تلاميذ يتناولون وجباتهم في الأقبية و داخل بناءات غير مجهزة كشفت يوم أمس مديرية التربية، في تقريرها المعروض في أول أيام الدورة العادية للمجلس الشعبي الولائي ببرج بوعريريج، و كذا بعض المنتخبين، عن لجوء العديد من المؤسسات التربوية إلى الاستعانة بالأقبية و حجرات التدريس و هياكل غير مجهزة و غير مطابقة للمعايير الصحية و الوقائية المطلوبة، و استغلالها كمطاعم لتوفير وجبات للتلاميذ المتمدرسين، و ذلك لتغطية العجز المسجل في المطاعم المدرسية. و يشير تقرير مديرية التربية إلى العجز و النقص المسجلين في مرافق الإطعام المدرسي، ما دفع بإدارات المؤسسات التربوية إلى استغلال مرافق غير مجهزة و بعيدة كل البعد عن المعايير و المقاييس الواجب توفرها بمثل هذه الهياكل، حيث أفاد التقرير إلى وجود 171 قاعة غير وظيفية و غير مهيكلة تستغل في إطعام التلاميذ في الطور الابتدائي، من بينها استغلال أربعة أقبية لإطعام التلاميذ و تحويل 32 قاعة متعددة الخدمات و 70 حجرة تدريس و 65 مسكنا إلى هياكل معدة لإطعام التلاميذ و مطاعم مدرسية، من أصل 371 مطعما مدرسيا عبر إقليم الولاية، في حين يصل عدد المطاعم المهيكلة 200 مطعم. و زيادة على العجز المسجل في هياكل الإطعام، طرح بعض المنتخبين على طاولة النقاش نقص التكوين لدى العمال بالمطاعم و رداءة الوجبات المقدمة للتلاميذ التي تفتقر إلى القيمة الغذائية و السعرات الحرارية الواجب توفرها، فضلا عن اقتصارها ببعض المطاعم على وجبات باردة، حيث طالب أحد المنتخبين بضرورة تحسين الوجبات، معتبرا أن «الوجبات المقدمة لنزلاء المؤسسات العقابية أفضل بكثير من وجبات تلاميذ المدارس»، داعيا السلطات المعنية إلى إعادة النظر في الميزانية المخصصة للمطاعم المدرسية لتحسين نوعية الوجبة و قيمتها الغذائية، في وقت لا تتعدى فيه قيمة الوجبة الواحدة 51 دينارا، باحتساب المساهمة المقدمة من ميزانية الولاية لتحسين الإطعام المدرسي المقدرة بأزيد من ملياري سنتيم، و قيمة الوجبة الواحدة المخصصة من قبل الوزارة الوصية المقدرة ب 45 دينارا. من جانب آخر دعا منتخبون إلى تشكيل لجنة تسهر على ترميم و متابعة و صيانة المدارس الابتدائية، التي تعرف تدهورا و إهمالا كبيرين في الهياكل المخصصة للتدريس و المساحات المحيطة بها، ما جعلها تشكل خطرا على التلاميذ ، وأشار المتدخلون إلى تسرب مياه الأمطار عبر الأسقف و الجدران المتصدعة بالعديد من المدارس عبر بلديات الولاية، فضلا عن انعدام النظافة و التهيئة بدورات المياه و المحيط الخارجي و ساحات اللعب المخصصة للتلاميذ. و دعت إحدى المنتخبات إلى تشكيل لجنة تضم ممثلين عن مديرية التربية و مديرية النشاط الاجتماعي و المجلس الشعبي الولائي و كذا أولياء التلاميذ، تعمل على إحصاء المدارس المتضررة و برمجتها للاستفادة من عمليات الترميم، و متابعة أشغال الصيانة الدائمة بالمدارس المتواجدة بالولاية، و محاولة إيجاد مصادر متنوعة لتمويل عمليات الصيانة و الترميم كما اقترحت إشراك أولياء التلاميذ في تمويل مثل هذه العمليات لتحسيسهم بضرورة المحافظة على الهياكل التربوية . والي البرج و في رده على هذه الانشغالات أمر مدير التربية بتشكيل لجنة و إجراء عملية مسح شامل للمدارس الابتدائية و المطاعم المدرسية لتقييم الوضع و تحديد المؤسسات المعنية بعمليات الترميم، و شدد في هذا السياق على ضرورة إنجاز بطاقات تقنية للمطاعم المتواجدة بالأقبية في أجل لا يتعدى أسبوع، لاتخاذ الإجراءات اللازمة و تسجيل مشاريع لإنجاز مطاعم مدرسية مهيكلة بدل استغلال الأقبية لإطعام التلاميذ، و أكد وقوفه إلى جانب مدير التربية و مساندته في مساعيه الرامية إلى دعوة رؤساء البلديات لتحمل مسؤولياتهم و إشراكهم في تحسين مرافق الإطعام و الترميم بالمدارس. و طالب الوالي بإنجاز تقرير مفصل حول مداخيل البلديات، و إجبارها على التكفل بتحسين ظروف و هياكل الإطعام في حال توفرها على فائض من الأموال، إلى جانب تكفلها بتوفير النقل المدرسي. أما فيما يتعلق بمطلب تشكيل لجنة لمتابعة عمليات الترميم بالمدارس، فضل الوالي الاكتفاء باللجنة المشكلة لمتابعة المشاريع المفتوحة في قطاع التربية برئاسة الأمين العام للولاية، و الأخذ بالاعتبار جميع الاقتراحات المطروحة من قبل أعضاء المجلس الشعبي الولائي الذي يعد شريكا في هذه اللجنة.