43 مليار دج مخصصة للمطاعم المدرسية لا تذهب إلى أفواه التلاميذ أكدت النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين، "الساتاف"، أن بعض تلاميذ المؤسسات التربوية يتناولون "ياؤورت وتونة فاسدة" بالعديد من المطاعم المدرسية عبر الوطن، مشيرة إلى أن أكثر من 20 بالمائة من ميزانية الإطعام المدرسي المقدر ب 43 مليار دج سنويا لا تذهب إلى أفواه التلاميذ. وطالبت النقابة على لسان رئيسها بوعلام عمورة أمس، في اتصال مع "البلاد"، الوزيرة بن غبريت بضرورة التعجيل في فتح تحقيق معمق عبر مختلف هياكل القطاع، بالنظر للوضعية التي يعيشها قطاع التربية والتي وصفتها ب"الكارثية"، خاصة المطاعم المدرسية. وقال المتحدث في هذا الشأن أن أكثر من 25 بالمائة من ميزانية الإطعام المدرسي، والمقدرة بأكثر من 43 مليار دج سنويا لا تصل أفواه التلاميذ ويتم التلاعب بها على مستويات عدة، سواء رؤساء البلديات، مدرياء التربية ومدراء المؤسسات التربوية وحتى المقتصدين، وأكد المتحدث أنه يتم تحويل جزء من الميزانية بسبب وجود العديد من المتدخلين في العملية، من بينهم مفتشو المطاعم المدرسية، المدراء المقتصدون في المتوسطات ورؤساء البلديات، باعتبارهم رؤساء لجان المناقصات وهو ما يستدعي حسب المتحدث ضرورة إبعاد تسيير المدارس من البلديات. كما أشار المتحدث أنه هناك تلاعبات كبيرة في إنجاز المناقصات الخاصة بالإطعام المدرسي، مشيرا إلى صفقات مشبوهة تتم بين مفتشي المطاعم المدرسية والممونين، حيث يتم اقتناء سلع منتهية الصلاحية حديثا توجه للمؤسسات التربية بتواطؤ مع مدراء الابتدائيات، مثلما هو حال "ياووت التونة"، علاوة عن التأشير المغلوط للأسعار ومضاعفة سعر السلع التي يتم اقتناؤها على أساس أنها ذات نوعية أو جيدة، رغم أنها ذات نوعية ثالثة وحتى رديئة، مثلما هو الحال مع التمر وحتى الياؤورت، وأكد المتحدث أن هناك "لوبيات ومافيا" داخل المؤسسات التربوية تعمل على نهب المال العام واستنزاف خزينة المؤسسات التربوية من خلال التلاعب بالميزانية المخصصة لإطعام التلاميذ، مؤكدا أن التنظيم وجه تقريرا إلى الوزيرة بن غبريت عن "سوء تسيير" المطاعم المدرسية وضياع حق التلاميذ في "وجبات صحية " في انتظار اتخاذ الإجراءات اللازمة في حق المتلاعبين بوجبات التلاميذ، مؤكدا أن التنظيم أبلغ المسؤولة الأولى عن القطاع خلال اللقاء الذي جمع الطرفين مؤخرا بكل هذه التجاوزات ووعدت الوزيرة بالتحقيق في الملف.