انطلقت العديد من المطاعم المدرسية الموزعة على بلديات العاصمة، في تقديم الوجبات للتلاميذ المتمدرسين عبر كل الأطوار، غير أن عددا كبيرا منها، لاسيما تلك المتواجدة في المدارس الابتدائية، لا تزال تقدم وجبات شبه باردة تحتوي على البيض المسلوق وقطعة صغيرة من الجبن، إلى جانب علبة "ياغورت". أكد بعض المعملين ل"المساء"، أن الوجبة المقدمة على مستوى أغلبية المطاعم المدرسية تبقى ضعيفة جدا مقارنة بعدد السعرات الحرارية التي أوصت بتوفيرها اللجان الوصية بمديريات التربية، وكذا أعضاء لجنة التربية بالمجلس الشعبي الولائي. خبز وجبن لإطعام المتمدرسين أشار محدثونا إلى أن عشرات المطاعم المدرسية بالعاصمة تقدم وجبات باردة للتلاميذ، تتمثل في الجبن والخبز والفاكهة، وأحيانا البيض بدلا من الجبن، والغريب في الأمر أن المؤسسات التربوية تتوفر على مطاعم مؤهلة لتوفير وجبة ساخنة، إلا أنها لغاية في نفس يعقوب تظل تقدم وجبة باردة بعاصمة الولاية، لاسيما في المدارس الابتدائية المتواجدة بالضاحية الشرقية للولاية، من بينها ابتدائيات بلدية هراوة التي تبقى تقدم وجبات ضعيفة من حيث السعرات الحرارية، دون الحديث عن ضعف التهيئة داخل المطاعم المدرسية التي يشبه بعضها المستودعات، بسبب غياب البديل. وأرجع عدد من أولياء التلاميذ تراجع مستوى الإطعام المدرسي إلى ضعف التهيئة ونقص التجهيزات وسوء المتابعة من قبل المسؤولين، وهو الأمر الذي انعكس سلبا على نوعية الوجبات الغذائية المقدمة للتلاميذ بغض النظر عن تقديمها باردة في أغلب المدارس الابتدائية، كما أن عددا كبيرا من الأقسام تم تحويلها إلى مطاعم بصفة مؤقتة، غير أن الوضعية استمرت لعدة سنوات دون أن تقوم البلديات ببناء مطاعم تخضع للمواصفات المعمول بها، لاسيما من حيث تخزين المواد الإستهلاكية أو النظافة لمنع تسجيل أية إصابات بالتسممات الغذائية. نقائص في التجهيزات المطعمية وكشفت الزيارة الميدانية التي قامت بها لجنة التربية والتكوين المهنية بالمجلس الشعبي الولائي للعاصمة قبيل الدخول المدرسي، عن وجود عدة نقائص في التجهيزات على مستوى المطاعم المدرسية، وهو ما سينعكس سلبا على نوعية الوجبات المقدمة للتلاميذ، والتي باتت تقدم باردة وتفتقد للسعرات الحرارية. كما شدد رئيس لجنة التربية والتكوين المهني بولاية الجزائر، السيد محمد الطاهر ديلمي، خلال زيارته التفقدية الأخيرة مع أعضاء اللجنة على مستوى بعض المؤسسات التربية بالدائرة الإدارية لبئر مراد رايس، على ضرورة إعادة النظر في مسألة التجهيزات على مستوى المطاعم المدرسية، حيث قال عنها بأنها ضعيفة جدا ينبغي تدعيمها في أقرب الآجال، مشيرا إلى ضرورة القضاء على الوجبات الباردة واعتماد وجبة نموذجية تقدم للمتمدرسين، تحترم الشروط المتفق عليها. وطالب السيد ديملي، مديري المؤسسات التربوية، بإعداد لائحة مفصلة عن النقائص المسجلة بالمؤسسات التعليمية من أجل المصادقة على ميزانيات إضافية لتقديمها كإعانات للمؤسسات التربوية من أجل تجديد التجهيزات الخاصة بالإطعام المدرسي، وكذا عيادات متابعة الصحة المدرسية، وإعادة ترميم بعض المؤسسات التربوية القديمة. 60 مليار سنتيم لتحسين الإطعام المدرسي وأكد رئيس لجنة التربية أنه تم تخصيص 60 مليار سنتيم من أجل تحسين ظروف الإطعام المدرسي على مستوى المدارس المتواجدة ببلديات العاصمة، حيث سيقوم أعضاء اللجنة الوصية بإعداد تقرير مفصل حول واقع المؤسسات التربية، وكذا الإطعام المدرسي بولاية الجزائر، وسيعرض على أعضاء المجلس الشعبي الولائي بغية المصادقة على ميزانيات جديدة لاحتواء النقائص المسجلة بالقطاع. وجبات غذائية فقيرة رغم الإمكانيات المالية المريحة من جهته، وقف اتحاد أولياء التلاميذ لشرق العاصمة، على عدد كبير من النقائص المسجلة على مستوى العديد من مراكز الإطعام المدرسي، في مقدمتها غياب التهيئة وعدم استفادتها من أية عمليات ترميم أو صيانة، لاسيما أن أغلبها عبارة عن أقسام تم تحويلها إلى مراكز إطعام مدرسي وأخرى مرائب حولت لنفس الغرض. كما اشتكى نفس الاتحاد من نقص شروط النظافة والتأطير على مستوى هذه المطاعم التي لا تحترم أدنى شروط النظافة وشروط السلامة لدى تحضير الوجبات الغذائية للتلاميذ، بسبب نقص اليد العاملة المؤهلة، وغياب الرقابة من طرف مفتشي التغذية المدرسية، كما طالب الاتحاد بضرورة إعادة النظر في قيمة الوجبة الغذائية المقدمة لأولادهم، لاسيما أن الدراسات العلمية كشفت عن أن الطفل بحاجة إلى 800 حريرة في اليوم، غير أن الوجبات المقدمة فقيرة جدا ولا تحتوي على الفيتامينات، وعادة ما تتكرر يوميا الوجبات المقدمة للتلاميذ وفي مقدمتها "العدس والمقرون" كوجبة رئيسة، في حين يستغنى عن تقديم بعض الفواكه والمواد الغذائية الأخرى بسبب ارتفاع أسعارها في الأسواق، كما تقدم في بعض المدارس وجبات باردة، رغم أن الدولة خصصت ميزانية معتبرة لتموين هذه المطاعم، قدرت ب 14 مليار دينار على المستوى الوطني، وولاية الجزائر تقدم من جانبها دعما لجميع المطاعم المدرسية على مستوى العاصمة، يقدر ب 22 دينار للوجبة الواحدة.