة الذي اتصل بالجريدة لإسماع ندائهم إلى فتح الخزانة البيضاء الصغيرة التي تسد جانبا من المدخل المفتوح للعراء ، وأخرج كيسا من هذه الأدوية ، بالإضافة إلى حزمة من وصولات تسلم شكاويهم من طرف العديد من المسؤولين بالحكومة ، خاصة وزارتي السكن والمجاهدين والوالي السابق والحالي، ورسائل الرد عنها التي تشير إلى إطلاعهم عليها وتحويلها إلى الجهات المختصة لدراستها ، حظوا في واحدة منها بمقابلة رئيس الدائرة في 30 نوفمبر الماضي ، ووعدهم كما أخبرونا بدراسة ملفهم . حيث كانوا في كل مرة يعلقون الأمل على إنقاذهم ، خاصة وأن لديهم طلب للحصول على سكن اجتماعي يعود إلى سنة 1992 تحت رقم 24407، إلا أن الإنتظار طال ، وحياة التشرد زادت قساوتها .فمن من الأقارب أو الأهل كما تساءلت والدتهم يقبل بإيوائهم لأكثر من أسبوع، فما بالكم والمدة تقارب السنة ؟. إنهم - كما أضافت وهي تداري دموعها - أصبحوا يشعرون بحرج كبير كلما اضطروا أيام الأمطار الطوفانية وتساقط الثلوج إلى دق الأبواب بحثا عن ملجأ مؤقت يمنحهم البعض من الدفء الذي افتقدوه منذ أن طردوا إلى الشارع، وتوسدوا أرصفته القاسية، لأنهم لا يملكون أي بيت آخر، ولم يسبق لهم كما أكدوا لنا أن استفادوا من أي سكن اجتماعي أو قطعة أرض أو غيرها من إعانات الدولة . كما أن إمكانياتهم المادية البائسة لاتسمح لهم بمجرد التفكير في الكراء ، حيث يظل الأمل معلق على الإستفادة من الحصص السكنية التي أقرتها الدولة لأمثالهم ، واعتبارهم من الحالات المستعجلة في عمليات الترحيل التي تشهدها الولاية.وقد لجأوا إلى جريدة النصر كما أخبرونا بعد أن ضاقت بهم السبل ، من أجل تذكير السلطات المحلية بمأساتهم لعلهم يتحركون هذه المرة من أجل إنقاذ عائلة مجاهد من حياة التشرد والعوز ، رفضت اللجوء إلى قطع الطريق وغيرها من أوراق الضغط المستعملة من أجل لفت انتباه المسؤولين إليهم ، تطلب أيضا مساعدتها في تصحيح الخطأ الإداري الذي يسمح لهم بالإستفادة من حقوقهم الضائعة منذ الإستقلال ، ويستريح والدهم رحمه الله في قبره.وفي شبه كوخ قصديري ، أنجز أمام مدخل المسكن الذي كانوا يقيمون فيه منذ سنة 1977 ، والتابع سابقا للمؤسسة الوطنية للأدوات الكهرومنزلية " سوناكاط" قبل تحويله إلى مؤسسة التموين بالتجهيزات المهنية "اوناباط " وحل هذه الأخيرة أيضا وتصفية ممتلكاتها ، وغلق بوابتها بالسلاسل الحديدية ،استقبلتنا ربة هذه الأسرة التي أنهكها المرض وتقدمها في السن ، وهي تشير إلى الظروف البائسة التي تعيشها منذ أن تم طردها هي وأبنائها من البيت . وبحسرة كبيرة وتنهيدة موجعة لم يعد صدرها يتحمل تأوهاتها المؤلمة قالت لنا " هذا كل ما تركه لي زوجي المجاهد ، الذي رحل دون أن يستفيد من أبسط حقوقه ، ولم يتمكن بالإضافة إلى حرمانه من منحة ذوي الحقوق من الحصول حتى على سقف بيت يحمي به عائلته من حياة التشرد ، لأنه رفض الجري بين العاصمة وقسنطينة من أجل وضع عبارة فدائي على شهادة مشاركته في حرب التحرير في السنوات الأخيرة بعد إلحاح من أبنائه ، رغم الإعتراف به كأحد أبطال الثورة الخالدة " وسلمت لنا شهادة تؤكد ذلك تحمل رقم 014771 بتاريخ 07 ديسمبر 1964 ، و"لعل في ذلك -كما أضاف إبنه حمزة الذي يدرس بمعهد التكوين المهني على أمل الحصول على منصب شغل - فيه خير لوالده ، يجازى عنه في الآخرة " خاصة وأنه كان يرفض كما أخبرتنا عائلته أن يأخذ المقابل المادي عن نضاله في سبيل تحرير الوطن ، ولم يتحرك إلا بعد أن أحيل على التقاعد ، وأغلقت المؤسسة التي كان يعمل بها أحد أبنائه، وهو عينة لعدد من المجاهدين الذين غادرونا في صمت وقلوبهم تهفو لملاقاة ربهم وهو عنهم راض . وعائلة الفدائي شريف محمد تمر اليوم بظروف جد قاسية ، فرضت عليها بعد طردها من السكن الوظيفي ، المبيت في العراء في شبه كوخ متوارى عن الأنظار ، لا يفصله عن الشارع المطل على مؤسسة " صيدال " إلا ستائر من قماش بسيط ، يحضن بعض أفراد هذه الأسرة الكبيرة ، فيما تحتمي نساءه بالأهل والأقارب ، خوفا من اعتداءات محتملة من طرف السكارى والمنحرفين في ظل انتشار الحانات بالمنطقة الصناعية ، في انتظار تسوية وضعيتهم السكنية التي طالت كل هذه المدة . تعود بنا الأم عائشة 64عاما إلى سنة 1977 ، تاريخ قدومهم إلى هذا المكان ، عندما منح لزوجها الذي كان يشتغل كحارس بمؤسسة الأدوات الكهرومنزلية " سوناكاط" مسكنا يتكون من ثلاثة غرف ومطبخ ، وقتها كانت أم لخمسة أطفال ، وزاد عدد أفراد عائلتها بولادتها لثلاثة أطفال آخرين رأوا النور في هذا البيت ، اليوم أربعة منهم متزوجون ولديهم أبناء ، إثنان يقيمان معها. رغم ضيق المسكن إلا أنهم كانوا يجدون في سقفه الصغير ملاذا لهم ، إلى أن بدأت إنذارات إخلائه تصلهم تباعا ، بعد أن أغلق باب المؤسسة التي أفلست بالشمع الأحمر كما هو حال العديد من الشركات العمومية في سنوات التسعينات ، وفقدان إبنها الذي تم تشغيله بها بعد إحالة والده على التقاعد لمنصب عمله كحارس أيضا. وجميع أبنائها يعانون من بطالة حادة ، يستعين فيها بعضهم بأشغال مؤقتة معروفة في قاموسنا الدارج ب" البريكولاج" من أجل توفير لقمة العيش ، بالإضافة إلى وجود إبن معاق ذهنيا ، كثيرا مايهيم في المنطقة الصناعية ، ولا تنجح المهدئات في منع الأذى عن فيصل ، خاصة في ظروفهم الحالية ، وقد تعذر عليهم الحصول على منحة إعاقته ، لأن نسبة إصابته المقدرة ب80 بالمائة لاتسمح لهم كما أخبرتهم مديرية الشؤون الإجتماعية بذلك ، كما لا يمكن تصنيفه ضمن الأمراض المزمنة. وسارع أخوه حمزة الذي اتصل بالجريدة لإسماع ندائهم إلى فتح الخزانة البيضاء الصغيرة التي تسد جانبا من المدخل المفتوح للعراء ، وأخرج كيسا من هذه الأدوية ، بالإضافة إلى حزمة من وصولات تسلم شكاويهم من طرف العديد من المسؤولين بالحكومة ، خاصة وزارتي السكن والمجاهدين والوالي السابق والحالي، ورسائل الرد عنها التي تشير إلى إطلاعهم عليها وتحويلها إلى الجهات المختصة لدراستها ، حظوا في واحدة منها بمقابلة رئيس الدائرة في 30 نوفمبر الماضي ، ووعدهم كما أخبرونا بدراسة ملفهم . حيث كانوا في كل مرة يعلقون الأمل على إنقاذهم ، خاصة وأن لديهم طلب للحصول على سكن اجتماعي يعود إلى سنة 1992 تحت رقم 24407، إلا أن الإنتظار طال ، وحياة التشرد زادت قساوتها .فمن من الأقارب أو الأهل كما تساءلت والدتهم يقبل بإيوائهم لأكثر من أسبوع، فما بالكم والمدة تقارب السنة ؟. إنهم - كما أضافت وهي تداري دموعها - أصبحوا يشعرون بحرج كبير كلما اضطروا أيام الأمطار الطوفانية وتساقط الثلوج إلى دق الأبواب بحثا عن ملجأ مؤقت يمنحهم البعض من الدفء الذي افتقدوه منذ أن طردوا إلى الشارع، وتوسدوا أرصفته القاسية، لأنهم لا يملكون أي بيت آخر، ولم يسبق لهم كما أكدوا لنا أن استفادوا من أي سكن اجتماعي أو قطعة أرض أو غيرها من إعانات الدولة . كما أن إمكانياتهم المادية البائسة لاتسمح لهم بمجرد التفكير في الكراء ، حيث يظل الأمل معلق على الإستفادة من الحصص السكنية التي أقرتها الدولة لأمثالهم ، واعتبارهم من الحالات المستعجلة في عمليات الترحيل التي تشهدها الولاية.وقد لجأوا إلى جريدة النصر كما أخبرونا بعد أن ضاقت بهم السبل ، من أجل تذكير السلطات المحلية بمأساتهم لعلهم يتحركون هذه المرة من أجل إنقاذ عائلة مجاهد من حياة التشرد والعوز ، رفضت اللجوء إلى قطع الطريق وغيرها من أوراق الضغط المستعملة من أجل لفت انتباه المسؤولين إليهم ، تطلب أيضا مساعدتها في تصحيح الخطأ الإداري الذي يسمح لهم بالإستفادة من حقوقهم الضائعة منذ الإستقلال ، ويستريح والدهم رحمه الله في قبره